السبت، 6 فبراير 2010

مؤتمر " الأسرى" في برلين


 نضال حمد*

فور قراءتي للخبر المنشور في وسائل الاعلام عن شعار مؤتمر فلسطينيي اوروبا الثامن ، المزمع عقده في برلين في ايار/ مايو من هذا العام ، عبرت عن بالغ سعادتي بذلك الخبر..  فلطالما كنت أنتظر مثل هذه الخطوة من جميع المؤسسات الفلسطينية العاملة في اوروبا والشتات العالمي .
 حرصت دائماً على تذكير الأخوة العاملين في مؤتمرات فلسطينيي اوروبا والجاليات والشتات الفلسطيني وحق العودة والقدس والجدار والخ وكذلك الرفاق والأصدقاء الاوروبيين المؤيدين والمناصرين للقضية الفلسطينية ، بأنه يجب تبني موضوع الأسرى مثلما تم تبني موضوع اللاجئين وحق العودة.

لا مكان لليأس في هذه القضية

 لم أشعر في يوم من الأيام باليأس يتسرب الى نفسي من تكرار النداء وعدم التجاوب المطلوب مع هذا الأمر. وبقيت متسلحاً بقناعتي بهذا الشعب.. لذا واظبت على التذكير بموضوع الاسرى في مناسبات عديدة ، سواء خلال المؤتمرات ( مثلاً دائما كررت هذا النداء على مسامع المشاركين في مؤتمرات فلسطينيي اوروبا وكذلك الجاليات في اوروبا والشتات).. واللقاءات والندوات والمهرجانات والتظاهرات ، أو في المقابلات التلفزونية. مثلما حصل مؤخراً عبر برنامج"مع الحدث" في فضائية "المنار" حيث استخدمت وجودي في الفضائية واثناء المقابلة للحديث عن الفلسطييين والعرب في اوروبا ، لأعود واكرار نداءي للفلسطينيين أينما كانوا لتبني قضية الأسرى ورفعها الى أعلى جداول أعمالهم اليومية.

" لماذا لا تتعامل الجاليات الفلسطينية مع موضوع الأسرى بشكل جدي؟"

في فترة سابقة من العام المنصرم كتبت مقالة بعنوان " لماذا لا تتعامل الجاليات الفلسطينية مع موضوع الأسرى بشكل جدي؟" وكانت تلك المقالة بمثابة نداء موجه لكل القوى الفلسطينية العاملة في الساحة الاوروبية ،ناشدتهم تبني تلك القضية وعدم حصرها بالمناسبات فقط لا غير. فتحويل قضية الأسرى الى احتفالات مناسباتية يضر بها ولا يفيدها. لذا يجب العمل بشكل أكثر جدية من أجل بناء لوبي متعاطف مع الأسرى ، يتكون من فلسطينيين وعرب ومسلمين وأجانب ، أوروبيين وغير اوروبيين. تكون مهمة هذا اللوبي اعداد برامج تضامنية ، منوعة وعديدة ومختلفة، تحكي عن معاناة الاسرى وتجاربهم وحياة الأسير في السجون والزنازين ووسائل التعذيب والاذلال والاهانة والمعاملة الوحشية التي يتلقاها في المعتقلات الصهيونية ، التي تشبه لحد بعيد المعتقلات الفاشية والنازية. ويجب أيضاً القيام بحملة تحضير معلوماتية كبيرة ومفيدة ، تكون ذات فعالية ، تعطي المهتمين معلومات جيدة بلغات منوعة. ويستحسن أيضاً أن يكون هناك تسجيلات لشهادات وتقارير خاصة مرئية ومسموعة ، وصورا فوتغرافية ، لكي يستطيع اي مهتم اوروبي بالذات ، أن يحصل على كل ما يريده من معلومات. بالتأكيد ان المعلومات التي تتوفر له سوف تفيده في عمله ، وستفيد الأسرى عبر تحريك قضيتهم في المجتمعات والبرلمانات والاعلام وكذلك في الحياة الاوروبية.

على هذا اللوبي (الذي نأمل ولادته سريعاً ) الداعم لقضية الأسرى ، أن يعمل لايجاد طرق ممهدة له يدخل عبرها الى البرلمانات الاوروبية لتقديم صورة حقيقية عن اوضاع الحركة الاسيرة. ولا بد لهذا اللوبي كي ينجح أن يعزز علاقاته مع الجهات والمؤسسات والمراكز والجمعيات المختصة بشؤون الأسرى. والجدير بالذكر أنه يلاحظ الآن ازدياد أعداد تلك المؤسسات هنا وهناك. ولا غرابة في ذلك لأن موضوع الأسرى اصبح قضية وطنية ساخنة ويومية في الشارع الفلسطيني.


سنة 2005 وفد الأسرى والمحررين في اوسلو

 سبق وقامت الجالية الفلسطينية في النرويج سنة 2005  ، بدعوة وفد كبير من وزارة الاسرى والمحررين الفلسطينيين ،  لزيارة اوسلو ،  والالتقاء ببعض السياسيين والبرلمانيين والمهتمين النرويجيين. كان الهدف من تلك الدعوة أن يسمع الطرف النرويجي عن معاناة الأسرى من مصادر رسمية فلسطينية حكومية، تعترف بها الحكومة النرويجية ، وتقيم معها علاقات رسمية دبلوماسية وسياسية واقتصادية. إذ أن عمل بعض الأفراد أو بعض المؤسسات والجاليات لا يكفي للوصول بهذه القضية الى أعلى المستويات. مع العلم أن موضوع الاسرى بدأ في النرويج منذ عدة سنوات يوضع على جدول اعمال حركات ولجان التضامن، وبدأ الحديث عنه يتردد على ألسنة البعض. ومنذ سنة 2002 لم يعد غريباً أبداً أن يرى المرء ملصقات أو شعارات عن الأسرى أو صورة لأسيرة او أسير ، أو بيان معلوماتي بلغات عدة  يوزع في كل تظاهرة كانت تخرج في أوسلو عاصمة النرويج.

لا يكفي فقط تشكيل مؤسسة واصدار بيانات

قام مؤخراً بعض النشطاء الفلسطينيين في اسكندنافيا بتشكيل رابطة لدعم الأسرى مع أن تسميتها لم ترق لي شخصياً وطالبت القائمين عليها بتغيير الأسم وهو " رابطة انصار نادي الأسير " هذا النادي في التصنيف الفصائلي الفلسطيني يتبع لحركة فتح. وهناك مؤسسات تعنى بالاسرى تابعة لفصائل فلسطينية أخرى. فالتسمية بحد ذاتها تعني انحياز هذه الرابطة لطرف ما على حساب الأطراف الاخرى. لذا طلبت منهم أن يراجعوا التسمية وأن تسمى مثلاً " رابطة دعم الاسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الصهاينة". لم يستجب لهذا الطلب. في النهاية هذا شأنهم وحدهم ، فأنا شخصياً لست عضوا في تلك المؤسسة. على كل حال ، الذي يجب أن يعالج هنا هو طبيعة العمل ، إذ لا يجوز أن يقتصر التضامن مع الأسرى خاصة من قبل رابطة أو مؤسسة على بيان باللغة العربية بمناسبة ما .. العمل التضامني أكبر من ذلك بكثير ، يلزمه استراتيجية وجنود مجهولين ينفذون البرامج والخطط ، ويضعون نصب أعينهم التضحية والجد لأجل ايصال هذه القضية الى كل مكان في الدنيا.

رسم الخطط واعداد البرامج

على القائمين على مؤتمر برلين القادم أن يرسموا خططاً ويعدوا ورشات وبرامج ومعارض وأن يستضيفوا خبراء في موضوع الأسرى بغض النظر عن انتماءاتهم الفصائلية. فالقضية أكبر من الفصائل وأهم من الصراعات الجانبية. انها قضية تخص في المقام الاول أكثر من عشرة آلاف اسير وعائلاتهم وفي الثاني تخص كل وطني فلسطيني ينتمي لفلسطين العربية. وكنت مؤخراً على هامش مشاركتي بمؤتمر دعم المقاومة في بيروت التقيت بالصديقين المحررين سمير القنطار وأنور ياسين، حيث دارت بيننا احاديث كثيرة منها ضرورة العمل على تحرير الأسرى بكل الوسائل والطرق. وما اشهار قضيتهم على الصعيد العام الفلسطيني في اوروبا سوى خطوة كبيرة في هذا الاتجاه الصحيح ، الذي سيؤدي في نهاية المطاف الى انتزاع حرياتهم وتحررهم.


·                                                              مدير موقع الصفصاف    
·                                                               

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق