الخميس، 18 مارس 2010

من فلسطين الى الشهيدة راشيل!


راشيل،
 أيتها الروح التي في السما
تحلق في كل مكان بالقرب من فلسطين وعشاق فلسطين،
كم وددت لو أنني أستطيع أن أطلب منك أنت أن تكتبي عنّا!
هل للايمان حدود جغرافية؟!
هل لمحبة الحرية تقسيمات وحدود دول؟!
هل لعشق مصالح الشعوب والأوطان صفات ومقاييس نحكم عليها مجرد رؤيتها؟!
كيف أتيت من هناك من البعيد البعيد، من بلد عادانا ليس لشيء الا رحمة لعدو لملم أشلاءه وغزانا؟!
 قادم يلبس القلنسوة ويرطن بلغات ولهجات غريبة عن أرض فلسطين!
كيف أتيت من بلاد المصالح الذاتية التي خلقت زعامات ما كان لها هم الا قتل الشعوب وبمسميات مختلفة؟!
من بلاد عشقها الكثيرون حتى من أهل القضية فمنهم من حاول أن يسد ما عليه من ديون اليها! ومنهم من تنكر حتى لها ولأصحابها!
كيف أتيت يا راشيل وورجالات القضية يتزاحمون على أبواب الدول الكبرى يريدون اقتسام المغانم؟!
كيف أتيت يا راشيل وأبناء اللد والرملة والقدس وخانيونس ما عادت تعنيهم
كيف أتيت وهم يبحثون عن مدن جديدة ويظنون بغباء أن انتقالهم من حارات المخيم الى بيوت على أطراف المدن ستدخلهم الحياة وتنسيهم الأصل والفصل الذي منه يهربون!
يا الهي كم بلغ السخف حد اللا وصف!!
فتاة أمريكية شابة، تقطع المحيطات لتدافع عن حق الفلسطينيين، من ظلم حاق بهم فأولته على بقائها في حضن والدتها وجامعتها وبلدها.. وشباب من فلسطين من رحمها وعلى مقربة من ذلك الظلم ويبولون من أفواههم" بالنسبة لي القدس ليست أغلى أبدا من جدة أو من مكناس أو من بغداد أو حتى من جبل الجوفة!"

لا أدري كيف يحسبونها أيتها الروح المتصابية في السماء وأنت تحلقين فوق فلسطين وهم يجولون بسياراتهم الكورية الرخيصة وملابس البالة الغير بالية والتي لا تخدع الا أنفسهم ويكابرون بمثل هذا القول وسخف الانتماء!
أنت تأتي لتقولي للصحافة والاعلام والجنود وهادمات البيوت: لا! وشباب يفلسف الأمور "بأن المدن هي الحجارة والزقاق... وأن بيروت ..دمشق..طرابلس..جرش..تونس..بغداد..صور...بور سعيد..عمان ..عجلون
جميعها مدننا ..وجميعها إحتضنت ثورتنا
وفينا عشق لها ..بمقدار حنيننا لسهل رامين... "
لماذا يا راشيل لم تبق في أمريكتك التي بها كل الرفاه أكثر حتى من كل ما ذكروا من مدن؛ لبقيت حية ترزقين!
انهم بحاجة لنياشين تلك الدول وما ولم ولن ينالوها فأنا أحفظهم وأحفظها عن ظهر قلب! انها مدن تعرف الأصول والثوابت من الأمور... ألم يقل الرسول الكريم عن تفضيل ابن على آخر بأنه المريض حتى يشفى!! أليست القدس مريضة حدّ الخراب بكنيس الخراب الذي أطل عليها! أليس سهل رامين يغتصب في اليوم ألف مرة ويصيح مناديا على أهله ومحبيه، فيرجعه الصدى! أليس ما عددتم من مدن أهلها الحقيقيون عليهم عشق القدس والرملة أكثر ألف مرة من مدنهم وسكناهم فهي أرض مقدسة أولا وثانيا وعاشرا.. وأرض محتلة هجرها الأبناء ومنهم من نسيها! أرض تئن وتصرخ وتنادي!
كيف لمدنكم التي عددتم أن توليكم لحظة احترام وقيمة، فالمارق عن وطنه لاوطن له! والجاحد لتربية أهله لا صحبة له والمتنكر لفلسطين لا دين ولا دنيا له.. وبالتالي لا فرق بينه وبين المحتل ذاته!
أيتها الراشيل البطلة! أيها الشهيدة الحرة! أيتها الروح الأبية... والله أني أغبطك الشرف الذي نلتيه، والشرف الذي أعطيتنا!
أيتها الراشيل الملاك! شكرا لوالدين عرفا كيف يوصلاك العز من أوسع أبوابه... ورحم الله آباء وأمهات ما أعانتهم طيبتهم على توصيل الأمانة الى أبنائهم فضاعت في زحمة الطريق..

راشيل حبيبتي وصديقتي، فكل أحباب فلسطين وأصدقائها أحبابي وأصدقائي، لتنعمي بصحبة شهداء فلسطين.. أيتها الروح الطيبة" ارجعي الى ربك راضية مرضية" وبلغيهم السلام... فنحن والأحرار ما زلنا على الدرب ماضون!
ما جاء بين الأقواس هو من تعليقات أبناء أسر فلسطينية عن القدس والرملة وجنين وغيرها من

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق