الاثنين، 9 نوفمبر 2009

المحمرة الارض العربية تستصرخ الضمائر الحرة

ابو اخلاص الاحوازي

المحمرة اخر عاصمة كانت لهذا القطر العربي السليب الاحواز الذي اغتصب على ايادي الفرس المجرمين في عام 1925 ومنذ ذلك التاريخ حتى يومنا هذا تعاني من الويلات و تسئ ظروف اهاليها بعد ما كانت هي المأوى الى جميع الناس من حيث الخيرات. نستذكر البعض من خيرات هذه الارض التي طال ما عاش عليها ابناء الاحواز بالحلو و المر . المحمرة اسميت بهذا الاسم بسبب لون تربتها و هي الون الاحمر لهذا اسميت المحمرة و اصبح ابناءها يتغنون بها على مدى عصور و يعيشون ببهجة و فرح رغم نظرات الطامعين اليها من الغربيين و حتى الفرس في القرون الماضية حيث القائد الامير سلمان الكعبي واجه في حينها ثلاثة قوات استعمارية و هن بريطانيا التي كانت لديها اقوى قوات بحرية في الخليج العربي و قوات كريم خان زند و الذي استطاع ان يبسط نفوذه في الكثير من البلدان المجاورة دون ان يستطيع ان يمس هذه الارض بوجود هذا البطل و القوات العثمانية انذاك .ان هذا الرجل العظيم واجه هذه القوات الاستعمارية ببسالة حينها احرق السفن البريطانية في مدخل شط العرب و لن يسمح لهم بالدخول لاحتلال الاراضي العربية في الاحواز . المحمرة و ميناءها المعروفة على مدى عصور طويلة و التي كانت في وقتها تنافس ميناء البصرة من حيث مكانتها الاستراتيجية و وجودها على الخليج العربي لذلك كان الكثير من الناس تعمل فيها لارسال البضائع و دخولها من هذه الميناء فكانت لها اهمية خاصة في المنطقة . النخيل الذي يغطي ارض المحمرة و اهميت هذه النعمة من خيرات الله عز و جل على هذا الشعب الكثيرة و التي كان الناس يتباهون في وجود انواع التمر على ارضهم حتى يومنا هذا رغم ان الاحتلال الايراني و امتدادا لسياساته العدوانية احرق الكثير منها و الاخر اقطع المياه عليها لتموت و ذلك تباعا لسياسة تغيير ديمغرافية الارض العربية حيث النخلة اصبحت رمزا للصمود العربي . المياه و اهم الانهر الذي يصل الى المحمرة و هو نهر قارون (كارون) و الذي يصب في النهاية في شط العرب من اعظم الانهر في المنطقة حتى النصف الاول من القرن العشرين كانت تسير فيه الباخرات ولكن اليوم اصبح يبكي كل انسان صاحب ضمير لموته على ايادي الغدر الفارسية . المحمرة كانت اخر عاصمة لامارة الاحواز العربية و اخر اميرها الشيخ خزعل الكعبي و الذي سيبقى هذا التاريخ ساطعا على ايادي ابناءها الذين ضحوا بارواحهم حتى اليوم و الذين سيضحون من اجل ارجاعها الى مكانتها التي كانت .

ان الاحتلال الايراني البغيض يحاول و بكل ما يستطيع تدمير هذه الارض العربية من اقصى الشمال حتى اقصى الجنوب من خلال الخطط التي رسمها و ذلك من خلال تهجير ابناء الاحواز و توطين مليون و النصف من الفرس و غيرهم على هذه الارض و اعطائهم كل مستلزمات الحيات و ذلك من خلال بناء مستوطنات فارسية و كل ما يحتاج المرء حتى الحصول على العمل المناسب حيث يمنع ابن الاحواز منعا باتا من العمل في اعمال رسمية بل انما يحاول ان يدير اموره من خلال اعمال كاذبة لتغطية امور حياته .اليوم المحمرة و بعد ما كانت الرائدة على الخليج العربي بخيراتها و جمالها اصبحت تعاني الويلات .فعانت الكثير بعد الحرب التي طال مداها ثمانية اعوام بين الفرس الطامعين في الاراضي العربية و العراق الشقيق و بعد انتهاء الحرب و التي كانت الفرصة للفرس لخلق الدمار فيها حتى يومنا هذا لن ينظر اليها احدا نظرة تاني بل انما يوما بعد يوم يزداد الشقاء فيها من قطع المياه و انتفاضة الماء في عام 2002 خير شاهدا على ذلك و الذي اصبح اليوم ابناءها يشترون المياه من اجل الاستعمال اليومي و النخيل الذي يستصرخ الضمائر الحية فالبعض منه احرق على ايادي الغدر الفارسية و البعض الاخر مات من شدة العطش و ملوحة مياه نهر كارون و الباقي منه ينتظر حتى تصل ساعة نهايته . و ميناء المحمرة و التي كانت في يوما ما من اهم الموانئ على الخليج العربي اصبحت منسية و لا احد يتسائل فيها و التي بتشغيلها سوف تحرك كثيرا من هذا الشعب المحتاج و ستغير الكثير من هذه المدينة ولكن سياسة الاحتلال الخبيثة العارفة لهذه الامور تمنع من تفعيل و تحريك ميناء المحمرة و ذلك من اجل قتل كل مظاهر العروبة فيها و الذي بدءوا ذلك عند ما وضع الخميني رجليه في مهر اباد حيث تغير اسمها من المحمرة الى خرمشهر الفارسية حتى يومنا هذا الذي يقطع فيها مياه كارون لنقله الى المناطق الفارسية .

اليوم مع كل هذه المعانات لن تدفع اجور العاملين في بلدية المدينة لتعم النفايات الشوارع غير ابهين لما سيحصل الى الناس القاطنين في هذه المدينة و عدوى انفولانزا الخنازير تدق الابواب في كل انحاء المعمورة و اصبحت تنتشر في اوساط ابناء الاحواز و حتى هذه الحظة كان العديد من ابناء الاحواز ضحايا هذه العدوة الخبيثة و بوجود الدمار و النفايات التي تملئ شوارع المدينة ستكون الارضية المناسبة لانتشارها و بشكل اوسع . من عدم دفع اجور العمال في هذه البلدية مع ان الاجور التي تدفع اليهم بصعوبة تغضي اغراضهم اليومية و تسد رمغهم حتى الدمار الذي يعم هذه الارض العربية المدروس من قبل الاحتلال الفارسي .لذلك هذا الشعب في هذه المدينة و في كل ارجاء الاحواز العربية يوميا يستصرخ الضمائر الحرة في العالم لنجدته من براثن العدو للانسانية و الذي جرائمه تعم كل مكان في وطننا العربي .