الاثنين، 25 يناير 2010

حماها ورجلها .. في آخر الليل


جاسم الرصيف
      تنسخ بعض الحكومات إمرأة تتظاهر بأنها خرقاء لاتفرّق في آخر الليل بين رجلها وجارها ..!! .
أحمد الجلبي وهيأته الخاصة بمن لاتحبهم الإحتلالات المركبة فجّر ليالي ونهارات العراق بماهو جديد حقا وصدقا ، عندما ( إجتث ) شركاءه في عملية الإحتلال السياسية بطريقة إنتقائية مضحكة للعراقيين  وربّما للعالم ، مبكية للشركاء ،، حيث ماعاد أحد يتحدث خلال الأيام الماضية عن غير هذه ( المظلومية ) الجديدة ( بالكاغد الجلبي ) ، وهذا مايذكر المرء بأعمال دكاكين غسل وكي ّ الملابس ( بالبخار وعلى الناشف ) .
      حسنا !! .
      اذا كان صالح المطلك بعثيا فأياد علاّوي وعادل عبدالمهدي نائب ( الرئيس ) كانا بعثيين، وقبلها كان عبدالمهدي شيوعيا ، وغيرهما كثرة لم تجتث..
      فعلام ( يجتث هذا ) ويستثنى ذاك ؟!
     والعجيبة ليست هنا حسب ، بل ان أكثر من ( 500 ) مرشح للمشاركة في عملية الإحتلال السياسية  قد طالتهم أيادي الإجتثاث ، وعلى طريقة ( شاطي باطي ) والقسمة والنصيب ، وهذا يعني أن عملية الترشيح أصلا قد دخلت ذهن المواطن على طريقة الدخول الى ( خان جغان ) الشهير ، المفتوح كل من هب ّ دب ّ !!
      وفي كل ّ هذا الخضمّ من فوضى الديمقراطية ( الخلاّقة ) ينشغل المواطن ( إبن الخائبة ) ، صاحب الشأن الأول والأخير ، من خارج هذه اللعبة بأسئلة من قبيل : من سيرشح لمجلس نواب الإحتلال؟ ومن سيفوز ويصبح مشرّعا واليا للأمر ( مصونا غير مسؤول ) عمّا يجري داخل وخارج البلد وعلى طريقة تلك المرأة ( الخرقاء ) التي لاتفرّق في آخر الليل بين رجلها وغيره من الرجال ؟! .
      ( نسيت !؟ ) كل الأطراف أن أميركا مازالت في العراق ، وأن أيران قد إحتلت حقل الفكّة ب ( 11 ) جندي فقط ، ويالها من نكتة ، وستنشغل كل الأطراف حتى شهر آذار القادم بالحبر البنفسجي الموعود لتقرير مصير العراقي ( المكرود بن المكرود) ، الذي صار نائب مواطن في بلده يلي متعدد الجنسيات والولاءات تسلسلا في المواطنة ،، والنسيان هنا هو الهدف المقصود ،، إنه : الغسل والكي الجمعي ، بالبخار وعلى الناشف ، لوجدان الشعب العراقي ، وبدون إراقة دماء :
أولا : لتمرير إحتلال حقل الفكّة بهدوء وعزله قدر الإمكان عن التأثير على مرشحي الإحتلالات المركبة خاصة من ذوي الهوى الأيراني .
ثانيا : لمشاغلة وسائل الإعلام عن تطورات الإنسحاب العسكري الأمريكي الإجباري عن العراق ، التي سبق وأن أعلن القادة الأمريكان أنه لن يتأثر بالإنتخابات ولا بنتائجها .
ثالثا : لإظهار العراق ( معافى ) لاينشغل بغير الأمور الإنتخابية ، وكأن ( ديمقراطية البنفسج ) العراقي بلغت ذروتها ، فلا جياع ، ولاقتلى ، ولا أسرى ، ولا هم يحزنون على غير من إجتث ومن لم يجتث بعد من عملية الإحتلال السياسية .
ثلاثون مليونا من شعوب الشرق الأوسط مشغولة الآن بألعوبة اللص الدولي أحمد الجلبي وهو يهندس عملية الإحتلال ، والإحتيال ، السياسية  ،، وثلاثون مليونا من البشر ( هادئون ) لمدة أشهر ، لاهموم لهم غير ماتقوله لجنة الإجتثاث بحق شركائها القدامى ، والجدد ، في العملية السياسية التي لم تقدم للعراقيين غير مأساة بين مأساة ومأساة .
  طيّب !! .
صار على المواطن العراقي أن يختار من بين ركّاب دبابات الإحتلال المعلومين ، أو من بين منتسبي أجهزة المخابرات الأجنبية من مزدوجي الولاءات والجنسيات ، من الضلع الأيراني الشرقي حتى الضلع الأمريكي الغربي في ساحة البنفسج العراقي ،، اذ لاوجود لمن نال تزكية مباشرة من اولاد الخائبة الخلّص لهذا البلد المبتلى بمن يدّعون أنهم أولاده ، ولكنهم يتآمرون على قتله وتمزيقه علنا ، وعلى طريقة تلك التي لاتفرّق بين رجلها وجارها الغازي !! .
وللتذكير بثوابت التأريخ هناك حقيقة لايختلف مجنونان عليها :
مامن قوّة إحتلال على وجه الأرض تسمح لمعارضيها الحقيقيين بأن يقودوا البلد نيابة عنها ،، لذا لم يجتث هذا ولم يطال الإجتثاث ذاك ، لأنها لعبة إستبدال وجوه إحتلالية  ،، تتزامن معها حقيقة أخرى أن مامن أحد من شركاء عملية الإحتلال السياسية الحالية راغب حقا برحيل الإحتلالات المركبة في العراق ، لأن هذا يعني بكل بساطة : إفلاس الجميع .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق