الخميس، 25 فبراير 2010

قمة المسجدين


     ربما أيضاً كانت شيئاً مقصوداً وتحدّياً خبيثاً يحمل شاراتٍ وإشاراتٍ ومعانيَ وتحدّيات, بالإضافة إلى دوافعه العديدة وحساباته وأطماعه ودلالاته البعيدة والقريبة, السطحية والعميقة, ربما كانت تحدّياً للقمة العربية المنتظرة أن يُقدِمَ كيانُ الاغتصاب والاغتيال على إعلان اغتصابه للحرم الإبراهيمي الشريف ومسجد سيدنا بلال, بمعانيهما العميقة ومكانتهما التي لم تُخدَشْ ربما سابقاً في التاريخ منذ بعثة آخر الأنبياء كما خُدِشت الآن, فقد جاء محتلون وغزاة كثيرون, ولكن لم يعلنْها أحدٌ قبل الآن تراثاً خاصاً به وخالصاً له, ناهيك عن أن يكون هذا من اليهود, كما لم يعمد أحدٌ على استلالهما هكذا استلالاً من فضائهما الإسلامي العربي كما يحدث الآن, بل وبأثرٍ رجعي كما يدلُّ عليه الإعلان أنهما من "التراث" اليهوديّ, فقد كانا طوال ما سلف من زمان مغتصَبَين من أولئك الذين اتبعوا النبيَّ الأمّي ومن تبعوهم بإحسان,
لعلّه تحدٍّ جديدٌ يقذفون به في وجوهنا في قمتنا التي ينتظرها ما ينتظرها من همومٍ وأشجان, فليُضَفْ هذا البندُ أيضا إلى قائمة جدول الأعمال, لنعرف من نحن بالضبط وهل ستضبط القمةُ إيقاعَ الأقصى والمسجدين, أم سيُحال الأمرُ إلى جدول أعمال الشعوب لتضبطه بطريقتها فيما هو قادمٌ من أيام.
          

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق