الأحد، 25 أبريل 2010

إيران.. القنبلة والدببة السعيدة..

ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد

اوباما وهو يتكلم مع ABC- برنامج صباح الخير أمريكا- حول العقوبات المحتملة ضد الأسلحة النووية الإيرانية، قارن النظام الإيراني بالنظام الكوري الشمالي.. من جهة أخرى، تفادى رئيس وزراء إسرائيل، على ما يُقال، قمة أمن واشنطن النووية في ظروف "غموض" احتمال ذكر الحالة النووية الإسرائيلية.

في الماضي، كانت كل من روسيا وأمريكا تمتلك القنبلة في إطار نظام عالمي ذو قطبين.. وحول كل من القطبين الكثير من الدببة القطبية، حيث تسند روسيا مجموعتها وأمريكا دببتها. بمعنى أن كل دب كان يعرف أين يقف..

لقد كان عندنا نظام الردع النووي. إذا ما أسقط أي طرف قنبلة نووية على طرف نووي آخر، عندئذ تكون الضربة الانتقامية ضد البادئ شديداً إلى درجة أنه كان يتمنى لو لم يبدأ بهذا الفعل الغبي- الضربة الأولى..

لذا فكل دب وفي كل مكان، شعر بالأمان. كان بإمكانهم إخبار أطفالهم الدببة الصغار أثناء الليل أنهم سيكونون في أماكنهم سالمين صباحاً. وهكذا بقي الحال حتى عندما شبوا وصاروا بالغين صلبين وضربوا بأحذيتم على منضدة الأمم المتحدة أو أرسلوا الصواريخ إلى كوبا ((إشارة لتصرف الرئيس السوفيتي السابق- خرشوف- في الجمعية العامة للأمم المتحدة وإرسال الصواريخ الروسية إلى كوبا في ستينات القرن الماضي)).. كان العالم في هذا الوقت مليئاً بالدببة السعيدة بسبب الردع النووي..

فكرة الردع النووي هذه، نجتْ من تغيرات عديدة.. أولاً امتلكت أمريكا وروسيا القنبلة، ثم بريطانيا وفرنسا. اعتبرت فرنسا فاقدة للموثوقية، ويقود برنامجها النووي علماء شيوعيون ولأنها كانت خارج حلف شمال الأطلسي/ الناتو.

ثم دخل الساحة كل من الصينيين والهنود والباكستانيين. بدأ هذا الأمر مع انضمام ناس يمكنهم إدارة المطاعم.. لا أن يمتلكوا القنبلة الذرية.. مسلمون يتكلمون حقاً عن أنفسهم.. لكنهم شيوعيون (متطرفون) أكثر..

ثم وصلنا إلى الكوريين الشماليين والإسرائيليين.. والآن الإيرانيون.. لكنهم شيوعيون أكثر.. وأكثر جنوناً.. مستوطنون على قمم التلال بأسلحتهم أُرسلوا من قبل الله إلى الأرض المقدسة.. و(شيعة) مع آيات الله.. حالياً، الدببة في نظام القطبين ممن اعتادوا على الشعور بالأمن والسعادة، لا يستطيعون تحمل هذا الأمر بعد الآن.. هل ما زال نظام الردع يعمل بفعالية مع هؤلاء الناس المثيرين excitable people؟

رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يستطيع أن يذهب إلى قمة الأمن النووية الأخيرة في واشنطن خشية تجرؤ أحد الحاضرين على ذكر قنبلته النووية.. أرسل نائبه Dan Mivedor بدلاً منه.. ربما أقنع أو أراح وطمأن كل شخص في القمة بتوضيحه أنهم لم يمتلكوا القنبلة تماماً بعد، لأنها في حالة أجزاء في قاعدتها. ولكن مع الأمل بأنها ليست كالعديد من القطع المعقدة للوحة رضاعة كرسي الطفل!

أنتَ لا تريد أن يُمسك بك وأنتَ مشغول بالبحث عن الأجزاء A 1و C 3وحولك البندق nuts وأجهزة غسالات washers- F3 و G 9في حين هناك مَنْ يُسقط عليك مجمعاً أخراً! ولكن لماذا يفعلون ذلك إذا كانت نظرية الردع النووي صحيحة؟ أم أنه في كل مرحلة تبذل الدول الأعضاء في النادي النووي كل جهد ممكن لإيقاف، وإبطاء حركة دخول أعضاء جدد غير موثوقين؟

ربما لأن ملكية الأسلحة النووية هي وسائل لتعزيز القوة السياسية والعسكرية، الاعتراف الدولي والمنفعة التجارية/ الاقتصادية، حتى وإن تحقق ذلك بحصول هبوط نسبي في النفوذ الاقتصادي، السياسي، والعسكري للبلد المعني؟

أتذكر (كاتب المقالة) جنرالاً فرنسياً لم يرغب في بناء القوة النووية، قال منذ زمن طويل: تستطيع أن تفعل كل ما ترغب به مع استخدام الحراب bayonets، عدا أن تجلس عليها، أما بالنسبة للقنبلة الذرية فالمسألة معاكسة. إذن لماذا تزعج نفسك ببنائها وامتلاكها.. عدا أن تكون مجرد رمز؟

عليه، فالضجة بشأن إيران قد ترمز بدرجة أكبر إلى مسألة التوازن السياسي في الشرق الأوسط، وليست بشأن التهديدات العسكرية الحقيقية.

هل أن هذه الحكومة أو أية حكومة إيرانية في المستقبل يمكن أن تتحقق في سياق أغلبية ديمقراطية منتخبة لضمان حقها في بناء القنبلة، حتى وإن لن يتمكنوا من بناء واحدة أبداً؟ وكيف تختلف هذه الحالة عن إدعاء الإسرائيليين الحق في بنائها دون أن يقوموا بتجميع واحدة لغاية الحاجة إليها؟

ربما تصبح إيران (و) إسرائيل متقاطعتين جداً ضد بعضهما البعض لأن كلتاهما تحت قيادة دينية متشددة.. كلتاهما تضعان الديمقراطية جانباً بالعلاقة مع ممارسات القمع.. وكلتاهما تبغيان تقوية مواقعهما السياسية الضعيفة بأن تصبحا عدوانيتين، في حين تبقيان على سياسة الغموض النووي..

..مشكلتهما ليست في اختلافاتهما الهائلة، بل في تشابهاتهما العظيمة..

إذا كان ضرب إيران يشكل الهدف الأفضل في مجال السياسة الإسرائيلية عندئذ فليساعدها الله لمحاوتها إلغاء الطموحات النووية لطرف قد يشكل هذا الفعل ضدها نقطة تحول turning point باتجاه إلغاء الأوهام السياسية للآخر..

مممممممممممممممممممممـ

Iran, the bomb and happy bears, By Terry Lacey,uruknet.info, 14/04/2010.

-- Terry Lacey is a development economist who writes from Jakarta on modernization in the Muslim world, investment and trade relations with the EU and Islamic banking.

Source: Middle East Online.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق