الجمعة، 19 فبراير 2010

ما بني على باطل فهو باطل


مقالة بتاريخ :19 فيفري  2010- النفطي حولة القلم الحر:
تلك قاعدة  قانونية رددها العديد من الحقوقيين  والمحامين وكل هيئات الدفاع في العالم من أجل ابطال كل التشريعات والقوانين التي سنها المستعمرون والمحتلون وأحدثوها بعد اغتصاب الدول واحتلالها  ظلما وعدوانا بالقوة العسكرية الغاشمة وافتعال الحروب العدوانية ضد السيادة الوطنية للدول المستقلة وارهاب الشعوب واستهدافها في أمنها واستقرارها السياسي والاجتماعي والاقتصادي وسيادتها على أرضها.
ولعل غزوالعراق  واحتلاله من طرف الامبريالية الامريكية  والبريطانية هو أكبر دليل على ذلك. فقيام كل من أمريكا وبريطانيا بحرب عدوانية على العراق واغتصاب وتطويع الشرعية الدولية لصالحها تحت ذرائع واهية أثبتت كل الوقائع والأحداث اللاحقة أنها محل افتراء وكذب وتلفيق من المخابرات المركزية الأمريكية والبريطانية هو أكبر باطل بل واجرام دولي في حق سيادة الدولة الوطنية المستقلة وأمن الشعب العربي في العراق واستقراره. وان الاطاحة بالنظام الوطني الذي كان يقوده الشهيد القائد صدام حسين واقامة سلطة الانتداب الأمريكي البريطاني تحت رئاسة  بول بريمر يعد حسب تلك القاعدة القانونية جريمة حرب بكل ماتعنيه الكلمة من مدلول قانوني وأخلاقي وانساني . و في نفس السياق يعتبر حل الجيش الوطني  والبرلمان وكل المؤسسات ذات العلاقة بسيادة الدولة وما لحق ذلك من الغاء للدستورالوطني العراقي كلها جرائم في حق سيادة الدولة العراقية المستقلة . وبالتالي فان الاستفتاء على ما يسمى بالدستورالجديد الذي سنه بريمر بتدخل من ولاية الفقيه في طهران والذي تميز بنزعة طائفية معادية للوجود القومي العربي يعتبرباطلا ولاغيا من جهة القانون الدولي والحقوق المشروعة للشعوب من جهة أخرى باعتبار أن سلطة التشريع يجب أن تكون ملكا للشعب الذي يملك حق تقرير مصيره بنفسه في دولته الوطنية المستقلة .
وهذا يجرنا  منطقيا بالضرورة الى بطلان الانتخابات التشريعية التي تدور في ظل الاحتلال والحكومات الطائفية المنصبة والعميلة سواء في عهد الجعفري أو المالكي .
فاذا كان  هذا واقع حال العملية الانتخابية اجرائيا فماذا نقول اذا كانت هذه  العملية مقترنة بقانون  الاجتثاث الذي أصدره بريمر ؟ فهل ثمة قانون في الدنيا يبيح اجتثاث الآخرين ولو كانوا أعداء؟
أليست هذه تشريعات عنصرية بغيضة ومقيتة أكثر فضاعة من تشريعات الميز العنصري بجنوب افريقيا سابقا؟.
أليست أشد  فتكا بحياة الانسان وتقنينا للفتنة  بين بني الوطن الواحد ؟
 أليست  أكبر فضاعة مما سنه الصهاينة  في الكنيست من ملاحقة وطرد  الفلسطينيين القاطنين في الخط  الأخضر ؟ 
 ألا يعد قانون بريمرانتهاكا صارخا لأبسط حقوق البشر في الاختلاف ودوسا لأدنى الحقوق التي ناضلت من أجلها الانسانية منذ قرون ؟ لماذا يتبجح  الغرب الاستعماري اذا بالديمقراطية وحقوق الانسان وهو في نفس الوقت يسمح باصدار قوانين عنصرية تبرر عدم السماح بالاختلاف في الرأي بل ويذهب الى حد اجتثاث أصحاب هذا الرأي ؟
ومن جهة أخرى اذا  تتبعنا المغزى من هذا القانون العنصري  ومن هم المستهدفون من وراء ذلك نرى  أن المقصود من وراء الستارهي القوى  الوطنية المقاومة التي تواجه الاحتلال الأمريكي والبريطاني كائنا من كانت وعلى رأسها البعثيين والنا صريين  والقوميين بصفة عامة وكل القوى  الرافضة للاحتلال كطليعة الحزب الشيوعي العراقي في حزب الكادروكذلك الجبهة العربية الاسلامية التي يتزعمها الشيخ حارث الظاهري .وفي هذا الموضوع يقول
الدكتورمهند العزاوي تحت عنوان : ثقب العراق الأسود و النظام الكليبتوقراطي الطائفي في مركز صقر للدراسات الستراتيجية والعسكرية في مقال بتاريخ الخميس‏ 11‏ شباط‏، 2010 ما يلي «
   يصر رموز النظام الكليبتوقراطي الطائفي العرقي على جر العراق إلى الاحتراب والاستقطاب الطائفي والعرقي, بغية تحقيق شارع انتخابي تحت يافطة الاجتثاث, ولو بحثنا كافة المصطلحات الديمقراطية في الغرب المتحضر  لم تجد قانون أو مصطلح يجيز قتل واغتيال الإنسان أو فكره وحرمانه من حقوقه التي كفلتها قوانين العهد الدولي وحقوق الإنسان, وخرقت قانونيا تحت مسمى الاجتثاث الذي اقره الحاكم المدني "بول برايمر" .   
وقد سيَس طائفيا بغية استعباد واجتثاث الشعب العراقي والقوى الوطنية , وبنفس الوقت يعد قارب نجاة لمن أجرموا بحق العراقيين وقتلوا وهجروا ونهبوا ثروات العراق بعد غزوه, ونسمع نعيق هؤلاء القتلة واللصوص كل يوم يتباكون على الشعب العراقي والضحايا التي خلفها النظام السابق أبان الغزو بغية تضليل الرأي العام العالمي والعربي والعراقي عن المجازر والجرائم التي ارتكبتها هذه الزمرة خلال سبع سنوات الاحتلال, والتي راح ضحيتها ما يقارب مليوني شهيد عراقي ونصف مليون  مغيب قسريا ومعتقل وخمسة ملايين أيتام وأرامل,  ناهيك عن عشرة ملايين جائع في أغنى بلد بالعالم, ومشاريع وهمية بددت مليارات الدولارات في اكبر محفل فساد عرفه التاريخ  أنها أرقام فلكية للمحرقة العراقية ارتكبها تتر العصر. » النص مأخوذ من الجريدة الالكترونيةArab Newes  وهذا يدعم تحليلنا ورأينا بحيث يؤكد لمصلحة من تجرى الانتخابات الصورية التي نسجها الاستعمار وعملاؤه  في اطار قانون الاجتثاث الذي وضعه الأمريكيون والبريطانيون وتنفذه المخابرات الايرانية  المستفيد الأكبر من احتلال العراق في اطار خطة طويلة المدى تهدف الى التطهير العرقي واثارة الفتن الطائفية لتقسيم العراق .
لكن الوقائع على الأرض تسفهه أحلام الحاقدين من صفويين جدد وحلفائهم الأمريكيين الطامعين في تقسيم الغنيمة العراقية  بفضل المقاومة الوطنية العنيدة التي أربكت ولا تزال كل الخطط و المشاريع الاستعمارية المشبوهة ابتداء من مشروع الشرق الأوسط الكبيرالى مشروع الشرق الأوسط الجديد.
وهاهي القواة الأمريكية تبحث عن الذرائع و أنصاف الحلول لتتخلص من جحيم المقاومة و الوحل العراقي التي وضعت نفسها فيه .
فالتاريخ تكتبه دماء الشهداء الطاهرة الزكية التي تجاهد في سبيل تحرير العراق من الغزاة والطامعين والحاقدين الصفويين الجدد.
ومهما حاول الأمريكيون تتار العصر الأمريكي ومن ورائهم الطامعون والحاقدون الصفويون الجدد ومهما سنوا من قوانين عنصرية  ومهما قاموا من فتن طائفية وحروب أهلية فان الخلاص سيكون على يد المقاومة الوطنية الصامدة وسيقبر الغزاة  ويهزمون وينتحرون على أسوار بغداد التاريخ والذاكرة العربية رمز الحضارة  والثقافة  والأصالة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق