السبت، 31 أكتوبر 2009

شارون :عباس صوص بلا ريش

وصف شارون عباس بالصوص بلا ريش ولكن حاول عباس ان يصنع له ريشا ً منذ توليه رئاسة السلطة الفلسطينية وبدأت محاولاته اكثر جدية ونشاط في السنتين السابقتين ، حيث اقال ما اقاله من الكوادر والضباط الغير موالين له من خلال قانون التقاعد والاقصاء وترقين القيد وقطع الراتب وموازاة لهذه القرارات قام بتعيين ضباط يقول انهم من جيل الشباب وهم ضباط الجيل الأمني الذي يخضع لسيطرة دايتون وتصوراته ، حاول عباس ان يصنع له ريشا ً وان يصبح في تصوراته ديك من خلال الفبركة والأدلجة للنظام والقانون الأساسي لمنظمة التحرير التي قام بها المؤدلج سليم الزعنون ابو الاديب وزادت الحاجة لعباس لأن يكون ديكا ً ولأن يكون له ريشا ً طويلا ً ليغطي جسده المهزوز نفسيته المريضة بأن استجلب من الخارج محمد راتب غنيم المؤدلج الأكثر خطورة على حركة فتح وتنظيمها في الخارج ، حاول عباس من خلال تسليط عجلته الاعلامية لأن يكون بديلا ً لأبو عمار ولكن لم يفيده ذلك كثيراً ، فأبو عمار لم يصفه شارون بالرجل الضعيف بل كان الرجل الند الى يوم اغتياله ، ولم يكن عباس في نظر الصحافة الصهيونية الا الرجل المريض الضعيف الذي يمكن من خلاله توسيع الاستيطان والسيطرة على القدس والتحضير لارساء الهيكل على جانب من المسجد الاقصى كما يزعمون .

ولكن عباس حاول ان يصنع له ريشا ً وبشكل محموم في الآونة الأخيرة ، حيث استحوذ على كل المناصب التي كان يتمتع بها ياسر عرفات ، فهو رئيسا ً لمنظمة التحرير وهو رئيسا ً للسلطة الوطنية الفلسطينية ، ورئيسا ً لدولة فلسطين والقائد العام لمنظمة التحرير وقوات الثورة الفلسطينية التي اصبحت اجهزة أمنية تتعامل مع دايتون ومع العدو الصهيوني الى رئيسا ً بلا منازع لفتح أوسلو ومستجلبي ما يسمى المؤتمر الحركي السادس ، كل تلك الاجراءات كانت لكي يقنع عباس الشريك الصهيوني انه الرجل القوي الذي يمكن ان ينفذ أجندة يتم التفاهم عليها مع الامريكان والرباعية بشكل محدد .

إسرائيل في خلال تلك الاجراءات حاولت ان تستغل ضعف هذا الرجل بكل ما اوتي من مكتسبات وهبها له المتصهينين والمستزلمين في حركة فتح ، فلقد حاولت خلال الاسابيع الماضية اقتحام المسجد الاقصى في دراسة سيكولوجية لردود الفعل الفلسطينية والعربية والاسلامية ، بمقابل ذلك حاول عباس ان يؤجل تقرير غولدستن في عملية ابتزاز شخصية لا تفيد الا مفهوم كونه يجب ان يكون رجلا ً قويا ً ومن هنا كان ضعف عباس واضح في التعامل مع مرحليات القرار الفلسطيني في كل القضايا بالاضافة الى حملة الاعلام الاسرائيلي الكاشفة لالتزامات عباس واقواله اثناء محاولة اجتياح غزة وسقوط كثير من الضحايا المدنيين من الاطفال والنساء .

مازالت اسرائيل تلعب على موازين القوى بين القوتين المتصارعتين والمتنافستين في الساحة الفلسطينية فتح أوسلو وحماس ، صراع على السلطة وعلى النفوذ وعلى القرار وان كانت حماس تتحدث عن التمسك ببرنامجها المقاوم فهي ومؤخرا ً في تصريح لها على لسان اسماعيل هنية انها على استعداد للتفاوض مع الأمريكان مباشرة وبهذا حماس تحاول ان تستفيد من ضعف الرئيس الفلسطيني وعدم استجابة إسرائيل لتقديم اي تنازلات لتنقذ سلطة رام الله وان تحدثت وزيرة الخارجية الأمريكية عن مساعدة السطلة خوفا ً من انهيارها .

اسرائيل مازالت تلعب وقبل مئة يوم من الانتخابات التي حددها عباس على موزاين بين القوتين ، فإن قدمت شيئا ً ملموسا ً لعباس ولو كان تجميد الاستيطان بشكل مؤقت يعتبر انجاز لموقف عباس الذي يطالب به ، هذا الموقف الممتعض من أمريكا والتي تبديه السلطة الفلسطينية ومحمود عباس في أخر مكالمة تلفونية بينه وبين الرئيس أوباما الذي تخلى عن التزاماته الموضوعية في ما يسمى عملية السلام وتجميد الاستيطان .

منذ اسبوع وبعد ان وصفت الصحف الصهيونية الرئيس الفلسطيني بأنه لا يرقى لمرتبة شريك في السلام تعاود الصحافة الصهيونية بأن تعتبر عباس شريكا ً في ما يسمى " عملية السلام" ربما هذا التحرك المفاجئ اتى بايعاز من الادارة الأمريكية والتقارير الاستخباراتية الغربية بأن سلطة رام الله وعباس على وشك الانهيار وخاصة بعد تلويح عباس بعدم ترشحه لرئاسة السلطة فيما يسمى الانتخابات القادمة ، وردا ً على ذلك كشفت بعض المواقع أن اسرائيل قد وافقت على الافراج عن عضو اللجنة المركزية لفتح أوسلو مروان البرغوثي في صفقة التبادل مع شاليط التي كما تقول الأنباء أنها على وشك الانجاز بواسطة الطرف الألماني ، كل هذا مناورات تلعب بها الحكومة الصهيونية واجهزتها الاعلامية في عملية ابتزاز موجهة وواضحة لسلطة رام الله وتحديد خياراتها ،فالسلطة ومحمود عباس خرجا عن التوجهات الأمريكية في تقرير غولدستن ،والسلطة ومحمود عباس خرجا عن التوجه الأمريكي بخصوص ورقة المصالحة المصرية في القاهرة التي اخذت منها الخارجية الأمريكية موقفا ً اخر حفاظا ً على محمود عباس بأن عدلت في بعض البنود لكي ترفضها حماس وبالتالي انقاذ مؤقت لمحمود عباس وسلطة رام الله واحراج لحماس أمام الشعب الفلسطيني ووزراء الخارجية العرب .

ربما ادرك العدو الصهيوني ان هناك حراكا ً داخليا بين ضباط فتح وكوادر فتح في الداخل والخارج ، حيث صرح وزير الدفاع باراك أنه يخشى من استئناف العمليات الاستشهادية والقتالية من جانب حركة فتح ، حيث اصبح عباس يلاقي اعتراضات واسعة النطاق في داخل صفوف الحركة والتهديد بتعرية عباس حركيا ً من خلال التوجه للجان انقاذ للحركة وقيادات طوارئ ، كل هذا حراك يدفع الصحف الاسرائيلية وراسمي السياسة الاسرائيلية والأمريكية ان يراجعوا مواقفهم بالنسبة لعباس لاخراجه من دائرة الاقصاء الحركية التي يمكن ان يتخذها وبشل مباشر وقوي كثير من ضباط الحركة وكوادرها ولذلك اعادت الصحف الصهيونية القول بأن عباس شريك في عملية السلام لكي تستفيد اسرائيل بقدر الامكان من ضعف عباس مادام هو في وجهة نظرها هو صوص بلا ريش .

بقلم/ سميح خلف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق