الاثنين، 22 مارس 2010

ماذا يشغلهم عن نجدة الأقصى والمقدسات ؟!


عبدالله خليل شبيب
      العرب – أعانهم الله على الخير ولا أعانهم على الشر – مشغولون عن مقدساتهم و( درة بلادهم ) بالعمل الجاد الدؤوب للحفاظ على كياناتهم ونظمهم المهلهلة المتداعية المزلزلة ... !
  فإذا قضم اليهود الأرض المقدسة بالجملة – أو تدريجيا – حتى لا يبقوا منها قلامة ظفر ! .. وإذا صبوا ألوان التنكيل والعذاب والإهانة على بني جنسنا وديننا عندهم .. فحولوا حياتهم إلى جحيم لا يطاق ..عسى أن [ يطفشوهم ] ويجبروهم على الرحيل وإخلاء الأرض لهم .. ليملأوها من حشرات الأرض المتنوعة المجلوبة من كل شقوقها وبؤرها ومستنقعاتها الآسنة .. !
..وإذا هودوا المقدسات ودنسوها ..وضموها إلى [ تراثهم المزعوم ] .. !..
وإذا أقاموا [كنيس الخراب: خرابهم هم بإذن الله – لا نحن].. وجعلوه مشرفا متعاليا على الأقصى مناطحا للصخرة وقبتها .. واعتبروه – كما يُخرفون ويدجلون ويهلوسون – إيذانا بسقوط الأقصى ..وبدء بناء الهيكل ..وتفريغ كل فلسطين من العرب والمسلمين ..إلخ..!
النظم [ المتهالكة ] مجرد بقائها – لديها – انتصار مؤزر !:
.. وإذا التهم [الجراد اليهودي ] الأخضر واليابس .. وعاث في الأرض فسادا وإجراما ...إلخ
.. فكل ذلك أمور بسيطة لا تساوي شيئا بجانب تثبيت الكراسي ..وبقاء النُّظُم !
..ألم يكن هذا هو الحال حين كارثة سنة 67 .. فحتى الآن ليس هنالك اعتراف رسمي بالهزيمة ..من أي طرف من المنهزمين .. ! لقد كان كل ما قالوه : انسحبنا من خط الدفاع الأول إلى خط الدفاع الثاني !
...كما كانوا [ يباهون ] بأن عواصمهم لم تسقط ..! ونظمهم ورؤوسهم بقيت سالمة ..! وكراسيهم وأحزابهم ومخابراتهم ونفاياتهم بقيت على صدور الشعوب جاثمة ! ..إذن فدولة الصهاينة هي المهزومة ..وليست الهازمة ! .. ولو أنها [ بلعت ] كل الوطن المقدس ومعه بعض الزيادات اللازمة ! .. وإن لم تدر الشعوب عنها ..إلا بعد حين .. ومن يدري ؟ ! فلعل هنالك أموراً أخرى لا تزال تخفى على الشعوب [ النائمة ]!
.. وكما قال الشاعر أحمد مطر :
( فإذا لم يبق من كل أراضينا سوى متر مربع..
يسع الكرسي والوالي...
 فإن الأمر في خير ..
وأمريكا سخية ..! )
.. فأي فلسطين هذه وأي قدس أو أقصى أو مقدسات ..إلى جانب سلامة سعاداتهم وفخاماتهم وجلالاتهم وسياداتهم وحثالاتهم .. ؟!
إنهم مشغولون بما هو أهم ..تُرى أنضع النقاط على الحروف علانية ..؟ أم نتحفظ ونحتشم – وإن كان الوضع لا يحتمل المواربة وقد تجاوز حد الصراحة الجارحة ولم يبق في القوس منزع – كما يقال – فهل نترك الحروف بدون نقاط ..[ والحدق يفهم ] ..وكاد المريب أن يقول : خذوني ..!
.. إننا لو ذهبنا نستقصي [ مصائب ] كل بقعة أو [ رقعة ] من عالمنا الممزق المهلهل .. لاحتجنا إلى مقالات ...وصفحات طوال .. بل ربما إلى مجلدات .. ولكننا – كالعادة نكتفي بذكر   [ عينات من مآثرهم الباهرة وإنجازاتهم الظافرة ] ! ..من الواقع والذاكرة ..حيثما أمكن ..وكيفما اتفق !!
انشغالاتهم :
.. أليس هنالك من هو مشغول بانتخابات مزيفة ومزورة – وهذا شأن الأغلبية والأكثرين - .. ليرضي بها المحتل الجاثم على صدره ..ويوهم الناس أن هنالك ديمقراطية وحرية ..ودولة معتبرة مستقلة في ظل الاحتلال البغيض .. ولتأت النتائج [ محاصصة ] كما يريد المحتل .. تكرس الطائفية والعنصرية ..وترسخ الفساد والنهب والفرقة والمحسوبية ..إلخ.. وسيوف الأعداء – من كل نوع – تترصد – أو تعمل في قطع أعناق الشعب المسكين ليل نهار !
  .. وفي شمال الوطن المحتل [ احتلالين ] قواعد للدولة الصهيونية ومخابراتها تسرح فيها وتمرح وتتآمر وتتجسس وتستعد للعدوان .. !. . والسجون متخمة [ ومزدوجة ] كذلك !.. وتحوي أكبر نسبة من الصحفيين في العالم .. تحت إشراف [بلد تمثال الحرية ]!..
..ونحو ثلث الشعب مهجرون – في نكبة مشرقية جديدة .. والجميع يعانون ما يعانون ...مما لا يعلمه إلا الله في ظل أوضاع آسنة غير طبيعية ..تحاول تكريس الاحتلال [ ونهائبه ] إلى الأبد!
.. فكيف يفرغ أمثال هؤلاء لحماية مقدسات أو صون وطن وتراث مهدد بالضياع الأبدي..؟! وهم قد ضاعوا وأضاعوا القريب الذي في أيديهم .. فكيف يلتفتون للبعيد الذي في أيدي غيرهم؟!!
... وهنالك – في زاوية من زوايا جزيرتنا العربية من يبدو أنه قد [ ندم – أواستُندِم ] على توحيد شطري بلاد بائسة ( جنوبها وشمالها ) .. فأمعن تفرقة وتمييزا وفشلا وإساءات وفسادا وسوء تصرف وإدارة ..حتى أسس لأكثر من تمرد وتطرف .. وأخذ يحارب الشعب بالجيش .. ليوهن الطرفين .. ويبقي على [ كرسيه ] فقط .. ويستجلب الغزاة الأعداء ليعينوه في محاربة الإرهاب [ أي شعبه ] .. ويتربعوا على رقبته ورقاب الشعب والوطن ..ويتمكنوا من المواقع الاستراتيجية على مداخل البحار ومضايق الأقطار .. إلخ ..ويكون هو بمثابة [ حصان طروادة ] الذي من خلاله يعود الاستعمار لاحتلال ( باب المندب ) ! فكيف يفرغ مثل هذا أو ذاك للنهوض لحماية مقدسات أو نجدة مغلوبين يمدون أيديهم مستنجدين ..إلى أياد [ مشغولة ] بالخراب والتخريب غير فارغة ولا مستعدة لمعونة أحد؟!
.. وعدا عن ذلك هنالك من اعتادوا على نمط من الحياة والرفاه معين ..لا يستطيعون ولا يرضون التنازل عنه ..ولا يريدون [ وجع الراس ] وهم لو تفرسوا جيدا ونظروا حولهم بتمعن .. : ليسوا عنه – وليس عنهم - ببعيد ..وهم – قدر الإمكان- لا يريدون أن يغضبوا أيا كان ..أو يستجلبوا عداوة أحد ؛ ويكتفون بأداء الواجب رمزيا وأحيانا ببذل جهد المقل ..وإنجاد بعض الجياع والمنكوبين هنا وهناك ؛ فهم ربما كما قال الشاعر ( ليسوا من الشر في شيء وإن هانا).. ولكل مقام مقال .. وليس كل ما يعلم يقال ..وكان الله بالسر عليما !
  .. فإذا نظرنا لأواسط البلاد .. وبر الشام .. رأينا أوضاعا منها [ قائم وحصيد ]  تتحد في مواصفات..وتختلف في أخرى ..وأهم ما يتفقون فيه ..هو التنغيص على الشعوب .. وقمعها وتجويعها ومحاولة تهميشها دائما .. وأكثرهم يعادي الرأي الحر والصحافة المستقلة والمعارضة ..والإسلام – بمختلف مواصفاته [ غير الرسمية ]!..
.. فهناك من أهلته للتصدر والرئاسة غزوته لمخيم مسكين وتدميره على رؤوس أصحابه .. ومن نجا منهم – وقد تشرد مرارا – لا زال يعاني الأمرين .. وينتظر العودة .. لا إلى              ( الفردوس المحتل : فلسطين .. ألأمل العظيم والقديم المتجدد) ..ولكن إلى مخيمه القديم .. الذي يُتعمدُ تعطيل العمل لإتمامه .. ويعاني من آلامه !.. مع أن أوضاع أؤلئك الناس وأمثالهم في ذلك القطر من أتعس الأوضاع الشاذة في العالم .. معظم حقوقهم منقوصة .. وحياتهم شبه مشلولة – بحجة انتظار ( العودة ) للوطن الأصيل .. وتجنبا لاحتمال [ خلخلة التوازن الطائفي ] في ذلك البلد [ الديمقراطي الحر ] !
.. وهناك من هو مشغول بسيطرة طائفته الأقلية ..على وطن جريح مهدد .. ويفرض أحكاما شاذة [ قرقوشية ] على شعب تعَوََّد على الحرية .. فشرع له الطائفيون .. قوانين تقضي بإعدام كل من يعتنق رأيا معينا ..أو يُتّهَم بالانتماء إلى ( تيار معين )! ..ولو لم يرتكب أي ذنب أو مخالفة !.. وكالعادة فقوانين الطوارئ والمخابرات الطائفية هي التي تحكم .. و[ تُتخَم ] السجون .. بالأحرار من كل الأجناس والآراء ..وترتفع الأصوات في كل مكان مستاءة من ذلك                [ الوضع الشاذ] منادية بتغييره ..أو [ تطهيره ] فقد أمعن في [ تنجيس البلاد ] وقهر العباد ..
.. لقد قتل الآلاف ( أكثر من ألف في وجبة واحدة وفي سجن واحد شمالي البلاد !) من المؤمنين الأطهار والأباة الأحرار ( حماة الديار )..ولا يزال الوطن يبحث عن [ 7 آلاف مفقود ] من أبنائه .. يبدو أن الطائفية المارقة قد قتلتهم في السجون والتعذيبات.. كما فعلت مرارا في أكثر من سجن وأكثر من مكان .. وأكثر من مرة !..
ولا يتورع ذلك النظام الطائفي المهلهل عن اعتقال محامين وأناس محترمين أجلاء- في نظام لا يحب الاحترام ولا المحترمين - ومدافعين بارزين عن حقوق الإنسان والمواطن ..ولو تجاوز بعضهم الثمانين كالمحامي هيثم المالح والمجاهد  مهند الحسيني وبنت الزعيم الوطني أكرم الحوراني وغيرهم كثير..ولو شهد لهم الجميع بكل خير ونزاهة واستقامة وإخلاص للوطن ..ولم يراع النظام الطائفي كبر سن ولا سابقة جهاد ولا حسن سمعة ونصاعة سيرة !
 ويستغل ذلك النظام [العفن ] بعض القضايا [ دعائيا ] لتحسين سمعته وتثبيت وضعه ..
 فكيف يحتضن ( حركات تحرير) وهو يحرس وطنها المحتل ..واحتلاله من أن يزعجه أحد .. حتى أرضه هو المحتلة .. الويل لمن يفكر في الاقتراب من حدودها [ ليزعج] العدو المحتل الجاثم عليها منذ43 عاما ؟!
.. وكيف يدعي مناصرة حركات مقاومة حرة ..وهو يسحق الفكر والمصدر الذي انبثقت منه تلك الحركات ؟!..
 ولقد حذرنا أؤلئك مرارا أنهم [ مجرد رهائن موقوتة ] للمقايضة حين اللزوم ..وحين تنضج المؤامرة وتتم الصفقات ..! ولكن :
          إذا لم يكن إلا الأسنة مركب                فما حيلة المضطر إلا ركوبها !
.. كان الله في عونهم ... وعون غيرهم ..
.. وقد سبق أن أمد ذلك النظام أعداء الإسلام بأكبر كمية من المعلومات في العالم .. عن الإسلام وحركاته السياسية والمختلفة .. ليساعده في حرب الإسلام ..التي يسمونها حرب الإرهاب .. ولا يجد أؤلئك الأعداء أحدا له وزن أو قدرة يستعينون به لتنصيبه بدل هذا النظام الفاسد الذي استُهلِك!  – مع اقتناعهم بأن هذا النظام الذي يحكم – بالحديد والنار – نظام ساقط حكما .. وحتماً مع أية ظروف أوتغيرات .. ذلك أن القوى الوطنية الحقيقية التي يقمعها بشراسة بالغة ..وتقاومه – سلميا حتى الآن -وتعمل على تغييره.. ترفض الاستعانة بالأجنبي .. ضد نظام يتكم في بلادها والذي فرضه العدو عليها وعلى وطنها.... ولا تغر أحداً تلك التصريحات – المتعادية أحيانا -  المتبادلة بين بعض الأعداء وبعض رجالات النظام الحارس لهم المتمني رضاهم ومفاوضتهم وقبول تنازلاته لهم !.. وما هي إلا كلام في الهواء ..ولو كانت في بعض المرات ..نارية !
  في أي نظام يقتل المجندون .. لانتمائهم إلى عرق آخر .. مع أنهم يؤدون ( خدمةالعلم *) لبلدهم .؟! .. فقد قتل ذلك النظام الطائفي العشرات من الشبان الأكراد بمجرد التحاقهم            [ الإجباري ] بالخدمة العسكرية ..ويبدو أنه تحاول استخباراته القرداحية إذلالهم .. فمن وجدوا لديه إباءً وحرية .. عذبوه وقتلوه ثم سلموه إلى أهله جثة هامدة .. مدعين أنه مات بسبب من الأسباب !
.. هذا عدا عن تخريب الاقتصاد ..وتحويل حياة الناس إلى جحيم لا يطاق .. والتذلل على أبواب الأعداء لنيل الرضا .. وتوسل الموافقة على [ التمديد ] للنظام والطائفة التي أوجدت شرخا بين المتسلطين منها وبين الشعب ..وأوجدت أحقادا وثارات .. يبدو أن محوها صعب بدون الدماء والاستئصال ..وهي وسيلة النظام العفن ضد أعدائه – والبادي أظلم !
.. ثم هناك من يُسمح له بانتقاد العدو والتنديد – لفظيا - بتدنيسه –  للمقدسات .. ومع ذلك تُفتح له كل الأبواب ليستعمل ذلك (الوطن الذي يريده إحدى البدائل ) ..ويتهدد نظامه وكيانه وشعبه ودولته صباح مساء- سوقا لفائض ورديء منتجاته المعفاة من كل الجمارك والقيود .. ليتم تغيير [ بلد المنشأ ] ثم يعاد تصديرها إلى كافة بلاد المشرق العربي وغيره وخصوصا بلاد الخليج والجزيرة! .. هذا عدا عن الصناعات المشتركة التي يسمونها مؤهلة ..والتي فرضت الولايات تدنيسها بنسبة معينة من المكونات الصهيونية لتروج في بلاد النجاسات المتحدة وغيرها!
 ولو تتبعنا مشغلات أؤلئك الأقربين عن النجدة – غير اللفظية – للمقدسات التي تُهَوّد وتُهَدد – لما استطعنا أن نستوعب إلا القليل .. في عدة مقالات .. فهم مشغولون بالفساد والسرقات ..وملاحقة الإسلاميين وخصوصا المتبرعين لغزة وأمثالها ومحاولي إيذاء العدو وجواسيسه – الذين يجوسون خلال الديار آمنين آمرين معززين مكرمين -..والذين نجا أحد أكابرهم - من محاولة قتله ومرافقيه - بأعجوبة ..فأصيب معظم الناس بالحزن والإحباط ..وكانوا يتمنون أن يشفي الله صدورهم ويخزي أعداءهم بتطهير الأرض من بعض خبثهم ..إلى أن تحين ساعة التطهير الكبرى ..والتطهير الكامل !..وهكذا ينشغل أمثال هؤلاء – كذلك - بحماية الأعداء ..ورصد الأنفاس ..ولجم الإعلام وتكميم الأفواه ... إلخ .. ومن كان كذلك كيف يكون لديه فراغ لنجدة أحد..ومع أنهم مسؤولون– حكما وأدبيا ورسميا وعقديا وتعاقديا - ..عن المقدسات .. وربما كانوا الوحيدين الذين يستطيعون مقابلة [ عبث الأعداء ] عمليا وبخطوات ملموسة ومؤثرة – غير قتالية [ مما عجز عنه الجميع ..أو هكذا يراد لهم ويظهَرون ] – ولكنهم لا يستعملون شيئا مما لديهم من أوراق متاحة ..وليذهب ( تراث الأجداد ) حيث يشاء ..وليفعل اليهود ما يشاءون فيما يريدون .. فللبيت رب يحميه ..أما حماة الديار والمقدسات وورثة الأمانات وحملتها .. فقد ناءوا بها ..وأصبحت عبءاً عليهم ربما تمنوا أن يلقوه عن عاتقهم ..ويتركوا ( البيت ) للرب الذي يحميه ..والذي توعد :" وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم .. ثم لا يكونوا أمثالكم "!..
.. ومن العجب أنهم تعودوا بدلا من أن يردوا الصاع صاعين للأعداء المتغطرسين المتمردين على الكون ..والذين " علوا علوا كبيرا " .. كأنهم تعودوا أن يقبلوا اليد التي تلطمهم !..          ( ويباركوا لاعنيهم ويحبوا أعداءهم .. وكلما ضربوهم على خد أداروا لهم الآخر ) كما ورد في الإنجيل !!..
.. فإذا وصلنا لبؤرة المشكلة والصراع ..فهناك العجب العجاب ..والأهوال المتنوعة .. !
.. لا نظن أن أحدا يجهل أن ما يسمى سلطة فلسطينية قد أوجدها الاحتلال وأعوانه..وتعمل في ظله وحسب أوامره ..لحراسته وإراحته وخدمته وتبرئته وحمل المسؤوليات عنه وتخدير الشعب المقهور بمفاوضات عبثية ...وخدمات مشلولة .. مقابل رتب ورواتب ومعونات من فتات وأوساخ أوروبا وامريكا واليهود [ من المانحين وحلفائهم ] وتحت إمرة دايتون وأضرابه من الأعداء ..[ وينهب كبار المتسلطين أكثرها ليزيدوا ملايينهم !]
.. هذه السلطة [ المسخ ] بدلا من أن تحتج – عدا الكلام – على العدو ..وتشجع االشعب على الانتفاض والاحتجاج على تدنيس مقدساته وتهديدها وتهويدها.. تقوم شرطتها بحماية العدو ..وقمع المظاهرات .. والاحتجاجات ضده ..فضلا عن المقاومة التي جعلت تلك السلطة الساقطة الخائنة ..كل جهدها وشغلها الشاغل منعها ..واعتقال المقاومين وتعذيبهم ..حتى الموت في كثير من الأحيان – أكثر مما يفعل الأعداء ..! وتسلم السلطة [ التي هي ممسحة لليهود]- تسلمهم سلاح المجاهدين الذي صادرته وغنمته منهم .ويعلم الله كم عانوا وتكلفوا ليحصلوا عليه !... بينما يصول المستوطنون اليهود – الذين يسمونهم مدنيين – ويجولون حاملين السلاح يهددون به أصحاب الأرض والوطن - ..
..أليس من الغريب ..أن تشتعل بالمظاهرات والاحتجاجات الصاخبة ..المناطق التي يسيطر فيها العدو وحده ..ويمنع سلطة الخيانة والسقوط ..من دخولها ؟ ! .. مع أنه يقمع الاحتجاجات الشعبية العزلاء ..بكل شدة ووحشية .. ولكن الشعب [ استيأس ] في ظل صمت عربي مشبوه ..وشلل كامل .. مما جعله يستنتج ..أنه ربما كان جزءاً من صفقة كبيرة تم فيها بيع المقدسات والأوطان مشغولة مأهولة ..وعلى [ المشتري] أن يتدبر أمره مع هؤلاء [المشاغبين]..!
.. هل يعجز اليهود عن قمع الانتفاضة المتنامية في القدس والمناطق المضمومة لهم [ رسميا – بقراراتهم غير المشروعة حتى عند الأمم المتحدة التي أنشأت كيانهم الباطل أصلاً] ..هل يعجز اليهود عن قمع ( الانتفاضة المستميتة ) في تلك البقعة الصغيرة في القدس وأكنافها اللصيقة ويضطرون للاستعانة بشرطة [ دايتون عباس فياض ] التي صاغوها كسائر النظم القمعية المحيطة لتقمع لهم الانتفاضة ؟!.. وليبتعدوا هم عن[الصورة القمعية ] أمام العالم ..ولتوسخ [سلطة أنجاس دايتون فياض عباس] ..أيديها بما عف عنه اليهود ..أو تركوا لهم فعله ..كما جعلوهم ممسحة لأوساخهم – كالمعتاد !
 .. أم تشتعل الانتفاضة كالنار في الهشيم وتمتد في جميع الضفة وغيرها ...ولا تبالي بسلطة وشرطة [الهَمَل ] ..وقد ينضم بعضهم لها ..كما حصل سابقا ..بالرغم من كل الاحتياطات والاشتراطات والقيود والعقوبات ..فلا بد أن منهم من لديه بعض الوعي أو الغيرة أو الوطنية أو الانتماء ولم يتدنس كليا [ كطاقم دايتون ]..– كحاتم عبدالقادر مسؤول ملف القدس سابقا في فتح –[ ذلك الملف الرمزي ]والذي نقل إلى أحمد اقريع ممد الجدار والمستوطنات بالإسمنت – عسى أن يسارع في إمداد اليهود بإسمنته .. قبل أن تستفحل الانتفاضة والانتقادات في وقف بقايا الجدار أو بعض الوحدات الفارغة !... وتحطم في طريقها كل شيء .. بما في ذلك السلطة العميلة وأجهزتها ..وشرطتها وخونتها الأذلاء المتواطئون على بيع المقسات للعدو ..وتجتاحهم أعاصير الغضب الشعبي .. فيلقى عباس وعصابته مصير أسلافهم من خونة الشعوب والمارقين والجواسيس .. فلطالما أعدم الشعب الفلسطيني وعاقب سماسرةً وجواسيسَ وطهر فلسطين من أرجاسهم ونجاساتهم ..ومضوا إلى جهنم [ داخرين ]!
  فإذا انتقلنا إلى الشطر العربي الأفريقي .. فهنالك حدث ولا حرج عن الانشغال بقمع الشعوب وتجويعها و[ بهدلتها ] .. ففي بلاد الستارالحديدي الجديد .. أو يأجوج ومأجوج الصغرى .. هنالك نظام يصلح أن تضرب به لأمثال في الفشل والدجل والفرعنة الفاشلة التافهة وتدجين الشعوب المقهورة [الغلبانة ].. حيث يلعب النظام لعبة القط والفار مع الإخوان المسلمين ..الذي جعل من شغله الشاغل ملا حقتهم ومضايقتهم . فكأنه ليس في البلاد غيرهم ..لكن يبدو أن الأمر ليس بيد [ عبد المأمور] فالقط في أرض الكنانة يعرف أنه حتى [ كبير القوم ..لايستطيع أن يحك رأسه إلا بأمر خارجي ] ووكلاء الآمرين الموساديون وأقرانهم في حضنه يتمركزون في الداخل .. وهم وأمريكانهم يقيمون القواعد السرية ومراكز الرصد لأنفاس الشعب ..لاستشعار أي خطر حقيقي أو متوقع على الصهاينة وحلفائهم ..للعمل على تبديده أو سحقه فورا .. فقد [ ملكوا رقبة الوادي ] ولا انفكاك له من [ ربقتهم ] إلا [ بالشديد القوي ]!
.. والعجب أن ( الإخوان ) وغيرهم يتحملون كل ذلك الاضطهاد والتنكيل .. ويصبرون ( صبر أيوب ) .. فهل ينفد صبرهم ..أو صبر بعضهم....ويعيدون كرة ( تنظيم الجهاد والناجيمن من النار أو جماعة المسلمين ( مصطفى شكري رحمه الله )..) أو غيرهم من المجموعات التي ثارت على ظلم الفراعنة السابقين .ولكن هذه المرة قد يتحد الجميع ويستيئسون ..ويحذرون ويتنظمون جيداً..فتكون ثورة شاملة كاملة .. عسى أن يحيدوا الجيش وحتى الشرطة والأمن المركزي ..وسائر أدوات القمع[ حتىالمخابرات الوسخة ]! .. ليبقى [الفرعون التافه ] وحاشيته.. ويحكم فيهم الشعب والشارع ..حكمه المناسب .. ولا ينفعه نافع ..ولا يفزع له فازع!
.. قل ما تشاء عن بلد كافور .. فمخازيه وبلاويه ومآسيه لا تنتهي وعجائبه وغرائبه [ ومضحكاته المبكيات – على حد وصف المتنبي ] لا تكاد تنقضي ..!
.. أما ما جاور ذلك غربا وجنوبا .. حتى منابع النيل ..وحتى المحيط الأطلسي .. فمشغولون – كغيرهم – عن نجدة المقدسات والقبلة الأولى وثالث الحرمين ..ولكل شغله الشاغل .. بشعبه كيف [ يروضه ويطوعه و[ يشكمه ] ويلهيه ويقمعه] ويحمي بالتالي نظامه .. ويحقق الأوامر بالمحافظة على التجزئة والإفقار والإفساد والتخلف ومقاومة الإسلام الحقيقي العادل المعتدل ..وغير ذلك مما يحرص عليه الأعداء ويكون علاجه الحقيقي أو إنهاؤه خطرا عليهم ..!
.. ويكفينا هذا القدر ..وهذه الإشارات ..حتى لا نطيل ونمل ..- وربما فعلنا -.. ولكن جميع ما نقول وأكثر ينشر يوميا وتباعا في وسائل ومواقع كثيرة ويعلم به كثير من الناس .. بالوقائع والأسماء والأرقام والتواريخ ..مهما حاول [ الفاشلون المستلبون- المقودون من خطامهم  ] تزوير الحقائق وقلبها وتحويل المثالب إلى مناقب ..والإخفاقات إلى إنجازات ..وتلميع [ العمالة والتدمير ] والكذب على الله وعلى الناس ..إلخ  " ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة .. أليس في جهنم مثوى للمتكبرين "؟ ! بلى والله !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق