الأحد، 18 أبريل 2010

وسام شرف وطني جديد لال الضاري


د . موسى الحسيني

مهما كانت الاسباب والدوافع التي حركت رؤوساء عشائر الجنوب وافراد قبيلة كل منهم للمشاركة في ثورة العشرين العراقية ،فأن الدافعين الاساسيين  لاشتراك الشيخ ضاري الزوبعي وافراد عشيرته هو ما كان يتحلى به من نخوة عربية اولا .واستجابته او اذعانه وطاعته للمرجعية الشيعية في النجف ، عندما تكون المرجعية وطنية ، وملتزمة فعلا باساسيات الاسلام . كما عبر الشيخ ضاري بصراحة عن ذلك امام القائد البريطاني لجمن ، الذي اراد ان يلعب على وتر الطائفية ليمنع عشائر الدليم من المشاركة في ثورة العشرين فخاطبهم : " ان الحكومة البريطانية حائرة في امركم لاتدري هل تشكل حكومة شيعية او سنية . رد عليه الشيخ ضاري بان العراق ليس فيه شيعة او سنة بل فيه علماء اعلام نرجع اليهم في امور ديننا . فقال لجمن : انتم عشائر والاجدر بكم ان تكونوا مستقلين .فرد عليه الشيخ ضاري :ان علماءنا حكومتنا وقد امرنا القرأن باطاعة الله ورسوله وآولي الامرمنا ،فاذا اعتديتم عليهم فأننا سننتصر لهم ، ونحاربكم بجانبهم، والاولى ان تلبوا ما ارادوا ."( علي الوردي ، لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث ، ج 5 ، القسم الثاني ، ص :68 )

عندما لاحظ المرجع الشيعي الاعلى في حينها الميرزا محمد حسن الشيرازي عدم تحرك عشائر الدليم لمناصرة اخوانهم في ثورة العشرين ، ارسل لهم مندوبا يستحثهم على المشاركة في الثورة ،استجاب لدعوته بعضهم ، منهم الشيخ خضير الحاج عاصي ، شيخ الجنابيين ، والشيخ علوان الشلال ، رئيس عشائر البو محيي . والشيخ ضاري الزويعي ، الذي اجاب مندوب المرجعية بما يلي : " اني عربي ووطني وعراقي ،وها اني ابذل كل ما لدي من نفس ونفيس في سبيل مصلحة بلادي ضد الظالمين ."(ص :68 )
تصاعدت الاحداث حتى قام  الشيخ سليمان الضاري بمشاركة والده الشيخ ضاري بقتل لجمن . الامر الذي دفع سلطة الاحتلال في حينها ان تستثني الشيخ ضاري وولده سليمان من العفوالعام الذي اصدرته بعد انتهاء الثورة .

قدر عدد المشيعين لجنازة الشيخ ضاري عند وفاته في السجن  ، بمائة الف ، يوم كان تعداد سكان بغداد لايتجاوز الربع مليون نسمة . كانت حناجز المشيعين تهز سماء بغداد بهوساتهم – الاهازيج -  : "هز لندن ضاري وبجاها ، منصورة يا راية ضاري  "(ص :174 )
للقصة دلالات الكبيرة ، الكثيرة .لعل اهمها ما يعنيننا منها مما هو ذا صلة بما يحصل من الموقف من الاحتلال ، هما دلالتين :
الاولى : تظل المرجعية شيعية كانت ام سنية قادرة  ان تفرض نفسها ، كزعامة وطنية لكل العراقيين بمختلف انتماءاتهم الطائفية ، عندما تكون مرجعية اسلامية ، تتمسك باساسيات الدين ، ومصلحة الوطن والمسلمين .

الثانية : لو صدقت النيات و كانت هناك ارادة حقيقية ، نابعة من مشاعر وطنية واسلامية حقيقية ، لتحقيق المصالحة الوطنية ، التي تقوم على اساس المصلحة الوطنية ، لدى لٌعب ما يسمون بالعملية السياسية ، لكان الشيخ  حارث الضاري ، حامل هذا التراث الوطني الاسلامي المتسامي فوق كل الخلافات المذهبية ، هو المحور الاساس لهذه المصالحة . والركيزة الرئيسية التي تنطلق منها كل خطوات المصالحة .الا ما ان ما شاهدناه كان العكس تماما ، ومنذ الايام الاولى للاحتلال ، توجهت ابواق التبعية والاحتلال لتشويه صورة الشيخ الجليل ، واتهامه بالطائفية مرة ، وبمساندة الارهاب مرة اخرى .
تهمة الطائفية ، لم توجه له من الاطراق المستشيعة فقط ، بل من تلك التي تحسب نفسها على الجماعات السنية .  رغم انه وبمقارنة سلوكيات وتوجهات الشيخ الضاري بغيره ، نجد ان كل من طارق الهاشمي  وعدنان الدليمي واحمد عبد الغفور السامرائي ، وامثالهم اكثر تطرفا وتظاهرا بالطائفية والتعصب للسنة ، مع ذلك يتم قبولهم والتعامل والتعاون معهم ، ولم نسمع احدا ينتقد طائفيتهم . نقول تظاهروا لان الطائفية السائدة في العراق بين اتباع اللعبة السياسية لاتمثل موقفا طائفيا حقيقى بقدر ما هي دور مرسوم لهم من قبل المحتل لانهاك الشعب بالصراعات البينية ، ونسيان المحتل وانتهاكاته للكرامة الوطنية ، والمصلحة الوطنية العراقية ، ولكل المقدسات الوطنية والاسلامية . يشمل هذا الموقف المتطيفين من الطرفين .
اما لماذا التركيز على الشيخ حارث دون غيره ، وافتعال التهم والقصص . ان الشيخ الجليل كان  من اوائل المناهضين للاحتلال، و متشبثا بقوة باساسيات المصلحة  الوطنية العراقية ، اما الاخرين فارتضوا ان يقفوا في صف الخيانة . فالطائفية هنا كموقف حقيقي لادخل لها بالرضا والقبول من قبل المحتل واعوانه ،وليست هي المعيار الفعلي  لتقييم  الاشخاص .بل الموقف من الاحتلال هو الاصل في الانطلاق لتشويه صورة هذا وقبول الاخرى .
لو كان الشيخ حارث الضاري طائفيا فعلا ، حتى وان كان رافضا ظاهريا للاحتلال لتم قبوله ، بل السكوت عنه لانه بطائفيته كان يمكن ان يخدم الاحتلال حتى وان ادعى غير ذلك . وسيكون طرفا نافعا في تحقيق مشروع شارون وايتان لتقسيم العراق .
الشيخ حارث يدرك ايضا ، كوطني ، ومسلم غيور على دينه ووطنه ، ابعاد اللعبة الطائفية ، وما يراد منها لتدمير الدولة العراقية وانهاكها . لذلك كان منذ البداية في كل سلوكياته وممارساته يدعو كجده وابيه للوحدة الوطنية ، كسلاح مضاد لمخططات الاحتلال . فبعد تصاعد مقاومة الفلوجة والنجف خطط لاطلاق مسيرة شعبية مليونية  ، يتصدرها علماء المسلمين  بقيادته والشيخ جواد الخالصي ، والسيد مقتدى الصدر وبقية العلماء ، تبدأ من مرقد الاماميين الكاظميين وتنتهي في مرقد الامام ابو حنيفة ، تاكيدا للوحدة الوطنية – الاسلامية . الا انه بعد الاتفاق على الامر وتحديد الموعد ، تراجع مقتدى الصدر قبل الموعد بيومين ، تحت ضغوطات طائفية ، وتطلعات بعض من قياداته لاستثمار الدماء الشيعية التي سالت في النجف للحصول على بعض المقاعد الوزارية والنيابية .
ان حرص الشيخ على الوقوف بوجه الفتنة الطائفية التي تؤججوها ادوات الاحتلال المحلية ، ورغم ادراكه ومعرفته بعدم صدقهم فيما يطرحون من شعارات المصالحة الوطنية ، كان السباق في الاستجابة لدعوات المصالحة ، حضر مؤتمر القاهرة للمصالحة الوطنية الذي رعته الجامعة العربية في تشرين الثاني 2005، كما اسجاب لمؤتمر مكة للمصالحة الوطنية العراقية برعاية المؤتمر الاسلامي في تشرين اول عام 2006 . لاشك ان هذا الحرص والعمل الجاد على مقاومة الفتنة الطائفية سيثير اكثر فاكثر المتطيفين واسيادهم ، لذلك لم تمر الا ايما قليلة على مؤتمر مكة  ، حتى اصدر المتسمي باسم وزير الداخلية مذكرة توقيف بحق الشيخ الجليل في 16 تشرين الثاني 2006 . وهو يعلم ان الشيخ كان موجودا خارج العراق ، يعني انهم لايريدون توقيفه ، فهم اصغر من ذلك . الا انهم يريدون منعه من دخول العراق ، في محاولة لعزله عن مؤيديه ومحبيه في العراق . وعزلوا انفسهم بذلك وما عزلوه بهذا الوسام من اوسمة النبالة التي يعجز اي منهم من ان يناله .

في مقابلة للرئيس الخالد جمال عبد الناصر ، في بداية الستينات ، قال : نحن نراقب اذاعتي لندن وصوت اميركا ، فاذا وجدنا انهما يمتدحاننا في موقف ما ندركه عندها ان هناك خطأ في موقفنا هذا علينا مراجعته وتصحيحه . وليس هناك من معيار للوطنية اكثر من هذا العداء الذي وجهه قادة اليمين المسيحي المتصهين وحليفتهم الحركة الصهيونية العالمية واربابهم من صغار التوابع المحليين ضد الشيخ الجليل حارث الضاري.ولو كان طائفيا ما استحق لان يكون هكذا في بؤرة هذا الكره والحقد الاعمى . وطارق الهاشمي ، واحمد عبد الغفوروامثالهما،  وما ينعمان به من رضى المحتل خير مثال على ذلك .

يقول فقهاء السياسة وعلمائها ، والاميركان في صدارتهم ، ان الغيرة والحسد بين قادة الدول وزعمائها ، وحتى بين اللاعبين المحليين في مختلف دول العالم ، تلعبان دورا كبير في التاثير على السياسة الدولية ومواقف الرؤساء من بعضهم . ولو اخذنا بصحة هذه المعلومة  ، لانستغرب ان يكون الشيخ حارث ،وابنه  الدكتور مثنى الضاري ،موضوعا لحسد اشباه الرجال المشاركين بما يسمى بالعملية السياسية اليوم . فالبطولة بما تعنية من التمسك والالتزام بقيم الحق ، من تضحيات جسيمة ، تهديدات وخاطر ، وحرمانات . تحتاج الى شحنة غير عادية من الرجولة والشجاعة ، تلك التي تعوز كل المشاركين في العملية السياسية ، الحاقدين على ال الضاري . الرجولة لا بصفاتها الذكورية بل بمعناها الاخلاقي الذي يرتقي فوق سمات الذكورة التي يمكتلكها الرجال واشباه الرجال ، الذكور من الحيوانات او البشر .
الرجولة ليس الاستمتاع بالفضلات التي يقدمها غاز محتل من جماعات اليانكي ورعاة البقر ،لايعرف اغلبهم اسم ابيه الحقيقي ، بل تعني الموقف الشجاع البطل ، المتسامي فوق الذات ، فوق الرغبات والشهوات . تعني الالتزام بالقيم الوطنية والاسلامية والاخلاقية  التزاما صادقا يقوم على اساس الفهم السليم لمعاني الاستقلال والسيادة ، ويسموعلى مشاعر الاحساس بالضعف والدونية تجاه غاز محتل ، مهما كانت قوة سلاحه وامكاناته المادية ، او هباته التي يقدمها لاشباه الرجال مقابل انبطاحهم له  .
 من مثل ال الضاري ، اربع اجيال من البطولة ، اربعة مواقف من الرجولة ، قرن كامل من التحدي والشموخ في سبيل الوطن والدين .
 القاعدة والدكتور مثنى الضاري :
تعرف فصائل المقاومة العاملة على الارض في الوطن ، ان القاعدة ليست الا صناعة اميركية ، ضخمت اميركا دورها في العراق ،فالقوات الاميركية تفخخ وتفجر اطنان المتفجرات وسط التجمعات السكانية والجماهيرية ، وتتهم القاعدة في محاولة لتجريد المقاومة من قيمها الانسانية الرفيعة ، وتشوه سمات الرجولة عند ابطالها . تحقيقا لاهداف عدة منها عزل المقاومة عن اطارها الشعبي باعطائها صفة الطائفية ، تجميع الراغبين بالعمل ضمن صفوف المقاومة في اطار تنظيم خاضع بشكل مباشر او غير مباشر لقوات الاحتلال ، لتشتيت جهودهم وقيادتهم بالاتجاه الغلط بعيدا عن مقاومة المحتل . واقتناص الواعي المخلص منهم لذبحه او تضليله .
منذ وقت مبكر ادرك كل من الشيخ حارث الضاري والدكتور مثنى هذه الحقيقة ، لذلك كانت دائما مواقفهم رافضة منددة لما يجري من عمليات باسم القاعدة . فكانت هيئة علماء المسلمين سباقة للمبادرة باستنكار كل ما وقع من جرائم نفذها المتطيفين من الطرفين او قوات الاحتلال ، ونسبت للقاعدة .
ان التضخيم لدور القاعدة ، واظهارها بمظهر الفصيل الوحيد ، المغضوب عليه اميركيا ، دفع بعض الشباب ان يشكلوا مجموعات صغيرة باسم القاعدة ،على اثر  قتل الاميركان للزرقاوي ، بعد ان استنفذ خططهم ، ولم يعودوا بحاجة له ، وبتاثير ردات الفعل التي مارستها القوات الاميركية في الفلوجة . اندفع هؤلاء الشباب  مغرورين بالصورة التي اعطتها اميركا متعمدة لهم ،  من دون اي معرفة بمخططات المحتل واساليبه ، فراحوا بطفولية وتحت تاثير اضغاث الاحلام التي صنعتها المخابرات الاميركية في عقولهم ، يعلنون عن تشكيل دولة العراق الاسلامية .وبدلا من ان يصعدوا جهادهم ضد المحتل ، راحوا يطرقون ابواب المواطنين الامنين في الفلوجة والرمادي ، يطلبون منهم تقديم البيعة لامير الدولة الوهمية المزعومة .
كان موقف هيئة علماء المسلمين قويا وصريحا في مواجهة هذا العمل الطفولي الذي لايخدم لا الاسلام ولا عماية التحرير ، واعلن كل من رئيس الهيئة الشيخ حارث والناطق باسمها الدكتور مثنى استنكارهم لمثل هذه الممارسات .فكانت ردات فعل امير دولة العراق الاسلامية لاتقل طفولية عن محاولته اخذ البيعة من المواطنين الامنين بالقوة ، باعلانه اهدار دم الشيخ حارث الضاري ودم الدكتور مثنى الضاري . حاول بعض من القيادات الميدانية للجبهة الوطنية لتحرير العراق التدخل بامل حقن دماء قوى يفترض انها تقف في خندق واحد مناهض للاحتلال . كانت النتيجة ان قامت الجماعات المتسمية بالقاعدة ، بخطف القائد الميداني للجبهة الوطنية لتحرير العراق الاستاذ رياض عبد الكريم حسن في 13-3-2007، عضو قيادة الجبهة ، عضو هيئة تحرير جريدة صوت الحق ، اول جريدة ناطقة باسم المقاومة العراقية ، تطبع في بغداد وتوزع في كافة المدن العراقية . ومازال مصيره مجهولا لحد الان، والتهمة كانت انه يتعاون مع الشيخ حارث ضدهم كما ابلغوها لاهله بالتلفون من خلال احد اتصالاتهم ، وانه رفض ان يكون اداة لاستدراج الدكتور مثنى للمكان الذي تريده القاعدة   . بعد ايام قليلة  بالضبط في 29-3-2007 قامت مجموعة مجهولة باغتيال المناضل زيد عبد الله صالح السامرائي ، عضو قيادة الجبهة ، عضو هيئة تحرير جريدة صوت الحق . بعدها بايام قامت مجموعة اخرى باختطاف عائلة كاملة لاحد مناضلي الجبهة ، عضو قيادة قاطع الاعظمية مع زوجته وابنه ، وما زال مصيرها مجهولا ، وبالقاء مسؤول الجبهة في الموصل من فوق سطح منزله ليتعرض للشلل الكامل . ثم بعدها بيومين قامت جماعة مجهولة باحراق مكتب الجبهة في الاعظمية بعد سرقة محتوياته . تلك كانت الاسباب التي دفعت الناجين من قيادة الجبهة اتخاذ قرارا بتجميد عمل الجبهة ، وخروج بعضهم لدول الجوار العربية . وحرمت المقاومة من فصيل كان من اوائل الفصائل المقاومة التي تشكلت بعد الاحتلال مباشرة ، وعمت عملياته كافة انحاء المدن العراقية من الموصل الى البصرة .

تلك هي قصةالشيخ حارث مع القاعدة وموقفها من الدكتور مثنى الضاري، ايضا  . فاي زور هذا الذي تدعيه اللجنة المعروفة بلجنة 1267 في الامم المتحدة ، ووزارة الخزانة الاميركية عن تعاون الدكتور مثنى الضاري مع القاعدة ، والارهاب . وهل هناك من ارهاب يتجاوز الممارسات الارهابية لقوات رعاة البقر ضد الشعب العراقي . اذا كان الارهاب يعني استخدام الاعمال المسلحة ضد المدنيين لتحقيق اهداف سيلسية ، كما يعرفه الاميركان .
فمن هو الارهابي ، حقاً ..!؟
اغرب ما في قصة علاقة القاعدة بالدكتور الشيخ حارث والدكتور مثنى ، ان احمد عبد الغفور استعان ببعض مسلحي القاعدة ليستولي على مقر واذاعة هيئة علماء المسلمين ، وبعلم الاميركان انفسهم . لكنه يبرا من العلاقة بالارهاب وبالقاعدة ويتهم الشيخ حارث والدكتور مثنى بذلك .وللجبهة الوطنية لتحرير العراق الكثير من الشكوك ان جماعة من مرتزقة احمد عبد الفغور ، هم من قام بدور العلاسة لاستدراج المخطوفين من اعضاء الجبهة .
 انها لعبة الصراع بين البطولة والجبن ، بين الرجولة وشبيهاتها .
 هنيأ لال الضاري فتاريخ العراق المشرق يابى الا ان يكتمل   باوسمة المجد الممتدة منذ ثورة العشرين ، تلك التي سطروها زاهية على صفحات امجاده .
 كلمة اخيرة لكتاب المقاومة وابطالها :
تريد سلطة الاحتلال الانفراد برموز المقاومة وكتابها الواحد بعد الاخر . بالامس اعتقال الدكتورة حنان المشهداني التي عرفناها مناضلة عنيدة من الكتاب المناهضين للاحتلال تحت اسم هبة الشمري ، لاشك انها تعرضت لشتى انواع التعذيب والاهانة من قبل اشباه الرجال الذين يفترض ان ديمقراطيتهم المزعومة لاتسمح لهم باعتقال وسجن احدا على اساس الراي والاعتقاد . ورغم اني واثق من ان الدكتورة البطلة تمتلك من القيم الانسانية الانثوية الشريفة ما يعادل ما يدعيه الالاف من اشباه الرجال من قيم الرجولة المعطلة التي ما اهتز لها شارب ، واولاد "الايه " الذين لايعرفون اسماء ابائهم يعتدون على حرائرنا في سجن ابو غريب ، لكن الدكتورة حنان ستظل تقاوم  بطولاتهم وعنترياتهم وكل  مظاهر القوة الفاسدة المفسدة ، وستعمق في نفوسهم مشاعر النقص والجبن والذلة   .
 ان ردة فعل كتاب المقاومة ومنظماتها لم تتجاوز الرد السلبي بالدفاع والمدح للدكتورة ، ولم نسمع موقفا اكثر ايجابية ، باعلان حملة قوية للاستنكار في المنظمات الدولية في كل انحاء العالم ، ارسال محامين وحقوقيين الى بغداد للدفاع عن بطلتنا . مطالبة الصليب الاحمر الدولي بالتدخل لاطلاق سراح الدكتورة ، مطالبة متكررة لاتهدأ، لكشف زيف ديمقراطية اليانكي ورعاة البقر  .
واليوم الدكتور مثنى الضاري ، ولم يتجاوز موقفنا كتابة بعض المقالات او نشر بعض البيانات المنكرة .كان المفروض ان تتولى القوى ذات الامكانية تنظيم مضابط الاستنكار الموجهة الى وزارة الخزانة الاميركية ، واللجنة 1267 في الامم المتحدة ، وغيرها من الفعاليات ، ليعرف العالم من هو الاررهابي ، ومن هي قوى الارهاب ..!؟
حتى البطل منتظر الزيدي الذي ادخل الحذاء كسلاح جديد من اسلحة المقاومة المقهورة المحاصرة ، تٌرك وحده محاصرا بكرههم وحقدهم وشعورهم الحاد بالنقص امام مواقف البطولة والرجولة الحقيقية .ارجو ان تنتبه قوى المقاومة  ، وكتابها في الخارج الى انهم مقصودين بالحقد الشعوبي – الصليبي – الصهيوني ، الواحد بعد الاخر ، لتكن لنا هيئاتنا الحقوقية ، صندوق خاص للدفاع عن مناضلينا ، لجان متابعة لرفع الحيف والحصار عن من يقع منهم بيد اعداء الحق والبطولة .
ثم منذ متى ونحن نخاف  من ان نعتز بعروبتنا وهويتنا القومية العربية  . اقترح ان تشمل حملاتنا للدفاع عن  عن كل المناضلين العرب في كل مكان . وهذا الدكتور عبد الستار قاسم تتناقل وظيفة قمعه من   ايدي سلطة الاحتلال الصهيوني الى ايدي السلطة الوطنية الفلسطينية ، ممنوع من مغادرة طولكرم منذ 24 عاما .تعرض للاغتيال مرتين ، واحرقت سيارته امام داره مرتين ، يقضي ايامه بين السجن والاعتقال والحصار في منزله ، وظل  وحده يقاوم .
تحية تقدير واعتزاز للامة التي انجبت هؤلاء الابطال . ان امة بها من هو بمثل الدكتورة حنان المشهداني ، والدكتو مثنى الضاري ، ومنتظر الزيدي ، والدكتور عبد الستار قاسم ، امة لن تموت ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق