الأربعاء، 24 مارس 2010

حرب الأفاعي الموساد وال سي آي أي بين خلفان وبايدن والاستيطان


بقلم:غازي أبو فرحة
لقد كانت الإهانة التي تلقاها جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي في إسرائيل بالإعلان عن بناء ألف وستمائة بيت في مستوطنة بالقدس؛ كانت إهانة شديدة لو وجهت له من غير إسرائيل لكانت أمريكا قد حركت أساطيلها وطائراتها وقنابلها العنقودية وأسلحة الدمار الشامل والغير شامل وشنت حربا ضروس لا تبقي ولا تذر ضد هذه الدولة المارقة التي أهانت نائب رئيسها.
لقد كانت الإهانة التي وجهتها إسرائيل لأمريكا بنفس حجم الإهانة التي تلقتها الموساد من المخابرات الأمريكية عن طريق ضاحي خلفان رئيس شرطة دبي بكشفه تفاصيل اغتيال الموساد للمبحوح بفضيحة تاريخية مدوية بالصوت والصورة مسحت الموساد بالأرض  وعرتها أمام العدو والصديق.
إن خلفان لا ينطق عن الهوى؛ إن هو إلا وحي يوحى له من المخابرات الأمريكية سي آي أي التي تريد أن تضغط على إسرائيل لأنها رفضت وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 ، وقد وعدت أمريكا المتعاونين معها بالمنطقة بوقف الاستيطان وتمرغت سمعتها بالوحل لعجزها وهي الدولة العظمى ذات الأساطيل.
لو كان خلفان يسيطر على الكاميرات والمسجلات والتحاليل لكان في إمكانه منع وقوع الجريمة؛ كما لو أنه كان مخلصا حقا لأشرك حماس في التحقيق لأنها ولية الدم وتملك المعلومات عن الشهيد؛ وقد تحدته صحيفة يدعوت أحرونوت الإسرائيلية وقالت إنه يوجد مجندين إسرائيليين يعملون كمدربين لجيوش الدويلات النفطية الخليجية ويحملون جوازات سفر أوروبية؛ هل يستطيع خلفان أن يكشفهم؟ أنا متأكد أنه لو رآهم سوف يؤدي لهم التحية.
إن الدويلات النفطية الخليجية هي صنيعة أمريكا وبريطانيا والغرب الصليبي من أجل نهب النفط العربي؛ وقد هندس الغرب هذه الدويلات بطريقة شيطانية لتبديد أموال النفط العربي؛ فلم يقيم مسؤلوها المصانع بهذه الأموال؛ بل أقاموا العمارات الشاهقة المكلفة والتي لا لزوم لها والتي لن تصمد أمام أي مزحة من مزحات السيد ريختر واستدانوا مليارات الدولارات لإنشائها ورهنوا إرادتهم للدائنين. إن هؤلاء الحكام الطفيليين للدويلات النفطية الخليجية يتعاملون مع أموال النفط  مثل طفل يلهو ببرازه.
إن هذه الدويلات هي منطقة نفوذ أمريكية وإن أجهزة التصوير والكشف التي استعملها خلفان في كشف الموساد وضعتها أمريكا كما يضع الكلب بوله على الحجارة التي على حدود منطقة نفوذه.
لقد كان الموساد الإسرائيلي يرتع في مناطق النفوذ الأمريكية؛ وكانت أل سي آي أي تقدم للموساد المساعدة في التنفيذ والتخفي بكل إمكانياتها كمخابرات دولة عظمى ميزانيتها 300 مليار دولار أي أربع أضعاف ميزانية دولة كبرى مثل مصر سكانها ثمانين مليون نسمة؛ ويتبع المخابرات الأمريكية 250 ألف موظف وجاسوس يفكرون ليل نهار باضطهاد المظلومين كالعرب والمسلمين ومساعدة الظالمين كالموساد الإسرائيلي.
لقد اغتالت إسرائيل قبل المبحوح أربع وأربعين ضحية تنوعوا من الزعماء: الفلسطيني والمصري والجزائري ياسر عرفات وجمال عبد الناصر وهواري بومدين إلى اللبنانيين: رفيق الحريري وكمال جنبلاط وعباس الموسوي وراغب حرب وعماد مغنية، وصالح مسعود بويصير وزير الخارجية الليبي، وقادة حركة فتح: خليل الوزير وعلي حسن سلامة  وسعد صايل وكمال ناصر وكمال عدوان وأبو يوسف النجار وصلاح خلف وهايل عبد الحميد وفخري العمري وعاطف بسيسو، وممثلي منظمة التحرير في أوروبا: محمود الهمشري ووائل زعيتر وعز الدين القلق ونعيم خضر، وفيصل الحسيني مسئول ملف القدس المسالم، وزعيم الجبهة الشعبية: أبو علي مصطفى،وجهاد جبريل من الجبهة الشعبية القيادة العامة، والأديب الفلسطيني غسان كنفاني، ورسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي، والمصريون: مصطفى حافظ  وأشرف مروان والليثي ناصف وسليمان خاطر، وعالمي الذرة الإيراني والمصري: مسعود علي محمدي ويحيى المشد، وفتحي ألشقاقي مؤسس حركة الجهاد، وقادة حركة حماس: أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وصلاح شحادة ويحيى عياش ونزار ريان وسعيد صيام، والسويديون الثلاثة: الكونت برنا دوت وداغ همرشولد وأولف بالمة؛ وكانت أمريكا تساعد الموساد في اتهام الشرفاء باغتيالهم لإعادة خلط الأوراق والفتنة.
لقد كان الشهيد المبحوح الضحية الخامسة والأربعين للموساد الإسرائيلي والذي كشفته أجهزة المخابرات الأمريكية المتموضعة في دبي وشهرت بالموساد.
إن الحرب بين المخابرات الإسرائيلية (الموساد) والمخابرات الأمريكية (سي آي أي) تبدو كحرب الأفاعي حيث يستعمل الطرفان الضربات الغير مباشرة كاللدغ السريع وملمس     الطرفين ناعم حريري خادع كجلد الأفعى وكل طرف يخدع الآخر ويكذب عليه.
لقد تعرض اليهود لعملية نصب تاريخية مدمرة بإنشاء إسرائيل في فلسطين بواسطة بريطانيا قائدة الغرب الصليبي في أوائل القرن العشرين وأكملتها أمريكا قائدة الغرب الصليبي في أواخر القرن العشرين والآن؛ لقد أراد الغرب الصليبي من إسرائيل أن تكون مشروعا نفطيا كمخلب قط للغرب في المنطقة العربية النفطية، وأنشئوا حولها مشاريع مكملة مثل الدويلات النفطية والحكام الفاسدين وجامعة الدول العربية؛ ولذلك فإن الغرب الصليبي بقيادة أمريكا يريد أن يجامل الحكام العرب المتعاونين معها والذين أيدوها على تدمير العراق وقتل رئيسه وأكثر من مليون من سكانه؛ بمكافأتهم على تعاونهم مع المجرم الأمريكي بشيء من المكاسب الصغيرة كدويلة مسخ في بعض من أراضي 67.
إن اليهود المؤمنين الحقيقيين هم الآن خارج إسرائيل كناطوري كارتا؛ ولكن اليهود الصهاينة اللادينيين (العلمانيين) والمتدينين التحريفيين (التلموديين) هم الآن في إسرائيل وينظرون لإسرائيل على أنها وطن كما أقنعتهم بريطانيا قائدة الغرب الصليبي عند إنشاء إسرائيل؛ والوطن يتطلب استيطان وإن إسرائيل قامت على الاستيطان؛ فكيف يطلب الغرب منهم وقف الاستيطان؟ إذن إسرائيل أصبحت مشروع نفطي أو معسكر متقدم للغرب الصليبي لنهب النفط؛ أو كالدوبلير في السينما الذي يتلقى الضربات نيابة عن البطل.
إننا نحن العرب ونحن نتفرج على حرب الأفاعي نقول: اللهم اضرب الظالمين بالظالمين؛ لأن الطرفين يعتبراننا فريسة ويمعنان فينا الأذى والمذابح، ولا نصدق أمريكا في أنها تعمل لصالحنا لأنها أساس الإرهاب وأساس الإجرام وتمارس مع العرب والمسلمين الذين يتعاونون معها تمارس معهم الدعارة السياسية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق