الأربعاء، 24 مارس 2010

المقاومة العراقية – البعد الاستراتيجي


   عامر سلمان العكيدي
لقد كسبت المقاومة العراقية أهميتها الإستراتيجية من بُعد الأهداف التي دفعت الولايات المتحدة الأمريكية لاحتلال العراق.
 فالعراق يشكل محورا جيوسياسيا هاما وفعالا على الصعيد العربي والإسلامي ، وهو همزة الوصل السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية بين أوربا والخليج العربي ، وهو الرقعة الحيوية الوسطى في اللوحة الإستراتيجية العليا للولايات المتحدة الأمريكية ، وهو العمود الثابت للخيمة العربية والذي إذا ما انهار تمزقت وتشرذمت هذه الخيمة ، لهذا فهو يلقي بضلاله على معادلة التوازن الدولي وتوازن المصالح في المنطقة والعالم .
إن هدف الولايات المتحدة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ينقسم إلى قسمين:
الأول: نشر منظومة عسكرية كونية للهيمنة على العالم عسكريا.
الثاني: السيطرة المباشرة على منابع النفط المهمة للسيطرة على مقدرات العالم اقتصاديا.
فكان احتلال العراق هو المرحلة الأولى من تحقيق هذه الأهداف ، لما يتمتع به من موقع و ميزات ذكرناها في بداية الكلام .
لهذا كان احتلال العراق تأمينا من قبل الولايات المتحدة لهيمنتها العالمية قبل أن تتعافى روسيا من صدمة انهيار الاتحاد السوفيتي السابق ، وقبل أن تستكمل الصين مسيرتها المتسارعة نحو التحول إلى قطب عالمي منافس ، وقبل أن تمتلك أوربا القدرة على التحرر من تبعيتها للقيادة الأمريكية التي حسمت الحرب الكونية الثانية لصالح الحلفاء .
نضيف إلى ذلك بُعدا ايدولوجيا متشددا يهدف إلى تأمين وجود دولة إسرائيل والذي يعتبر العراق اكبر المخاطر التي تواجه وجود إسرائيل واستمرارها .
وهنا تأتي أهمية المقاومة العراقية ، ذلك أنها تصدت من خلال تصديها لقوات الاحتلال الأمريكي في العراق لمشروع كوني كبير ذو بُعد استراتيجي خطير على دول العالم اجمع ، وكان من المفترض أن يكون العراق هو نقطة الانطلاق لتحقيق هذا المشروع .
إن على المقاومة العراقية وبكل أشكالها وصورها أن تعلم وبدون مبالغة أو تهويل أنها قاتلت وقاومت نيابة عن العالم في صد المشروع الأمريكي الخطير الذي كان يستهدفه ، وإنها  استطاعت وعلى مدى سنوات مقاومتها للاحتلال أن توقف هذا المشروع وتؤخره عن خطه الذي رسم له رغم كل الصعوبات والمعوقات التي واجهتها منذ انطلاقها إلى الساعة ، وأثبتت أن العراق بمقاومته هو همزة الوصل الإستراتيجية في المنطقة ورقما صعبا لا يمكن الاستغناء عنه للمحافظة على وحدة المنطقة واستقرارها ، وهو أيضا الركن الذي إذا انهار فان المنطقة ستذهب إلى الهاوية وسينعكس بشكل كارثي على معادلة التوازن الإقليمي ذات البعد الاستراتيجي .
لذا فان المقاومة يجب أن تستمر وبقوة ، وبكل أشكالها ليبقى هذا البلد الرقم الصعب الذي يحافظ على وحدة المنطقة واستقرارها ، وهذا واجبكم أيها المقاومون الأحرار ، لان التقاعس عن هذا الهدف أو الظن بان مرحلة المقاومة قد انتهت وآن أوان السياسة لإكمال ما بدأتموه أو غيرها من الأفكار التي تهدف إيقافكم عما بدأتم به من هدف نبيل ومشروع ، كلها ستؤدي إلى دوران عجلة المشروع الأمريكي والذي يستهدف تغيير خارطة العالم لمصلحة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل .
فالدرس الأول والأخير :
الاستمرار في المقاومة والعمل بقوة على ديمومتها وبكل الوسائل المشروعة ، مع إيمانكم الراسخ أنكم تقاومون في العراق وصوت مقاومتكم يدوي في أرجاء العالم رجاء وأملا في أن تخلصوه من صديقهم اللدود وعدوهم الوفي ألا وهو روح الهيمنة الأمريكية على مقدرات الشعوب ومصائرها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق