الجمعة، 19 فبراير 2010

الكابتن برادعي ..!


بقلم / سليمان الحكيم
  كنت احسب أن الله وحده هو صاحب الحق في محاسبة الخلق علي نواياهم . ولم  أكن أحسب أن أحدا غيره يملك الجرأة علي أن ينازعه سبحانه هذا الحق أو يشاركه فيه .. حتى رأيت ما تقوم به حكومتنا حين أطلقت كلاب الحراسة الرابضة أمام قصورها الحاكمة لتصم أذاننا بالنباح وترفع عقيرتها بالسباب والشتائم ذما وقدحا في الدكتور البرادعي بسبب الكشف عن نيته –مجرد التفكير – في دخول سباق الانتخابات الرئاسية في مصر- بشرط  تعديل الدستور والقوانين المنظمة لذلك .. ولأن هذا الشرط يبدوا من المستحيلات تحقيقه نظرا لارتهانه برغبة سلطة لا تريد . وحاكم لا يرغب . فقد بقيت رغبة البرادعي في إطار النوايا الحسنة – في نظر مؤيديه – وبالغة السوء في نظر أصحاب السلطة والسلطان . حتى أصبح أي شىء يتعلق بهذا البرادعي في نظر هؤلاء من المحظورات التي يجب التعامل معها بشدة – وأخذها بغير تراخ أو هوادة .. فعبارات الترحيب به "مخالفة دستورية" . وخروج علي القانون ودعوة لقلب نظام الحكم . وتشويه للمرافق العامة .. فالحكومة وحزبها الوطني هي صاحبة الحق الوحيد في مخالفة الدستور والخروج علي القانون وهي الوكيل الوحيد لعمليات تشويه المرافق العامة بإعلانات الحزب وملصقات مرشحيه ولافتات التأييد والمبايعة !!
  هكذا تم إلقاء القبض علي بعض شباب المعارضة الذين قاموا بالترحيب بالبرادعي علي الحوائط . وألقي بهم في الحبس . كما تم استنفار  قوي الأمن وإعلان حالة الطواريء بين صفوفها . ونشر جحافلها حول المطار وفي الطرق المؤدية إليها . والقيام بحملات تفتيش محكمة لكل الداخلين إلي حرم المطار لمنع "المشتبه" به ممن لديهم "النية" لاستقبال الرجل بالمطار والترحيب به . ولا أستبعد ان تتبع الحكومة ذلك بإجراءات اشد صرامة تجاه البرادعي نفسه كأن تحدد إقامته أو تراقب هواتفه أو تمنع الاتصال به .. كل تلك الإجراءات الصارمة بسبب "نيته السودة" بدخول السباق مع المتسابق الذي يجب أن يظل – حسب القانون والدستور – واحدا وحيدا في حلبته !!
  والحقيقة أن هؤلاء جميعا قد أخطأوا .. أخطأ البرادعي وأخطأ مؤيدوه ..فهو ليس حسن شحاته أو أي لاعب في فريقه الكروي حتي يفكروا في استقباله "استقبال الأبطال " في المطار . وهو لم يحرز كأسا يهديها للرئيس وأبنائه . ولم يفعل شيئا يستحق عليه التكريم الذي  يطمع فيه أو ينتظره .. حتى رئاسته لوكالة الطاقة الذرية لم تكن  حسب توجيهات أو تعليمات السيد الرئيس وتحت رعايته الميمونة !!
  هكذا أخطا البرادعى  ومؤيدوه في توقعاتهم باستقبال أرادوه لائقا لرجل ظنوه جديرا !!
  مطار القاهرة "منطقة حساسة" كما صرح أحد مسئولي الأمن لا يجوز لبرادعي وأمثاله من المتطفلين علي منصب الرئاسة أن يسىء لحساسية المكان .. وحساسية المنصب . ولأن للمطار هكذا حساسية فلا يجوز الاقتراب من حرمه إلا للأبطال من لا عبي الكرة . ومستقبليهم من جماهير "الألتراس " في الاستادات والملاعب وإذا كان البرادعي يريد لنفسه استقبال الأبطال فعليه أن يتنكر في زي رياضي . ويضع علي وجهه قناع "جدو"  مرتديا شورت وفانلة !!
  أما المفكرون والسياسيون والكتاب والصحفيون فلا يجوز لهم أن يقتربوا من المطار أو يلوثوا حرمته بعد أن شرفها حسن شحاته وفريقه بأحذيتهم المقدسة .. وعلي كل من في نيته – مجرد نية – استقبال البرادعى والترحيب به في وطنه  أن يتذكر الحكمة القائلة أن الطريق إلي جهنم مفروش بالنوايا الحسنة !!

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق