الخميس، 18 مارس 2010

ابناء المخيمات في لبنان يطالبون بالتوحد على قاعدة حفظ المقاومة


يا ابناء فلسطين في ارض الرباط والشتات توحدو
 نعم إن الشعب الفلسطيني شعب مؤمن، موحِّد، والتوحيد الذي أمرنا القرآن باعتماده أساساً لوحدتنا ووحدة شعبنا ومجتمعنا هو في قوله تعالى:
(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ) 'آل عمران آية 63'
أي أننا ابناء أمة التوحيد, التوحيد الذي يحتوي أتباع موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام، ولا يفرق بين أحد منهم، هذا التوحيد ينادينا على لسان محمد صلى الله عليه وسلم تعالوا نجتمع على الكلمة السواء، أي الكلمة الجامعة وهي كلمة التوحيد 'لا إله إلا الله'.
وبنص القرآن لا تكون الترجمة الصحيحة لهذه الوحدة على أساس التوحيد، إلا حينما نبني مجتمعاً يكون الناس فيه سواسية متساوين أمام إلههم الواحد, فالسيد هو الله وكلنا عبيده, ولا فرق بين أحد على أحد إلا بالتقوى والعمل الصالح، لا ميزة لأحد على أحد إلا بمعرفة الله ومنفعة عباده، لا ميزة لأحد على أحد إلا بالمحبة والخدمة، بمعنى: أشدّنا حباً للناس وأكثرنا خدمة للناس هو أكرمنا عند الله وعند الناس لأن ما يطالبنا به رب الناس هو في الحقيقة للناس وليس لله الغني عن جميع الناس.أيها الفلسطينيون العقلاء إذا كنا مأمورين بتحقيق الوحدة مع أهل التوحيد من غير المسلمين، فهل يعقل أن نقبل أو نسلّم بواقع الفرقة والتشتت، لا بل بواقع الخصومة والتناحر الدموي بين أتباع وأبناء نبي التوحيد محمد صلى الله عليه وسلم؟!
إن الدين والأخلاق والإنسانية والعقل والضرورة والمصلحة تفرض علينا أن نقرر أن نكون كباراً وشجعاناً ونتخذ القرار التاريخي الصائب بالتوحد من جديد كما كنّا شعباً واحداً موحداً في مواجهة أعداء الله وأعداء الإنسانية على مدار عقود المواجهة حتى تاريخ الانقسام المشؤوم.نعم نقولها بمرارة لا وصف لها: لا شيء نواري به سوآتنا، لا شيء نستر به عوراتنا إن نحن بقينا مختلفين متناحرين، وندّعي في نفس الوقت  حرصاً على الإسلام والأمة وفلسطين.
هل يعقل أن نغرس أظافرنا في أعناق بعضنا البعض ونحن داخل الشرك الشيطاني الذي أُوقعنا فيه؟!
هل يعقل أن نحتاج السّجان للتوسط فيما بيننا ونحن داخل السجن؟! ونحن ندعي في نفس الوقت الوطنية والشرف؟!
هل يعقل أن نمدح الفضيلة والرذيلة في آن واحد؟!
هل يعقل أن تمد الأمة يد العون والمساعدة لمن يشعل النار في بيت مالها؟!

 هل يعقل أن أدعي أن شقيقتي عرضي، وأن أختي غير الشقيقة ليست كذلك؟!
هل يتبقى دين أو وطنية أو إنسانية إن نحن حيّدنا العقل أو ألغيناه؟!
ألا يشهد واقعنا على أننا غيّبنا الدين وغيّبنا العقل، وغيّبنا الإنسانية واحتكمنا للأهواء والغرائز؟!
كل ذلك ونحن نتحرك فوق صفيح ملتهب ونعيش مناخ حصار ملتهب، ولسنا موعودين إلا بمزيد من النار واللهب.
أليس من العار- وكل شيء مستباح- وأحدنا يرفع علامة النصر في وجه أخيه؟!
نعم أيها الموحّدون توحّدوا، أيها الموحّدون في جميع التنظيمات والحركات والأحزاب وليس فقط حماس وفتح، توحّدوا. وأول خطوة للتوحّد أن نصوم عن الكلام المباح وغير المباح من لغة الفرقة والانقسام في سرنا وعلانيتنا. أن نتوجه بخطاب ورسالة واحدة لشعبنا أولاً نعاهده على ألا نفجعه مرة أخرى بالفرقة والانقسام، ونقسم على ذلك بالله وبشرفنا الإنساني. أن نعلن أهم أسس الوحدة بعد اليوم وهي مثلث الوحدة والخلاص المكون من ثلاثة أضلاع: حفظ الكرامة، حفظ المقاومة، وحفظ الوحدة. أن نعلن تجريم من يرفع أي راية حزبية إلى أن تجمعنا راية الوحدة مجددا، وأن يسمح فقط برفع علم فلسطين. تشكيل لجنة حكماء تقوم برسم طريق للمصالحة وتكون هي مرجعية الجميع مرحلياً إلى أن نصل إلى الصيغة الوطنية الجامعة التي تجيب على كل التساؤلات الحقيقية التي يطرحها الشعب كي يستعيد الشعب وحدته وعافيته، ثم ينطلق من جديد بهمة وطاقة جديدتين, وتكون هذه اللجنة في حالة انعقاد دائم وتخاطب الشعب أسبوعياً على الأقل وعند الضرورة الوطنية الملحة.
            ابناء المخيمات في لبنان


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق