الاثنين، 22 مارس 2010

هذا هو العراق العظيم كما نعرفه


د.محمد رحال.السويد.
19/03/2010
ليست المرة الاولى التي يُسقط فيها شعب العراق العظيم والعريق خرائط التقسيم ومؤآمرات التمذهب ، وتاريخه القديم يشهد عن اعظم الحضارات والتي حملت للعالم حروفه وقانونه وتشريعاته ونظرياته  ، والتاريخ الحديث الذي اسقط فيه هذا الشعب المتحرك الاستعمار البريطاني على ارضه في اوائل القرن الماضي ، وترنح الاستعمار البريطاني والذي لم يعرف الهزيمة مسبقا في مستعمراته الا نادرا ، ولكنه انحنى امام شعب عظيم حمل العصا ليؤدب الاستعمار البغيض واسقط كل معاهداته ومؤامراته ، وخرج الشعب بوحدته الكاملة ليناصر اخوانه في فلسطين يتقدمهم شعراء العراق وادبائه والذين كانت القضية الفلسطينية هما يوميا يعيشونه وخبزا على موائدهم لاعتبارهم ان العراق جزء من فلسطين وفلسطين جزء من العراق ، وما يربط فلسطين بالعراق هو كرابطة الام بابنها ، وهي رابطة مقدسة لايستطيع أي كان في العالم ان يتساءل عن اسبابها ، فهي علاقة عضوية بالمطلق يسقط لدى مناقشتها كل مشكك او مرجف وهذا ابرز ابناء العراق شاعر العرب الجواهري رحمه الله يقول
فاضت جروح فلسطين مذكرة     جرحا باندلس للان ما التأما
يا أمة غرها الاقبال ناسية     ان الزمان طوى من قبلها امما
كانت كحالمة حتى اذا انتبهت عضت نواجذها من حرقة الندما
سيلحقون فلسطينا باندلس     ويعطفون عليها البيت والحرما
ويسلبونك    بغداد وجلقة         ويتركونك لا لحما ولا وضما
ياأمة لخصوم ضدها احتكمت كيف ارتضيت خصيما ظالما حكما
بالمدفع استشهدي ان كنت ناطقة    او رمت ان تسمعي الصمما
سلي الحوادث والتاريخ هل عرفا حقا و رأيا بغير القوة احترما
لاتطلبي من يد الجبار مرحمة ضعي على الهامة الجبارة القدما
 
أن هذا الشاعر الفطحل كان ينظر بعينيه قبل خمسين عاما الى بغداد ودمشق والحرم فيرى مانراه اليوم من التآمر علينا.
لقد فشل المشروع الطائفي والذي حمله الاحتلال الامريكي الاسود للعراق مستعينا باطراف هي اشد سوداوية من الاحتلال نفسه ، واطراف التحفت رداء الدين وهم شياطين هذه الامة واوساخها ، ولقد انكشف عريهم وبان للامم لؤمهم وخبثهم  وذلك بعد ان رفضهم شعب العراق من شماله الى جنوبه ، ولقد رأينا في الانتخابات الاخيرة ومع عظم حجم التزوير والتآمر كيف سارع رموز التشتيت الطائفي للادعاء بتعدد تجمعاتهم ، وذلك بعد انكشاف امرهم ورفضهم من شعب العراق ، وكم كانت المهزلة الرقمية للكثير من الرموز التي التقطها الاستعمار والاحتلال الاسود من قمامات الامم ومزابل الشعوب وفرضها على العراق ، ويكفي ان نذكر هنا ان اكثر هذه الكلاب نباحا وعواء وقتلا في شعب العراق لم تتجاوز ارقام التصويت له مع لحيته الشيطانية وعمامته الابليسية عن بضع عشرات من الاصوات ، وهو نفس الحال لشخصيات اراد الله ان يفضحها على الملأ لينكشف معها مدى الانحطاط الكبير لقادة الاحتلال الذين فرضوا على شعب عظيم هذه الحثالات بدعاوى انها قيادات لها شعبية كبيرة ، وما لبث ثلج العراق ان انقشع وبدا لنا مروجه خضراء زاهية كعهدنا به وبشعبه .
المالكي والذي باع نفسه للمحتل واعوانهم والذي حاول ان يكون ديكتاتور الاحتلال في العراق والذي صرح علنا وقبل اقل من عام انه – لن ينطيها – بدا اليوم وانه سيكون مجبرا ان ينطيها وكما يقول ابناء العراق : بالقندرة سينطيها , وهي نهاية طبيعية لكل جبار وطاغية ، ولقد حاول هذا المالكي ان يمنع شعب العراق من المضي في الانتخابات والتي مضت رغم انفه الى الطريق الذي اراده الله على يد شعب عظيم يحمل الارادة القوية ، وحاول وبكل وسائل الترهيب ان يمنع زحف الشعب ليقول له  لا..لا .. كفى .
لم يكتف المالكي انه رمى بغداد وعدد من المحافظات بمنشورات التهديد وبواسطة الطائرات السمتية لمنع الناس من المضي للانتخابات بدعوى انها تهديدات جوية من امير دولة العراق الاسلامية ، وهو بهذا فانه كشف الغطاء عن نفسه انه هو شخصيا وراء كل الاجرام الذي نسب للبغدادي ، وهو عمل فاضح وباشراف امريكي ، ولم يتحرك لسان واحد من الالسنة الطائفية بمحاسبة المالكي على هذا الترهيب والارهاب والممول امريكيا ومعه الاعلام العربي المدفوع الثمن ، وانما زاد عليها المالكي باغداق الهدايا والاموال من اجل شراء الذمم والضمائر ، ولقد قام المالكي باكبر جرائم العصر عندما اجبر السجناء والذين هم رهائن الظلم الامريكي والطائفي ، اجبروا على انتخاب المالكي والا فان الموت والتعذيب يترصدهم ، وارقامهم ماتزال حتى اليوم سرية وتحت دعاوى امن البلاد، واستغلال السجناء الذين اتخذهم المالكي رهائن السجن هو من اشد انواع الاجرام الذي من المفروض ان يحاسب عليه هو وزبانيته ممن اتخذوا الدين لهم سببا في خيانة العراق العظيم ، وهو مايفسر تكالب المالكي طوال سنوات حكمه على القبض العشوائي والمنظم لشباب العراق وزجهم في السجون باعداد هائلة تقول بعض الارقام انها قاربت مئآت الآلاف، مع اعداد هائلة وضعت في السجون بغرض الانتقام منها والاستفادة من اصواتها امعانا في اذلالها ، واستغل هذا الديمقراطي حتى المرضى في المشافي بواسطة الاغراء او الالغاء ، كما انه استغل توظيفه لفئآت معينة في الجيش والشرطة من اجل الاستفادة من اعدادهم والتي وصل تعدادها لاكثر من نصف مليون  ، ولم يكتف المالكي بذلك بل وسلط جنوده وقصف الكثير من المناطق بالقنابل الصوتية وقتل العشرات وذلك من اجل ان يتفرغ هو للتزوير والانفراد باصوات اهل العراق ، وذلك بعد ان ساعدته لجان الاجتثاث والتي تخصصت في اجتثاث العراق من كل جذوره وبعون الاحتلال الذي استعان بهؤلاء الحشرات والبهائم والشياطين ، ولم يكتف المالكي بذلك بل ان عدد المصوتين في الخارج والذين بلغ عددهم اقل من ثلاثمائة الف عراقي من مجموع لايقل عن اربعة ملايين جرى ابعادهم وشطبهم بعد عدم الاعتراف بهم وذلك لايمانه انهم لن يكونوا معه ، ومع كل ذلك فقد افشل اهل العراق اصحاب التاريخ الابيض والناصع خطط التقسيم والطائفية والتي قادها الاحتلال والغربان السود الذين انكشفت عورتهم امام الملأ وتبين ان هذه المجموعات السوداء والتي تنتمي الى الفدرالية الطائفية لم يتعد عدد مؤيديهاالخمسة بالمائة من مجموع شعب العراق ، ولقد عرفوا انهم لن ينالوا من الانتخابات شيئا ولهذا فقد سارع الجميع الى انتهاج القوائم التي يدعي اصحابها انها قوائم وطنية لعموم العراق ، وكانوا كالنعام الذي يحفي راسه ويظهر مؤخرته ، ولم يعلم هؤلاء ان شعب العراق كشفهم وعرفهم وجربهم وخبرهم منذ الايام الاولى للاحتلال، ولولا الاحتلال لما كان لهم على ارض الرافدين العظيم موطيء قدم ، وانهم ومرجعياتهم اصبحوا حشرات منبوذة ومقرفة ومقززة ، وان هذا الخطاب الاسود الذي حملوه لم يستطع ان يغير في اصالة شعب العراق العظيم ، وان الملايين التي كانوا يدعونها ويضخمونها على فضائيات اللطم والعار لم تكن الا عشرات وحشرات مأجورة لم تكن في يوم من الايام عراقية او تمثل الوجه الرفيع والعالي والسامق لعراق الحضارة .
ان المالكي لن ينطيها كما قال لانه ليس رجل سياسة وانما هو رجل ثارات واجرام وتاريخه في السلطة يشهد على ذلك ، وهو في تمسكه هذه الايام بالسلطة فهذا لانه يعرف ان القانون الذي اجتث به غيره سيصله وان فظائعه التي لاتعد ولاتحصى ستلاحقه وستوصله حتما الى حبل المشنقة الذي مده بيده الى رقاب اشراف العراق وعظمائهم ، فلك ايها العراق العظيم كل حبي ولك ايتها الام العراقية والتي خرجت من بيتها وتحت قصف القنابل لتقول لا للطائفية ولا للاحتلال ونعم لعراق واحد متقدم ومتطور لك كل الحب والاحترام ياأخت الرجال وام الثوار وصانعة المجد واخت نساء غزة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق