الثلاثاء، 9 فبراير 2010

تنظيم 'القاعدة' واستراتيجيته الجديدة


 القدس العربي
الشريط الصوتي الاخير المنسوب الى سعيد الشهري نائب رئيس تنظيم 'القاعدة' في الجزيرة العربية، وبثته امس مواقع اسلامية معروفة، ينطوي على الكثير من المعلومات الجديدة التي تكشف عن الخطط الآنية والمستقبلية بالنسبة الى هذا التنظيم الاصولي.
فالسيد الشهري السعودي الجنسية المكنى ابو سفيان الازدي كشف للمرة الاولى ان الشيخ اسامة بن لادن أشرف بشكل مباشر على محاولة تفجير الطائرة المدنية الامريكية فوق مدينة ديترويت التي حاول تنفيذها الطالب النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب، وهذا يعني ان زعيم تنظيم 'القاعدة' يعيش في مكان آمن ويملك القدرة على الحركة، وبات يتولى القيادة العملياتية للتنظيم بشكل مباشر، ولم يعد يعهد بهذه المهمة الى قادته الميدانيين، مثلما كان عليه الحال في العراق وافغانستان طوال الاعوام الثمانية الماضية، وبالتحديد منذ اختفائه اثر الهجوم الامريكي على افغانستان بعد احداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) عام 2001.
ولعل النقطة الاخرى التي لا تقل اهمية هي تلك التي تتمثل في مخطط تنظيم 'القاعدة' الذي كشف عنه السيد الشهري في الشريط نفسه، ويرمي الى السيطرة على مضيق باب المندب في مدخل البحر الاحمر، حيث تمر معظم الصادرات النفطية، والتعزيزات العسكرية الامريكية الى منطقة الخليج والبحر المتوسط.
تنظيم 'القاعدة' بات يقدم نفسه في ادبياته الجديدة واشرطته الصوتية على انه 'تنظيم اممي'، ويملك فروعا في مختلف انحاء العالم الاسلامي، وينفذ استراتيجية متعددة الجوانب تعتمد على فتح جبهات في اكثر من منطقة ضد الولايات المتحدة والانظمة العربية والاسلامية المتحالفة معها.
وكان لافتاً ان السيد الشهري اكد على هذه التوجهات الجديدة، عندما قدم شكره الى حركة الشباب المجاهدين في الصومال لارسالها مقاتلين صوماليين للقتال الى جانب التنظيم في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن مقراً له.
وعلينا ان نتذكر ان هناك اكثر من 800 الف مهاجر صومالي لجأوا الى اليمن طلباً للنجاة بارواحهم، وسعياً من اجل الرزق، ويعيشون حالياً في ظل ظروف معيشية سيئة للغاية اسوة باقرانهم اليمنيين حيث فرص العمل شبه معدومة، والمساعدات الخارجية محدودة للغاية.
ومن غير المستبعد ان تكون حركة شباب المجاهدين قد اخترقت هؤلاء، وجندت بعضهم للعمل في صفوف تنظيم 'القاعدة' فالتنظيم لا يحتاج الى تجنيد الآلاف، وانما بضع مئات فقط لتنفيذ بعض اهدافه، ومن بينها التسلل الى المملكة العربية السعودية ودول الخليج حيث يوجد ثلثا احتياطات النفط العالمي.
سيطرة تنظيم 'القاعدة' على باب المندب ربما لا تكون سهلة، خاصة ان التنظيم لا يملك اسلحة ثقيلة وزوارق حديثة يمكن استخدامها في هذا الخصوص، ولكن هذا لا يعني انه لا يملك القدرات اللوجستية الكفيلة بتعطيل الملاحة في هذا الممر الدولي الحيوي، فالقراصنة الصوماليون الذين يعتقد بعض المحللين ان لهم علاقة مباشرة بحركة شباب المجاهدين، اقدموا على خطف اكثر من مئة سفينة، بعضها ناقلات نفط عملاقة، اثناء مرورها في بحر العرب او خليج عدن، ولا بد انهم اكتسبوا خبرات لا بأس بها في كيفية اعتراض السفن التجارية طوال الاعوام الخمسة الماضية التي تصاعد فيها نشاطهم.
تنظيم 'القاعدة'، ومثلما هو واضح من اشرطته الاخيرة، والعمليات العسكرية التي حاول تنفيذها وخاصة محاولة تفجير طائرات مدنية، بدأ يزداد قوة وانتشارا، ويتصرف قادته بطريقة تتسم بالثقة بالنفس، الامر الذي يجعله اكثر خطورة مما كان عليه الحال قبل احداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر). بعد ان اصبح اكثر قربا من مواقع صناعة النفط وامداداته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق