الخميس، 25 فبراير 2010

الموساد يحتل دبي والعالم" نظرة على عمليات الموساد"!!


ربما احتل الموساد مدينة دبي المسالمة لمدة يوم أو يومين أو شهر أو ربما أكثر ، هذا ما تبين من التحقيقات التي قام بها جهاز الأمن الإماراتي والعبقري مدير الأمن في مدينة دبي  السيد خلفان .
الإحتلال يعني الدخول بشكل غير قانوني وبشجاعة الجبان الذي لا تخوله فرائصه على المواجهة الحقيقية مع أعداءه وخاصة في عمليات بوليسية أمنية تنتهك حرمة أرض وكرامة شعوب وسيادة دول .
 وتاريخ الموساد حافل بالعمليات الجبانة التي تنتهك فيها الحرمات الدولية ، من أجل ملاحقة رجالات العرب بعلمائهم ومقاوميهم .
 ومنذ تأسيس الدولة الصهيونية على أرض فلسطين وضمن سياسة تثبيت الدولة الصهيونية وإرهابها ، وفي عملية تكاملية مع المذابح التي تقوم بها قواتها على الأرض في مواجهة الشعب الفلسطيني ، تلاحق إسرائيل علماء الأمة العربية في كل مكان ، وتلاحق كل هدف يمكن أن يرتقي به حال هذه الأمة .
 وإذا ما تمحصنا في عملية إغتيال القائد الفلسطيني محمود المبحوح ، الذي تم اغتياله في 19/1/2010 ، فإننا نلاحظ وكما ورد على لسان أجهزة الأمن الإماراتية أن العدد الذي شارك في عملية إغتيال المبحوح يتجاوز 26 شخص ويمكن لهذا العدد أن يتغير أيضا على حسب مجريات التحقيق والمتابعة التي تقوم بها أجهزة الأمن الإماراتية .
 أن يشارك 26 فرد من الموساد لقتل رجل واحد ، هذا يدل على أهمية الفقيد وقدرته على التأثير في حلبة المواجهة ، وهذا ما دفع الصهاينة ، حيث أصبح وجود المبحوح يسبب لهم أرقا شديدا ، ولكن أن تقوم مجموعات الموساد ومؤسسات الموساد بالإنتقال مباشرة بأفرعها إلى الإمارات شيء يدل على الإستهتار بالأمن العربي وبأمن الإمارات .
 ولم تتعظ أجهزة الموساد ورئاسة وزراء إسرائيل وتاريخ الموساد المحاط بالفشل في أكثر من عملية وإن حققت أهدافها المباشرة ، من أن يتعظ ، فقد أثبتت أجهزة الأمن الإماراتية براعتها في التعامل في فك رموز قضية سوزان تميم قبل تنفيذ هذه العملية بعدة شهور .
 إخفاقات الموساد وفشله لأكثر من مرة رغم عمليات الدعاية والإعلام الذي يصور هذا الجهاز بأنه الخارق الحارق ، إلا أنه ليس بعيدا عن أجهزة الأمن وقواها ، سواء في أوروبا أو في العالم العربي ؛ في عام 1973 قام جهاز الموساد بملاحقة رئيس جهاز الأمن الفلسطيني في النرويج وقتلوا مواطنا مغربيا يدعى " أحمد بوشبكي " بخطئ أمني فاضح ، وقامت سلطات الأمن النرويجية بالقبض على القتلة وعلى رأسهم " دان آرئيل " و " ابراهام " ، وأربعة آخرين ، وفي ذاك الحين خرجت الصحف الإسرائيلية تنتقض وتتهجم على رئيس الموساد الإسرائيلي بدعوى فشله وتخريب العلاقات مع أوروبا ، ولم يتابع الموضوع بعد ذلك .
 وفي عام 1980 وعندما هم الدكتور يحي المشد بإنهاء مهمته في باريس والعودة إلى العراق هو وزوجته وطفله ، وفي أروقة المطار تم تأجيل رحلته فقط لحاجة فرنسا إليه ، وأثناء إقامته في فندق تم تصفيته وقطع رأسه عن جسده في عملية همجية استخدمت فيها أدوات حادة كالفأس ، وكان وراء هذه العملية أيضا جهاز الموساد .
 قبل ذلك بسنين قام الموساد باغتيال الدكتورة والعالمة المصرية " سميرة موسى" في أوائل الخمسينات ، وكذلك العالم الذري سمير نجيب في عام 1967 وتم اغتيالهما بواسطة حادث سيارة ؛ وكذلك قام الموساد باغتيال العالم المصري القليني بالخطف والإختفاء للأبد .
 وقام الموساد أيضا وفي عام 1954 وما تلى ذلك من نشاط تكنولوجي مصري في عهد عبد الناصر باغتيال العلماء الألمان الذين كانوا يعملوا لصالح الصناعات الحربية المصرية في مدينة نصر في ضواحي القاهرة .
 للموساد ثلاث دوائر أعتقد أنها كانت متواجدة في قطر وبناء على ما سمعناه وما رأيناه من تسجيلات الفيديو التي أذاعتها سلطات الأمن الإماراتية :
1- مجموعة إدارة المجموعات والتنسيق فيما بينها .
2- شعبة العمليات والتنفيذ .
3- مجموعة الإتصال والعمل السياسي .
4- مجموعة الحرب النفسية والدعايا .
5- مجموعة إدارة البحوث والعمليات التي يديرها مركز رئيسي من مراكز الموساد في دول المنطقة .
 سبق لجهاز الموساد أن احتل مدينة تونس في عملية اغتيال أمير الشهداء الفلسطينيين أبو جهاد ( خليل الوزير ) في 6 أبريل الساعة الواحدة والنص ليلا من عام 1988 ف من خلال مجموعة مكونة من 20 عنصر وأربعة سفن وغواصتين وطائرتين عموديتين ، وبدء تنفيذ العملية كان بالقرب من ميناء قرطاج .
 كان من الأهمية إغتيال أبو جهاد على خلفية مواقفه الثابتة في الحفاظ على مبادئ وأهداف ومنطلقات حركة فتح ومنظمة التحرير ، وكان لأبو جهاد مسار مناقض لسياسة رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات ، بل كان يطمح في عملية تغيير جوهري في داخل حركة فتح ومنظمة التحرير واتصالاته المهمة مع كل فصائل المقاومة سواء داخل منظمة التحرير أو خارجها .
 عندما أرادت إسرائيل التخلص من قائد واعد نحو وحدة وطنية حقيقة للشعب الفلسطيني ونحو رسم منهجية مقاومة تتناقض كليا مع الإتصالات الخفية بين منظمة التحرير الفلسطينية وشخصيات صهيونية ، كان القرار التخلص من أبو جهاد ، وعلى ما أعتقد أن القرار لم يكن إسرائيليا فقط ، وعندما طلب جهاز الأمن الفلسطيني بقيادة أبو إياد وعاطف بسيسو أن يقوموا بالتحقيق في هذا الملف تم إقصائهم عن هذا الطلب ؟!!
 احتل الموساد تونس لأكثر من ساعة وغادر الموساد ، وغادر باراك وهو متخفي بزي امرأة واعتبره الموساد بطلا في هذه العملية .
 بلا شك أن هناك دعم لوجستي في كل عمليات التنفيذ التي يقوم بها الموساد عن طريق عملائه من العرب الفلسطينيين والغير فلسطينيين .
 وتاريخ الموساد حافل باغتيال قادة المقاومة الفلسطينية :
1- وائل زعيتر : الذي تم اغتياله في عام 1972 وهو ممثل منظمة التحرير في روما ، أغتيل على مدخل بيته في روما ودفن في مخيم اليرموك في سوريا .
2- كمال عدوان ، وكمال ناصر ، وأبو يوسف النجار : في عملية سميت عملية الفردان في 10- 4- 1973ف وأبان تحول خطير في سياسة منظمة التحرير وقبولها بالحوار مع شخصيات صهيونية .
3- محمود الهمشري : وهو من قادة فتح ومنظمة التحرير حيث زرع له قنبلة تحت هاتفه في منزله .
4- ناجي العلي : الذي اغتيل في لندن عام 1987ف والذي كشف المحققين البريطانيين عن مسؤولية الموساد عن قتله وفي ظل اتهامات للرئيس الفلسطيني السابق بعملية التصفية نتيجة لإنتقاده الشديد له ، ولكن قامت مسز تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا بقفل مكتب الموساد واعتراف المدعو إسماعيل حسن صوان بتلقيه تعليمات من قادة الموساد بتصفية ناجي العلي .
5-      عاطف بسيسو :الذي اغتيل وهو متوجه من برلين إلى باريس أمام فندق الميريديان وتم إطلاق النار عليه من شخصين على دراجات نارية ، بتاريخ 8- 6 -1992ف ، وقد كشف القاضي الفرنسي في تقريره عام 1999ف عن دور العميل عدنان ياسين الذي يقيم الآن في البوسنة مشاركته في تدبير عملية الإغتيال سواء لعاطف بسيسو أو للشهيد أبو جهاد الوزير علما بأن هذا الجاسوس مازال تحت حماية رواتب منظمة التحرير وسلطة الحكم الذاتي في رام الله إلى هذا التاريخ .
6- غسان كنفاني : وتم إغتياله أيضا بنفس طرق الموساد المعتادة .
7- منذر أبو غزالة : قائد البحرية الفلسطينية ، وتم إغتياله في أثينا أيضا في عام 1986ف ، وهو عضو مجلس ثوري ومجلس عسكري ، وعلاقاته في داخل منظمة التحرير غير مرضي عنها
8- علي حسن سلامة  الامير الاحمر  عضو المجلس الثوري لحركة فتح. وقائد قوات ال 17 ¢حرس رئاسة منظمة التحرير  في 22 يناير 1979 بتفجير سيارة مفخخة لدي خروجه من منزل زوجته جورجينا رزق ¢ملكة جمال الكون  في بيروت
9- والكاتب والمؤرخ الفلسطيني د. عبد الوهاب الكيالي في 7 ديسمبر 1981 اقتحم مجهولان مكتبه بالمؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وأطلقا عليه النار فأردياه قتيلاً.
10-     اللواء سعد صايل ¢أبو الوليد¢ في 29 سبتمبر 1982 في كمين نصب له في منطقة البقاع بلبنان
 11-عصام سالم ممثل رئيس منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان. وذلك بعيارات نارية من مسدس أطلقها عليه شخص مقنع مجهول اثناء وجوده في أحد متاجر صيدا بجنوب لبنان.
12- وسعيد حمامي مدير مكتب المنظمة في لندن في يناير 1978
13-نعيم خضر مدير مكتب المنظمة في بلجيكا اول يونيو 1981
 تصور عمليات الموساد أن هذا الجهاز قد يحتل العالم ومدن العالم وقتما يشاء ، ورجوعا لعملية إغتيال المبحوح في 19- 1- 2010 تبين أن الموساد وان نجح في تنفيذ عمليته  فإنه القزم أمام الخبرة الأمنية والبراعة الأمنية الإماراتية التي كشفت رذالته وحقيقته التي استعان في تنفيذ تلك العملية الجبانة بجوازات سفر أوروبية مختلفة ، أسترالية وألمانية وبريطانية وايرلندية وغيره من دول العالم .
 ولكن السؤال ماذا رد العرب على تلك العمليات الجبانة ؟ ، هل قاموا بالثأر ؟ ، والثأر من شيمة العرب ! ، ويبدو أن العرب فقدوا هذه الشيمة وهذه السمة .
 وماذا فعلت فصائل المقاومة أمام تلك العمليات وخسارة الشعب الفلسطيني الكبار من قادته ؟ ، وهل هناك مصلحة بين عملية التصفية والتيار التنازلي الذي زرع في منظمة التحرير منذ سنوات وتبوأ مواقع قيادية ، سؤال يحتاج إلى بحث والإطلاع على أكثر من أرشيف لتلك العمليات من التصفيات !
 ولكن هل يمنح العرب جوازات سفر بعدد الدول العربية للفلسطينيين ليقوموا بملاحقة القتلة ؟ ، وعندئذ سيكون الموساد أصغر من النملة أو الذبابة أمام الشعب الفلسطيني وكوادره ، وهل تمنح الدول الإسلامية جوازات سفرها للفلسطينيين ليلاحقوا القتلة وعندئذ ستنتهي إسرائيل !  وسينتهي الموساد في معركة المواجهة الحقيقية، فسر وجود إسرائيل تمتع الصهاينة بأكثر من جواز وإقامة وتنقل في عواصم العالم .
  فهل سيفعل العرب والمسلمون ؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق