الاثنين، 19 أكتوبر 2009

المعركة السياسية والحملة الإعلامية

من المعروف بأن المعركة السياسية التي خاضتها القيادة الفلسطينية هذه الأيام في مجالس ودوائر المؤسسات الدولية-لاسيما مجلس حقوق الإنسان حول (تقرير غولدستون) الذي يدين الكيان الصهيوني بانتهاك حقوق الإنسان الفلسطيني - ليست هي المعركة الأولى التي تخوضها القيادة في هذه المؤسسات الدولية عبر مسيرتها النضالية بجميع مراحلها الخارجية والداخلية,ومن المؤكد بأنها لن تكون المعركة الأخيرة لطالما أن الهدف الفلسطيني السامي لم يُنجز بعد,ولطالما أن المشروع الوطني الفلسطيني لم يكتمل بعد,ولطالما أن العدو الصهيوني ما زال جاثم على الأرض الفلسطينية,فلو راجعنا تاريخ الثورة الفلسطينية لوجدنا بأن معاركها السياسية دفاعاً عن القضية الفلسطينية كثيرة جداً , بدءً من معركة توحيد الفصائل التي كانت متناثرة على الساحة الفلسطينية أواسط ستينات القرن الماضي ,ومعركة تحقيق الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني في العام 74,مروراً بخطاب الرئيس الرحل ياسر عرفات في الجمعية العمومية للأمم المتحدة في ذات العام , ووثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني نوفمبر 1988 في الجزائر ,وصولاً إلى اتفاقية اوسلو في العام 1993م-التي أقرت بقيام السلطة الفلسطينية ,هذه السلطة التي تخلل مسيرتها العديد من المعارك السياسية(شرم الشيخ-واي رفر- كامب ديفد الثانية-انابولس...) ,ومعركة استصدار قرار من مجلس الأمن لوقف الهجمة الصهيونية على قطاع غزة أواخر العام الماضي, ومعركة المفاوضات التي يخوضها الرئيس عباس والوفد المفاوض مع الاسرائيليين,والتي سجلوا فيها صمود عند حد الثوابت والحقوق الفلسطينية,هذه الثوابت التي قضى من اجلها الراحل عرفات شهيداً, وإذا ما قلنا بأن معركة القدس من أعظم واشرف المعارك وطنياً ودينياً ،فأن معركة وقف الاستيطان والجدار والحواجز ,وقضايا الحل النهائي التي تخوضها القيادة الفلسطينية فهي لا تقل أهمية عن غيرها , فمازال ميدان هذه المعارك السياسية مفتوح مع الكيان الصهيوني, وما زالت القيادة الفلسطينية تخوض هذه المعارك ,إلى أن برزت حركة حماس على الساحة الفلسطينية لتشكل القنبلة الموقوتة التي لم يتوقع احد بأنها ستفجرها يوما ما في الميدان السياسي الفلسطيني لتحدث انشطاراً خطيراً في المكون السياسي الفلسطيني ,وازاه انشطاراً جغرافياً تبعة هجوم إعلامي غير مسبوق على السلطة والقيادة الفلسطينية في العام 2007م ,وازاها هجمة إعلامية صهيونية على الرئيس عباس وعلى القيادات الفلسطينية,إلى أن حدثت معركة "غولدستون",قبل أيام والتي تعرض فيها الرئيس الفلسطيني والقيادة الفلسطينية لحرب إعلامية وسياسية (إسرائيلية- حمساوية) بشعة وخبيثة تقاطعت فيها أهداف الطرفين, حرب حرك ماؤها حركة حماس وكل من هم في دائرتها الإعلامية من الفضائيات المشهورة بخبثها وتحيزها ,وذلك بهدف الإطاحة بالرئيس محمود عباس,و للتهرب من المصالحة التي طال أمدها, ,وسارت على ركبها إسرائيل التي سخرت كل إمكاناتها وطاقاتها الدبلوماسية والإعلامية وعلاقاتها الدولية ونفودها في المحافل الدولية لإضعاف هيبة ومكانه وقدرة السلطة الفلسطينية,ولاستهداف كل جهد سياسي فلسطيني من شانه أن يسجل نقطة لصالح القضية الفلسطينية, ولمنع تسجيل ولو نصرا واحدا في أي معركة من معارك السياسة,وما زالت الطريق طويلة ومليئة بالعقبات ,وستبقى المعارك السياسية والإعلامية ضمن معارك كثيرة في مشوار طويل خطته القيادة الفلسطينية(الشرعية),والتي سجلت فيه صموداً وثباتاً أمام كل هذه المؤامرات.

الكاتب\ عبد المنعم إبراهيم

أمين سر- صالون القلم الفلسطيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق