الاثنين، 19 أكتوبر 2009

موسم الزيتون الفلسطينى (مضروب) هذا العام

غزة-ماهرابراهيم

هل دارت الايام ليعيش الفلسطينى فى شح الزيت والزيتون واحتمال اختفاؤهما من مائدتة اليومية مع الزعتر والدقة , بعد عقود اشتهرت فيها فلسطين بالزيت والزيتون وباقى الموالح؟ يؤكد المسئولون والمزارعون على حدا سواء ان موسم الزيتون هذا العام – الذى بدا فى منتصف اكتوبر الحالى – ضعيف جدا , وقالوا انه موسم (مضروب) اى ان الخسارة فيه محققة, فالكمية التى تم جنيها لا تكاد تكفى حاجة السكان المحليين الذين اعتادوا كبارا وصغارا على تناوله يوميا , وبالتالى كانوا مهرة وبارعين فى تصنيع الزيتون بعدة اشكال ومذاقات, ثم عصره واستخلاص الزيت منه بكميات وفيرة تسمح للتصدير للدول العربية والاجنبية على حد سواء , وتقدر مصادر رسمية بوزارة الزراعة ان كميات المحصول هذا العام لا تتجاوز 20% مقارنة مع العام الماضي.وبالتالى يلاحظ تدهور المنتوج من عام لاخر على وهذا شكل مخاوف كبيرة لدى الفلسطينيين ..وتسعى الجهات الرسمية وذات العلاقة الى محاولة ايجاد سبل توريد الزيتون ليسد حاجة الغزيين..وهذا ادى الى ارتفاع اسعارالزيتون والزيت بدرجة كبيرة خاصة فى قطاع غزة , الذى يعتمد الى حد كبير على الضفة الغربية فى هذا الغذاء , لكن الحصار المفروض على القطاع لايمكن اهالى غزة من شراء الكميات المطلوبة من هذ الصنف الغذائى من الضفة الغربية , فالزيت والزيتون ضمن الممنوع جزئيا من دخول القطاع , ويعترف التجار والمواطنون فى قطاع غزة ,ان ليس امامهم الا الاكتفاء بالمنتوج القليل من ارضهم وهو اقل جودة, وهذه الطروف ادت الى ارتفاع جنونى فى الاسعار, فقد ووصل سعر رطل الزيتون الاخضر 35شيكل (حوالى 9دولارامريكى ) فيما الزيتون الاسود( 45شيكلا) اما اسعار تنكة الزيت فقد ارتفعت الى حوالى 130-150 -دينار اردنى حسب جودته,,

من جهته اعلن وزير الزراعة المقاله الدكتور محمد رمضان الأغا عن نيه وزارته تعويض المزارعين بغزة عن أشجارهم التي جرفها الاحتلال، ولاسيما في الحرب الاخيرة قائلاً: "سنقوم بزراعه شجرة زيتون مقابل كل زيتونة اقتلعت أو تضررت بفعل الاحتلال ".وقدّر الوزير خسائر الزارعة في شرق قطاع غزة خلال الحرب و العدوان الصهيوني المتواصل، بثمانية ملايين دولار أمريكي , ويعتقد المزارعين في قطاع غزة أن القذائف الصهيونية، لا سيما "الفسفور الأبيض"، والقذائف الحارقة هي السبب في الانخفاض غير المسبوق في محصولَ الزيتون . ويقول المزارع عزام النجار (74 عامًا)، شرق خان يونس، مؤكدًا أن "المحصول أقل من 5% من الحصاد السنوي المعتاد". إلى جانب الخسارة الكبيرة التي لحقت بنا نتيجة تجريف الاحتلال اشجارالزيتون،)) وجرفت قوات الاحتلال 60 شجرة زيتون للمزارع النجار خلال الحرب فى بلدة خزاعة وأبقت له 18 شجرة في حقل آخر في عبسان الكبيرة , اعتاد أن يجني منه 1.5 إلى 2.5 طن يحولها إلى زيت، فتتراوح كميته كل سنة من 20 إلى 22 صفيحة زيت، بينما لم تتجاوز الكمية التي جناها هذا الموسم 90 كيلوجرامًا وهو يقول ان خفض الإنتاج بهذا الشكل سببه تأثير الصواريخ والقنابل والفسفور الأبيض الذي ألقته القوات الصهيونية خلال حربها على غزة . واما الحاجة أم محمد السميري فقالت بحرقة وألم (( ثلاثون شجرة زيتون كبيرة لم تنتج سوى 40 كيلوجرامًا، في حين أنها كانت تنتج نحو أربعة آلاف كيلوجرام)) واضافت (( لا يوجد أي سبب إلا الحرب وقذائف الفسفور الأبيض التي أطلقتها قوات الاحتلال علينا)) من جانبه أشار صاحب معصرة زيوت اكد أنه اعتاد أن يعصر في معصرته عشرة أطنان من الزيتون في اليوم الأول في موسم جني الزيتون ولكن هذا العام لم تزد الكمية المعصورة عن طن واحد فقط. بدورها قدرت وزارة الزراعة المقالة في غزة الخسارة الأساسية في محصول الزيتون ناجمة في الأساس عن تجريف القوات الصهيونية 8784 دونمًا مزروعة بأشجار الزيتون خلال الحرب، لافتة إلى عدم توفر دراسات تثبت علاقة انخفاض المحصول في باقي الأراضي بالقذائف التي أطلقتها القوات الصهيونية.

وليس الحال فى الضفة الغربية احسن منه فى القطاع , حيث لازال الاحتلال يحاول النيل من الزيت والزيتون فقد هاجم المستوطنون مزارع الفلسطينن في الضفة الغربية، وأضرموا فيها النيران، ومع بدء موسم قطف الزيتون رسميا وجه رئيس الوزراء د.سلام فياض، رسالة تحدي للاحتلال الإسرائيلي قائلا (( نحن نعيش منذ زمن بعيد بهذه البلاد، وسنقف في وجه الاحتلال حتى نيل الحرية'.واكد فياض 'سنبقى مصممين على البقاء والتحدي في هذه الأرض))

من جهته قال الوزير الاغا ان إن استهداف شجرة الزيتون تحديداً سياسة قديمة ينتهجها الاحتلال لأنها شجرة عريقة تعبر عن تاريخ وتراث الشعب الفلسطيني على أرضه منذ الأزل"، مؤكداً على ضرورة التصدي لهذه السياسة وإحباطها وذلك بالتمترس علىهذه الأرض وزراعتها بأكبر قدر من أشجار الزيتون والنخيل. وأشار إلي أن أكثر من أربعة آلاف دونم من أشجار الزيتون دمرها الاحتلال خلال عدوانه على غزة مطلع العام الجاري، لافتاً أن عشرات آلاف أشجار الزيتون يقضمها جدار الفصل العنصري، بالإضافة إلى اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين على المزارعين أثناء قطف الزيتون، مما يؤثر بشكل كبير على عملية قطف المحصول وجمعه. ورجح الأغا ألا تزيد نسبة الإنتاج لهذا العام عن 20% مقارنة بنسبة إنتاج العام الماضي، وأشارإلى أن الوزارة تداركت أزمة نقص اشجار الزيتون من خلال تشييد مشتل جديد يضم مليون شتلة زيتون، للعام المقبل .وكشف الوزير عن اعتزام الوزارة زراعة شجرة زيتون لقاء كل شجرة اقتلعت"، إضافة إلى أن جميع الآبار في المنطقة تدخل في برنامج الوزارة لإصلاحها وترميمها وتهيئتها لمعاودة العمل من جديد. مشدداً أن ما تسعي اليه وزارة الزراعة هو إنتاج زيت عالي الجودة وبمواصفات جيدة.وأكد الأغا أن الحكومة تبحث عن مصادر بديلة لسد العجز في كميه الزيت لهذا العام في ظل النقص الملحوظ حتى بات لا يكفى حاجة المواطن الغزى الذى سيفقد الزيت والزيتون والزعتر على مائدته اليومية..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق