الأحد، 18 أبريل 2010

المقاومة العراقية من بيروت إلى اسطنبول


مركز الأمة للدراسات والتطوير
رغم كل المؤامرات والتحديات التي واجهتها المقاومة العراقية على الصعيد الداخلي والخارجي تمكنت هذه المقاومة من التغلب على هذه الصعاب وتجاوز قنطرة "استئصال الشأفة" ، وحافظت على مستوى معين من الأداء الميداني أبقى جذوة المقاومة متقدة في نفوس أتباعها والمناصرين لها.
العزلة السياسية التي عانت منها المقاومة العراقية كذلك على الصعيد الرسمي العربي والدولي كان عقبة أخرى في طريقها كلفتها الكثير في وقت استغل خصومها هذا "التغييب" في تشويه صورتها والتضييق عليها وهذا نتيجة طبيعية لحقيقة أنها تنازل القوة "العظمى" في العالم وهي الولايات المتحدة الأمريكية التي تفرض هيمنتها على العالم وهو ما انعكس على الوقوف بوجه أي تحرك لتأييد المقاومة العراقية فضلاً عن دعمها.
مع ذلك كله لا يمكن لأحد أن ينكر أن المقاومة العراقية استطاعت أن تخترق هذه الحواجز والحجب وأن توصل صوتها لأبعد مدى من خلال بعض المنابر الإعلامية لكن دخولها المسرح الإعلامي على المستوى التنظيمات الشعبية العربية والدولية تعد نقلة نوعية على هذا الصعيد وخطوة كبيرة في هذا الاتجاه، فبعد المشاركة المميزة للمقاومة العراقية في الملتقى الدولي لدعم المقاومة المنعقد في بيروت في الفترة 15-17/1/2010 بحضورها الملفت الذي فرض نفسه بقوة على الساحة بالتوازي مع المقاومتين الفلسطينية واللبنانية، واستطاعت أن تحافظ كذلك على زخم حضورها السياسي حتى جاء مؤتمر اسطنبول لدعم المقاومة العراقية المنعقد في 10/4/2010 تحت شعار (قاوم حتى التحرير)، ليعزز هذا الحضور ويكرسه.
هذا المؤتمر الذي التقت فيه معظم فصائل المقاومة العراقية حمل الكثير من الرسائل والدلالات، تبدأ من التأييد والحضور الجماهيري للمقاومة على المستويات الشعبية العربية والإسلامية وحتى الرسالة التي بعث بها هذا المؤتمر أن المقاومة العراقية متوحدة في أهدافها ورؤاها في مشروع تحرير العراق بخلاف ما يشيعه عنها المتربصون بها والمغرضون من أنها لا يمكن أن تلتقي وأنها لا تملك مشروعًا، بل جاء هذا المؤتمر بداية مرحلة جديدة من التنسيق والتعاون لمواجهة الأخطار التي تهددها وتهدد الشعب العراقي حسبما أكدته أطراف حضرت هذا المؤتمر.
لكن السؤال الأهم إلى أي مدى ستسهم هذه المؤتمرات وغيرها في كسر الحظر المفروض على المقاومة العراقية خاصة؟ وهل ستتبعها فعاليات أخرى وتداعيات إيجابية لهذا المؤتمر الأخير؟ وإلى أي مدى ستتمكن فصائل المقاومة من استثمار هذا التطور في التحرك على الصعد العربية والإسلامية والدولية؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق