الاثنين، 22 مارس 2010

الرهانات الخاطئة على احداث ايران و اسبابها


مرت  22 بهمن و مرت معاها احياء الذكرى 31 لانتصار الثورة الخمينية (ثورة الشعوب التي سرقتها المؤسسة الدينية الصفوية) و مرت كل المناسبات المهمة لسنة 1388 الايرانية, التي يمكن للمراهن ان يراهن عليها كما و مرت ايضا اخر مناسبة و هي ذكرى تاميم النفط في ايران التي حدثت  في زمن دولة محمد مصدق في عام 1951  و ضاعت خلالها رهانات ثلاث اصناف من المراهنين على هذه الذكرى و ما ستنتج من تغيير على ساحة ايران.
في هذا المقال وددت ان اشرح هذه الاصناف الثلاث التي دائما تراعي جانب واحد في الصراع الجاري على ساحة الحدث في خريطة ايران السياسية.
الصنف الاول: الذين لا يعرفون حقيقة النسيج الذي يشكل المجتمع  في ايران و يراهنون دون المعرفة الحقيقية لهذا المجتمع المتنوع الاطياف.
بالنسبة لهذا الصنف فالغباء هو انسب صفه يمكننا ان نوصفه بها و السبب هو عدم معرفته بحقيقة التنوع الشعوبي الموجود قهرا و قسرا في ايران خاصة بعد ان اصبحت هذه الحقيقة واضحة للقاصي و الداني. و يشمل هذا الوصف الكثير من الباحثين و المحققين و الصحفيين و الناشطين في شتى المجالات الذين يجعلون كل منابع بحثهم و مراجع معلوماتهم و مصادر اخبارهم و ارتباطاتهم الموثوقة ( حسب ظنهم) من فئة واحدة من المجتمع الايراني و هي الفئة الشوفينية في كلا الجانبين الحاكمة او المعارضة الشوفينية.
هذه المصادر دائما وحسب التجارب الدامغة الموجودة في ساحة الواقع المزيف الذي خلقته نفس المصادر و عبر الزمن  فانها زيفت الكثير الذي يتعلق بالشعوب الموجودة في خارطة ايران السياسية. انها زيفت تاريخ الشعوب و تراث الشعوب و جغرافية الشعوب و فلكلور و فن و انتماء و العدد السكاني و ..........و الكثيرغير هذا لكي تعطي فكرة لهذا الصنف على ان ايران شعب واحد له تاريخ واحد و لغة واحدة و انتماء واحد و ...............و بالنهاية تقول له ايضا على ان هذا الشعب الواحد يتفاعل مع الاحداث التي تحدث على ساحة ايران بطريقتين لا اكثر اما موافق او مخالف. مثلا  تحاول هذه الفئة ان تقول للصنف الاول بان التفاعل مع الحركة الخضراء لا يخرج عن حالتين اما موافق او مخالف و من يوافقها يخالف المتشددين و المخالف لها يوافق المتشددين. و هذا في الواقع غير صحيح لان هناك مجاميع اخرى و هي الشعوب المحتلة اوطانها و المنضمة قهرا الى خارطة ايران منذ عشرات السنين و تفاعل هذه الشعوب يختلف عن تفاعل الشعب الواحد بشكل كبير. لكن هذه الفئة تحاول تغييب تلك المجاميع التي تختلف مع الشعب الواحد في كل شي حتى في التفاعل و الطموح و المطالب و كل شي. لكن الصنف الاول و بسبب غبائه لا يحاول ان يرى الصورة في ايران على حقيقتها و من كل جوانبها بل يكتفي بجانب واحد ضيق و مخادع و مزيف للحقائق و يضع رهانه من خلال معرفة مغلوطة لا تبتني على معرفة دقيقة  للنسيج الاجتماعي الذي يشكل المجتمع الايراني و التنوع الشعوبي الذي يوجد في هذه الخارطة.
في هذا الصنف نرى للاسف البعض من ابناء الامة العربية و بعض الاجانب و ايضا بعض الفرس و القليل من ابناء الشعوب الموجودة في خريطة ايران السياسية ايضا.
 الصنف الثاني: الذين يعرفون حقيقة المجتمع في ايران بكل شعوبه و اقلياته و ثقافاته و لكن لا يريدون ان يعترفوا بهذا التنوع خوفا من يخسرهم هذا الاعتراف بعض المصالح و المكاسب و خاصة المرتزقة الذين يعيشون على الرزق الذي تجلبه اقلامهم او ارائهم بعيدا عن الحقيقة و الضمير و كذلك ااذين من الممكن ان يجبرهم هذا الاعتراف الى التنازل من بعض الامتيازات او يضعهم في احراج بسبب علاقاتهم  او يحصرهم في مكانة يصعب عليهم التلاعب او التقـلّب فيها و خاصة الفرس من هذا الصنف فهؤلاء و بدافع العنصرية   يعتقدون بان عنصرهم الفارسي  سوف يفقد الكثير من الحقوق و الامتيازات  التي لديه دون سواه من الشعوب الموجودة في خارطة ما تسمى بايران اذا اعترفوا بالحقائق التي تخص الشعوب و تحدثوا عن الواقع كما هو.
الذين يمكننا ان نضعهم في هذا الصنف هم من العنصريين و الشوفينيين من ابناء فارس او العنصريين و الشوفينيين الفرس الذين استعربوا لاسباب و يدعون اليوم بانهم عربا و لكن هذا الادعاء لا يمكن له ان يسترهم حيث و بشكل بسيط يمكن لاي متابع ان يكشفهم و بسرعة.
يكفي للذي يريد كشف هؤلاء الفرس المستعربين ان يذكر امامهم ايران فيرى كيف ان هؤلاء ينسون دينهم للدفاع عن فارس و ايران و يهلون بتمجيدها و ذكر انجازاتها الكذائية و يصنعون من ايران اعظم دولة على وجه الارض في كل المجالات و يصورونها وكانها المدينة الفاضلة. رهانات هؤلاء دائما كانت و مازالت لا تنبثق من قاعدة منطقية و علمية و لا تبتني على شواهد منطقية و لا تاريخية بل دوافع رهاناتهم دائما نابعة عن حس التعالي و الغرور و التكبر و العنصرية و الشوفينية المفرطة حيث في الكثير من الاحيان تصل الى الحد الذي يجعلهم صخرية في الاوساط .
  مجموعة اخرى من هذا الصنف هم من الاجانب الذين يكتبون و يحللون و يتكلمون و يعملون حسب سياسات بلدانهم التي تجمعها مصالح مع الحكومة الايرانية او تطمح لمصالح مع المعارضة الشوفينية و ترى بان لا يمكنها الحصول على اي مصلحة الا في بقاء ايران كما هي و لا يريدون ان يتحدوا بشي يخدش العلاقات او يكدرها و ايضا المرتزقة الذين يكتبون بمقابل المال الذي يحصلون عليه اما من ايران او من اللوبيات التي لديها سياسات معينه مبنية على استراتيجيات مصلحية لا تريد ان تتحدث عن كل الحقائق الموجودة في خارطة ايران السياسية.
 الصنف الثالث: الذين يعرفون التنوع و يعترفون به, لكن ليس بالطريقة الصحيحة بل يحاولون ان يعطوا تعريفا اخرا بعيدا عن التعريف المنطقي و المعقول الذي يتطابق مع الاحداث و الحقائق التاريخية و العلمية للمجتمع في ايران و اطيافه المتنوعة.
الذين يشكلون هذا الصنف هم  رجالات الصفوف الاولى للتنظير في اللسياسة الايرانية و ايضا البعض من قيادات المعارضة الفارسية في الخارج و ايضا الشوفينيين من منظرين الفكر و الثقافة الفارسية الذين ينتمي اغلبهم للعنصر الفارسي مثل عطالله مهاجراني، اکبر گنجي، محسن کديور٫ عبدالعلي بازرگان و عبدالکريم سروش و غيرهم ,فان هؤلاء  يعرفون حقيقة القوة الكامنة لدى ابناء الشعوب الغير فارسية  التي وجودها واقع لا يمكن حذفه او انكاره, لكنهم يحاولون ان يشوهوه او يقللوا من شأنه على الساحة الداخلية و الخارجية و يعملون بكل قواهم  و بشكل متفق رغم عدم وجود تخطيط مشترك مسبقا لهذا الاتفاق, على تشويه التعاريف الحقيقية التي من المفترض ان تطلق على الاحداث و التسميات الحقيقية التي تخص شئون الشعوب و الاطياف المتنوعة في ساحة ايران. فمثلا يسمون الشعوب بالقوميات و العشائر و القبائل و يغيرون الاسماء التاريخية للاماكن الى اسماء فارسية لا تمت للمناطق باي صلة و يسمون ثورات الشعوب لنيل حقوقها بتسميات خاطئة و مغرضة ترمي الى تشويه سمعة هذه الثورات و الانتفاضات و الحركات الشجاعة و من قام بها من ابناء الشعوب. ايضا يطلقون على ابطال الشعوب تهم غير اخلاقية و غير انسانية و واهية لكي يتمكنوا من النيل من سمعة مناضلين الشعوب و يبقوا الساحة خالية من ممثلين الشعوب الحقيقيين و ينفردوا هم للتلاعب بمصير الشعوب.
في النهاية يمكن القول بان كل هذه الرهانات بعيدة كل البعد عن الواقع السائد على ساحة ايران السياسية و لا يمكن ان تنطلي على ابناء الشعوب الذين اثبتوا خلال الاحداث التي تتالت منذ نهاية الحرب الايرانية العراقية بانهم سيلعبون الدور الاساسي في اي تغيير بامكانه ان يحدث على هذه الخريطة و لايمكن لاي حدث ان يتبلور دون وضع الاعتبار المناسب مع قدرات هذه الشعوب في التاثير على الاحداث و الا فبامكان الذين يعلمون في ايران من اجل انجاز تغييرات ان ينسوا الامر و يشغلوا انفسهم بشي آخر او يحاولوا ان يثقفوا انفسهم اكثر بفهم الشعوب الموجودة في خارطة ايران الدورها الاساسي في اي تغيير, قبل الشوفينيين ام رفضوا.
 علي قاطع الاحوازي
21/03/2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق