الخميس، 25 فبراير 2010

المطالبة بحماية المسيحيين العراقيين من العنف


ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد
     ينبغي على الحكومة العراقية تعزيز الأمن لحماية حياة المسيحيين في الموصل، وفقاً لتقرير مراقبة حقوق الإنسان Human Rights Watch-HRW. منذ 14 فبراير/ شباط هذا العام (2010) قتل خمسة من المواطنين المسيحيين في الموصل بهجمات منفصلة، يبدوأنها ذات دوافع سياسية، مع اقتراب موعد الانتخابات.
     طالبت منظمة مراقبة حقوق الإنسان الحكومة العراقية اتخاذ تدابير فورية، مثل زيادة الوجود الأمني في ضواحي الآشوريين والكلدانيين قبل وأثناء الانتخابات، والعمل على منع تكرار ما حدث من جرائم ضد المجتمع المسيحي خلال حملة العنف التي اجتاحت مناطقهم  في الموصل أواخر العام 2008.
     السلطات العراقية مطالبة بالعمل فوراً لوقف هذه الحملة من جرائم العنف ضد المجتمع المسيحي من الانتشار مرة أخرى... بخاصة أن الحكومة بحاجة إلى إلقاء القبض على المجرمين ممن نفذوها ومحاكمتهم لحماية مسيحيي الموصل من ارتكاب المزيد من جرائم العنف بحقهم،" قالها - Joe Stork نائب مدير منظمة حقوق الإنسان في الشرق الأوسط.
     استناداً إلى معلومات حصلت عليها المنظمة الحقوقية في فبراير، فقد انتحلت مجموعة عناصر مجرمة صفة الشرطة السرية، واقتربت من زيا توما Zaya Toma (22 عام- طالب هندسة) وابن عمه رمسين شميل Ramsin Shmael (21 عام- طالب صيدلة) في وقت كانا واقفين في موقف انتظار الباص في الموصل- ضاحية التحرير- في طريقهما إلى الجامعة. سأل المهاجمون باللغة العربية توما (و) شميل إبراز هويتيهما. ورغم أن الهوية الشخصية في العراق خالية من الانتماء الديني أو الإثني، فقد استخدم المجرمون من فرق الاغتيال عادة أسم الضحية كعلامة لتحديد انتمائه الديني (المذهبي) أو العرقي.
     بعد أن قدّم توما هويته، أطلق أحد المهاجمين النار على رأسه ومن مسافة قريبة، مما أدى إلى استشهاده فوراً. هرب شميل، لكن المجرمين أطلقوا النار عليه فأصابته رصاصة واحدة حطّمت أسنانه، وكان واضحاً أنهم تصوروا مقتل الأثنين، لكن شميل نجا من الاغتيال. حضر أعضاء عائلتي الضحيتين إلى مكان الحادث قبل حضور الشرطة، ورأوا أن توما ممدد في بركة من دمائه.. كُتبه على جانب واحد من جثته، وهويته في الجانب الآخر.
     هذا الحادث دمّر ما هو أوسع من مجرد عائلتي توما (و) شميل الذين سبق وأن هربوا من بغداد إلى شمال العراق (الموصل) في صيف العام 2007، بعد أن وصلتهم تهديدات بقتلهم ما لم يتحولوا إلى الدين الإسلامي. ذكر أعضاء من العائلتين بأنهم يريدون الآن الهروب مرة أخرى، وهذه المرة إلى خارج العراق للانضمام إلى مئات آلاف الآشوريين- الكلدان  ممن فروا من البلاد منذ العام 2003.
     "بقتل توما، فإنهم أخذوا كل شيء وأغلى شيء منا... جريمتنا الوحيدة هي أننا مسيحيون،" قالها أحد أعضاء العائلة لمنظمة حقوق الإنسان.
     كان هذا الهجوم الإجرامي واحداً من هجمات عديدة على المسيحيين في نفس الأسبوع:
* في 20 فبراير تم العثور على جثة عدنان حنا الدهان شمال الموصل. السرياني الارثذوكسي (57 عام)- بقال- كان قد اختطف على يد "مجهولين" من داخل متجره  قبل بضعة أيام.
* بتاريخ 17 فبرايراخترقت رصاصة جسم وسام جورج Wissam George (20 عام)- كان يدرس الآشورية ليتخرج معلماً. تم العثور على جثته بعد اختفائه صباح يوم أغتياله وهو في طريقه إلى المدرسة.
* في 15 فبراير اقتحم مسلحون محل بقالة وقتلوا فتوخي منير Fatukhi Munir- كلداني-  ومالك البقالة.
* وفي 14 فبراير قُتل ريان سالم إلياس Rayan Salem Elias بالرصاص خارج منزله.
     في حين بقيت هويات الجناة "مجهولة"، فإن تصاعد الهجمات القاتلة ضد المسيحيين يأتي قبل أيام فقط من موعد الانتخابات البرلمانية في 7 مارس/ آذار القادم. يرى أُسر الضحايا وقادة المجتمع المسيحي أن وراء هذا العنف ضدهم دوافع سياسية، ووجهوا طلباً إلى الحكومة لحمايتهم..
رئيس أساقفة الكنيسة الكلدانية في الموصل اميل شمعون نونا Emil Shimoun Nona- تولى الأسقفية في يناير/ ك2 خلفاً للمطران بولس فرج بحو الذي تم العثور على جثته في مارس العام 2008 بعد عشرة أيام من اختطافة بينما كان يغادر كنيسة الروح القدس في الموصل- ذكر بأن الحوادث الأخيرة الجديدة يمكن أن تقود إلى موجة جديدة من هروب اللاجئين من شمال العراق، حيث يعيش المسيحيون في خوف دائم منذ العام 2003.. بحدود 250- 500 ألف أو ما يقارب نصف المسيحيين هربوا إلى خارج البلاد وفقاً للمفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين UNHCR.
     قالت منظمة حقوق الإنسان بأن الهجمات الأخيرة تذكرنا بحملة من عمليات القتل المستهدفة ضد الآشوريين والكلدان التي جرت في مدينة الموصل أواخر العام 2008 والتي وثقتها المنظمة في تقرير شمل 51 صفحة. "في ظروف الضعف الأمني على أرض الواقع: العنف ضد مجتمعات الأقلية في الموصل أدى تمزيق هذه المناطق." نُشرت في نوفمبر/ ت2 العام 2009. العنف المدبّر والممنهج خلّف 40 قتيلاً من الآشوريين والكلدان، وقاد إلى نزوح جماعي لأكثر من 12 ألف من ديارهم في الموصل بعد أن تم استهداف المسيحيين في منازلهم، أماكن عملهم، وأماكن العبادة..
     بدأت عمليات القتل هذه بعد وقت قصير من ضغط المجتمع المسيحي في البرلمان العراقي تمرير قانون من شأنه تخصيص عدد أكبر من المقاعد للأقليات في انتخابات مجلس المحافظات- يناير العام 2009. كما تصاعدت الهجمات بعد مظاهرات المسيحيين في نينوى وبغداد رداً على قرار البرلمان (المعدل في وقت لاحق) إسقاط حكم في قانون انتخابات مجالس المحافظات لضمان التمثيل السياسي للأقليات.
     كذلك وثّق التقرير حالات الترهيب وفرض القيود على حرية الحركة من قبل السلطات الكردية في شمال العراق لمجموعات أخرى من الأقليات بمن فيهم اليزيديين والشبك خلال الانتخابات المحلية العام 2009.    
مممممممممممممممممممممممممـ
HRW: Iraq: Protect Christians from Violence Five Killed in Mosul in One Week,Human Rights Watch,uruknet.info, February 23, 2010.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق