الاثنين، 22 مارس 2010

القمة القادمة والتحديات


زياد المنجد
 ونحن على اعتاب القمة العربية القادمة ، تتطلع  الامة العربية المثقلة بالهموم والمشاكل الى القادة العرب ،تناشدهم ان لاتكون قمتهم المقبلة استنساخا للقمم العربية السابقة  ،التي لم تجد قراراتها حلا للخروج من ازمات الامة ،ولم تفلح في ايجاد صيغة لعمل عربي مشترك  ولو بالحد الادنى لمواجهة التحديات التي تعيشها الامة ،والتي تزداد حدة  يوما بعد يوم مع غياب الموقف العربي الموحد ،رغم اكثر من عشرين قمة عربية سابقة ،ومئات القرارات التي نُسيت قبل ان يجف حبرها.
القمة القادمة يرى البعض انها ستكون قمة ليست كغيرها من القمم ،فالعقيد القذافي الذي سيترأس مؤسسة القمة لمدة سنة كاملة ، عودنا على المفاجأت والخروج على المألوف في طرح القضايا والتعامل مع الملفات،وربما ستكون طريقته وسيلة للخروج عن النمط الكلاسيكي  للقمم السابقة والقرارات التي ستصدر عنها.
فيما يرى بعض ،انها ستكون كغيرها من القمم يلتقي الزعماء العرب فيها ليطمئنوا على  بعضهم ،ويتركون الامة العربية غارقة في همومها ومشاكلها  ،واضعين اطارا نظريا لمعالجة المشاكل التي تعيشها الامة ،تاركين اطار تطبيقها للزمن الذي يمشي لغير صالحنا ومصالحنا.
مهما تكن نظرتنا الى القمة المقبلة، فاننا نتمنى ان تكون قمة ليست كغيرها من القمم ،فالاوضاع التي نعيشها تستوجب العمل الجماعي الجاد  للوقوف بوجهها ،حيث تشكل القضية الفلسطينية عنوانا دائما لمشاكلنا ،لم تستطع اجتماعات القمم السابقة ان تتلمس طريقا لمواجهتها ،ناهيك عن الاحتلال الامريكي للعراق الذي كان مقدمة للاطاحة بالوضع العربي ،على الاقل في المحيط العراقي العربي لولا المقاومة العراقية التي اجلت انجاز المشروع الاستعماري بصمودها البطولي.
اكثر من عشرين قمة لم تجد حلا لمشكلة تعاملنا مع الملف الفلسطيني ،وسبع قمم لم تقدم تصورا للتعامل مع الوضع المستجد في العراق والحفاظ على وحدته المهددة.
من هنا فمن واجب القمة التعامل بجدية مع الملفات الخطيرة التي تهدد واقع الامة ومستقبلها ،والسماح للعناصر الفاعلة التي تتصدى للمشروع الصهيوني في فلسطين، والاحتلال الامريكي في العراق بالمشاركة في صنع القرار وسماع وجهة نظرهما ،واستضافة قادتها للقمة كمراقبين ،فهم الاقدر على تصور الطريقة التي يمكن ان يساهم العرب  فيها للخروج من المحنة الفلسطينية والعراقية ،وقد تكون هذه الطريقة هي الرد العملي على اعداء الامة بتشويه سمعة المقاومة العربية واعتبارها ارهابا ،واعطاءها ثقلا عربيا لمشروعها المقاوم.
لقد آن الأوان لكي  نضع النقاط على الحروف  في قضية التعامل مع قضايانا المصيرية ،فلم تعد الحلول الوسط كافية للخروج بما نحن فيه ،فسياسة المجاملات وتعديل القرارات حسب امزجة البعض اوصلت الامة الى مانحن عليه ،والقادم من الايام وماتحمله من مصائب على هذه الامة  (حسب المخططات المرسومة)، واولها تفتيت منطقتنا العربية لن تختصر تأثيراتها على الشعوب ،بل سيكون اول المتضررين منها اعضاء مؤسسة القمة العربية، فهل سيكونون بمستوى المسؤولية والتحديات؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.ِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق