الجمعة، 19 فبراير 2010

ماذا فعلتم بحركة فتح أيها الاشاوس ؟!


  م. سميح خلف      
البكاء على الأطلال والتغني بالماضي من سمة الضعفاء ولكن لن نبكيك يا فتح ، لن نبكي وكما تعودنا على شهدائنا، ولأن أرواحهم تحلق في سماء فلسطين. والذاكرة هل هي ذاكرة أم هي لحظات بل يجب أن تكون ساعات وساعات للتأمل وللمراجعة .
كيف كانت فتح وكيف أصبحت وكيف أضحت ، عندما نقول كيف كانت أتذكر عرق الرجال والفرسان في صحراء معان والكرك والطفيلة، وحينما تسير بي المشاعر تشاهد الفرسان وهي تحمل العتاد والذخيرة في وديان وجمال اربد وجرش والسلط ، كانت الحياة رائعة بكل معاني التضحية والفداء من أجل الوطن ، في جمود الماء وحرارة الصيف وكان الهدف دائما ً والنظرات من فوق الجبال تتجه إلى الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية/ تشير الأصابع والبنادق معا ً هذه هي بلادنا، ونتذكر أطفال الآربيجي في جنوب لبنان ونتذكر العرقوب وفتح لاند هذه هي حركة فتح .
حينما تأخذنا خواطرنا وأحاسيسنا وإراداتنا وإننا في هذا اليوم الذي يبدو فيه ما فعل المبرمجون لإنهاء حركة فتح صورة واضحة نتذكر الخطوات الأولى لعبد الفتاح حمود وأحمد موسى، نتذكركم أيها الإخوة الأجلاء الأحباء على قلوبنا وقلوب فلسطين أبو علي إياد وأمير الشهداء أبو جهاد وأبو إياد وكمال عدوان وكمال ناصر وأبو الهول وعزمي وعبد المعطي السبعاوي وأبو الوفى وعاطف بسيسو وثابت ثابت وسعد صايل وعزت أبو الرب "خطاب"، وكثير من كوادر العاصفة الذين مضوا على درب الشهادة من أجل الوطن ومن أجل أن تكون فتح حركة الشعب الفلسطيني وطليعته ، هكذا هي فتح مع كل مراحلها عندما قالت ...أنا صامد ..صامد ...وعندما قالت: " لا المؤتمرات الرباعية ولا الاجتماعات الدولية توقف عزيمتنا الثورية " وعندما قالت: " لا بنساوم ..لا ..لا" لا بنهادن ..لا ..لا " لا بنساوم ولا بنهادن على حبة رملة" .
هكذا هي فتح الأبطال فتح المعجزات فتح التاريخ وصناعة المتغيرات .
كيف أصبحت فهذا كلام يطول بالمنظور السياسي والنضالي ، فلقد تعرضت حركة فتح لغزو داخلي في أطرها لسبب أو لأخر، وبفقدان حركة فتح كادرها باستمرار إما بالاغتيال المباشر أو غير المباشر في ساحة المعركة بالإضافة إلى الهجمات المتتالية على كينونتها ومنظمة التحرير الفلسطينية لكي يطوعوها في إطار النظام الرسمي العربي، وتحولت حركة فتح من ثورة لها مبادئ وأهداف ومنطلقات ونظام يحكمها إلى مجرد أطر ومؤسسات تم تحويلها إلى أجهزة لحفظ توازن داخلي في داخل الحركة، وكان هذا إجحاف في حق التنظيم وهلاك له أيضاً، أخذت قيادة فتح بعد أن خسرت جل قياداتها بالورقة العربية وسارت في مسار التسوية التي هبطت نضاليا ً وسلوكيا ًَبالمعاني السامية لهذه الحركة ، فتم غزو الحركة بشعائر تبتعد عن النظام وشعائر تبتعد عن الأهداف والمبادئ والمنطلقات، وكان هو الوهم والوهم بعينه، لم تكن تلك القيادة التي أخذت مقاليد القرار في حركة فتح مهتمة كثيرا ً في بنية التنظيم على دعائم صحيحة، بل أكدت يوما ً بعد يوم عن أخطائها وسلوكها الرديء في التعامل الداخلي للحركة والخارجي أيضا، وظهرت الأرستقراطية والبيروقراطية، وإذا تفشت تلكما الظاهرتين في أي حركة تحرر، معنى ذلك ذوبانها وانحلالها، فظهرت مظاهر التبعية الفردية وظهرت حالات الإستزلام التي انبثق منها عملية الإقصاء المتتالية للكوادر الحية في داخل الأطر وفي نفس الوقت تم تفتيت قوى التنظيم بالإغراءات المقدمة من الأجهزة، وتحولت ثورة التحرر الوطني من ثورة مسلحة إلى مؤسسات أمنية لها أهداف مختلفة، كل مؤسسة فيها تعبر عن مهام لخدمة هذا الطرف أو ذاك، أي تم تشتيت قوى حركة فتح وتفكيكها من الداخل، وبالتالي ظهرت ظواهر الإنفلاش والانحطاط في إعداد كادر وعناصر التنظيم إن وجدت .
وكانت المصيبة الكبرى محصلة الانحرافات جميعها، وبعد أن فقدت حركة فتح رجالها الأوفياء في قيادتها وكانت أوسلو اللعينة التي أنهت التنظيم ورفعت من شأن الأجهزة متخيلين أن أوسلو واحة ستنمو فيها مصالحهم، وكبرت مدرسة أوسلو عند العودة للوطن، وإستشرست بقبضتها على كل المؤسسات والأطر الحركية وفي الغالب كانت هي الأجهزة وعلى سبيل المثال لا الحصر " ضابط في جهاز أمني كان يهدد أمين سر إقليم، أو يقيم إقليم لحركة فتح، أو يقيم تنظيم شعبي، أو رئيس تنظيم شعبي " هل هناك كارثة أكبر من ذلك، في حين أن هذا الضابط لم يعد في أطر حركة فتح أساساً، ولكن وبكل فخر يقول أنا ابن الجهاز الفلاني، هذا على سبيل الحصر وتتعدد الظواهر والمشاهد في هذا المجال .
لم تستطع كوادر حركة فتح الحية أن تحاسب قياداتها فأتى من يفرض عليها وجوده مدعم بالخدمات للشعب المظلوم ومدعم بالإمكانيات وحفظ كامل لحقوق الكادر، أما في حركة فتح فلقد أهدرت كرامة الكادر وأهدرت معنوياته وأصبح الكادر في حركة فتح كما قلت للمفوض العام للتعبئة والتنظيم أنتم تعاملوننا "كأننا فلاشة" وقلنا له في جانب الممارسة أنتم تقودكم في قراراتكم مواقف إقليمية وعشائرية وغير ذلك .
· كيف أضحت فتح :
أضحت فتح في كتب التاريخ وأسماء مختلفة وعناوين وواجهات بدون أطر وبدون مؤسسات فعلية وحقيقة، وهذا أيضا جريمة مسئولة عنها القيادة المتنفذة في هذه الحركة والمتمترسة في مواقعها على حساب المشروع الوطني وطاقاته .
أضحت حركة فتح كما هو الحال في قطاع غزة، حماس أنهت أجهزة السلطة التي هي محسوبة على حركة فتح ،أنهت الأجهزة التي لها عدة امتدادات وباعتراف نصر يوسف ، حركة فتح بعد سيطرة حماس كقوة أولى على الساحة في مهب الريح، فإذا كان هناك اسم اسمه فتح فالآن أصبح هذا الاسم في قطاع غزة اسم موصوف بالفلتان الأمني والإرتباط بالأجندات الخارجية وهذا مخالف لانطلاقة حركة فتح وأهدافها ومبادئها أي قامت الأجهزة عندما ركبت على جناحي الماضي لحركة فتح بتشويه سمعة هذه الحركة وتعريضها لعملية انحسار ثوري ووطني وسلوكي، هكذا هي حركة فتح الآن في المرحلة القادمة في قطاع غزة .
كيف أضحت حركة فتح عندما اكتسحت قوى حماس أجهزة السلطة وما هو موقف القوى التي تمردت على تلك القيادة المتنفذة في حركة فتح مثل بعض تشكيلات كتائب شهداء الأقصى واللجان، وما هو موقف حماس بعد ما يسمى " بالنصر والقضاء على مشكلة الفلتان الأمني في قطاع غزة"؟ هل ستتجه حماس للمقاومة وتنمي عناصرها وسلوكها المقاوم أم ستقوم حماس بإعادة التاريخ كما كان يفعل أبو عمار مع فصائل المقاومة؟ وأقرب مثال لهذا السلوك الذي كان موجوداً ظاهرة ياسر عبد ربه وأبو ردينه ومؤخراً نزال وعدة متحدثين إعلاميين باسم هذه الحركة .
يقودنا مفهوم كيف أضحت حركة فتح إلى أن نتجه إلى منظمة التحرير؟ وهل سنشهد نهاية لتلك المنظمة أم ستتفق القوى الوطنية مع واقع حماس كقوة أولى وتشكل بمؤتمر شعبي مجلساً وطنياً فلسطينياً جديداً تنبثق عنه أطر وطنية جديدة؟ تساؤلات كثيرة وكثيرة تقودها الأحداث .
إذا ً من هو الذي اغتال حركة فتح ومن هو الذي أضاع تاريخها وأضاعها كطليعة للشعب الفلسطيني أهي حماس أم اختراقات متعددة أصيبت بها حركة فتح ؟!.
ومن هنا نستطيع القول إن الوقت مناسب الآن أكثر من أي وقت مضى أن تتحرك القوى الحية والمستبعدة في الحركة من إعادة تنظيم صفوفها من جديد ودراسة وتقييم الذات وتقييم المراحل السابقة ومحاسبة كل من استحكموا في قرارها حتى الموتى منهم، يجب في هذه المرحلة الرجوع للمبادئ والأهداف والمنطلقات، يجب الرجوع للعمل تحت الأرض لتبقى حركة فتح حركة تحررية منفتحة من أجل تحقيق دولة ديمقراطية على الأرض الفلسطينية ،فأوسلو قد أتت بالوبال على فتح وفلسطين وكذلك الأجهزة، وفي رأيي على كوادر فتح أن ينسوا ولا يتناسوا الماضي، لأن الماضي هو محطات استرشادية لكي لا نقع في نفس الأخطاء، وعلى كوادر فتح أن لا ينساقوا وراء التشرذم والإعلام المزور، فكوادر فتح يجب أن يكونوا حريصين على فهم واقعهم وعلى كيفية التعامل مع القوى الأخرى في الساحة الفلسطينية ومع أفراد الشعب الفلسطيني ،تلك المواقف والمواقع التي خسرتها حركة فتح في الماضي من تلك القيادة التي انحرفت بحركة فتح وأدخلتها في دائرة التشرذم والحقن والانحراف السياسي والسلوكي .
إذن السؤال نفسه ماذا فعلتم أيها السادة بحركة فتح .
ومن يحاسب من..........؟؟؟؟!!!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق