السبت، 27 فبراير 2010

الشعب المقدسي


عبد النور بوخمخم
الآمين العام للفيدرالية الوطنية
للصحافيين الجزائريين
لن نكون مخطئين ولا متجاوزين الحقيقة عندما نقول أن الشعب المقدسي  أصبحت وجبة أساسية للمئات او قل الآلاف  من المثقفين والمناضلين من مختلف الفئات الاجتماعية والمهنية على تعدد انتماءاتهم ومشاربهم الفكرية والسياسية، تقدم لهم كل أسبوع زادا يشبع جوعهم ويروي ظمأهم،  ونفحات من التعبير الحر والصادق الذي ينبعث من أعماقهم عبر كلمات وحروف وصور. وظلت كما بدأت فاتحة ذراعيها وصفحاتها لكل قلم سيال ينبض بروح النضال و المقاومة، التي أثبتت تجربة الشعب المقدسي ان شعلتها لم تنطفئ في قلوبنا وعقولنا حتى وإن كانت تغيبها بين الحين والآخر أحداث تخيب الآمال وتبعث للحظات شيئا من الوهن في آمالنا وأحلامنا، لكنها سرعان ما تتبدد وتختفي أمام شعاع ساطع من الحروف والكلمات  تنير دربنا من جديد وتحيي فينا روح النضال من جديد، حول قضية هي نقطة التقاء لنا جميعا مهما شتتنا الأفكار والمواقف.
لقد احتضن الأساتذة والزملاء في يومية الشعب بكل سعادة وفخر، الشعب المقدسي، فأفردوا لها عدة صفحات في قلب جريدتهم الغراء بماضيها وتاريخها المجيد في خدمة لغة الضاد وقرائها في الجزائر، وللأمانة كان الحرص الخاص لمديرها الأستاذ عز الدين بوكردوس الأثر البالغ في دفع التجربة لتستمر وتأخذ مداها، ورعاها منذ كانت فكرة لم تختمر بعد في العقول حتى أصبحت واقعا يطل علينا كل أسبوع فنتلقفه بكل اعتزاز وامتنان، وكان يثور وينتفض عندما يخبر بأن دواعي البرمجة التقنية او ظروف اخرى طارئة قد تضطر المشرفين على الشعب المقدسي على إرجاء صدروها ليوم او يومين. وهو من عمل على أن تبقى شعلة الشعب المقدسي وهاجة حتى بعد ان انقضت مناسبة صدورها لمرافقة فعاليات القدس كعاصمة للثقافة العربية في الجزائر، كما حملها الإخوة المناضلون في اللجنة الإعلامية للقدس عاصمة الثقافة العربية بالجزائر، ويعلم الله كم ساعات طويلة سرقت النوم من أجفانهم ولم تغمض لهم عيون وهم ساهرون، يجمعون المقالات والتقارير الإعلامية من أصحابها ويدققون فيها عند التصفيف والتصحيح ويوزعونها على الصفحات ويصففون إلى جانبها الصور ويختارون من العناوين أصدقها تعبيرا عن واقع الحال، حتى إذا تم العمل في آخر الليل أو عند الفجر، حملوها صباحا للطبع حتى تصدر وتوزع في أبهى حلة تسر الناظرين وتجلعنا نصيح "سلمت عيون وأقلام جادت بهذا ولا زال تجود لا تمل ولا تكل.


وسعت الشعب المقدسي في كل مرة لتقدم مادة إعلامية غنية بكل الأجناس الصحفية،  تقارير خبرية وتحليلية تقدم لنا بانتظام  ملخصات دسمة عن مستجدات الحدث والحال في أراضينا العربية المحتلة، كما وتنقل نضال الشرفاء المقاومين الذين لم يستكينوا ولم يهنوا وهم يرفعون مشعل المقاومة عاليا بالكلمة والفعل، كل ذلك برؤية المناضل الذي يتفاعل مع أخبار الأرض المحتلة والمقاومة بحرقة لا تقل عن من هو الداخل،  إلى الحوارات والمقابلات التي كانت في كل مرة تطل علينا برموز شامخة من رموز قضيتنا الكبار، ومن المناضلين الشرفاء حتى من خارج فضائنا الثقافي والحضاري، الذين استفزهم و أثارهم تجبر وغطرسة المحتل واستباحته للأعراض والمقدسات واستهانته بالنفس والروح والدم من دون وازع أخلاقي ولا رادع قانوني، إرهاب دولة همجية مسنودة ومدعومة من كبريات القوى المتجبرة. وصولا إلى التحقيقات والملفات الجامعة التي تدقق في تفاصيل قضية أو حدث لتعري المحتل وتفضح حقيقته كعدو للإنسان والحياة.
وزادت فرحتنا أكثر عندما أصبحت أعداد الشعب المقدسي تتقاذفها العديد من المواقع الالكترونية، التي لها السبق وكبير التأثير والأثر في نفوس كل أنصار القضية، هذه الطبعة الالكترونية للشعب المقدسي نقلتها إلى فضاء أكثر اتساع ورحابة جعلها بين يدي كل من يقرأ وينطق بلغة الضاد، وهي بذلك لا تؤدي فقط رسالة إعلامية ظرفية، وإن كانت كبيرة، بل تؤرخ وتؤرشف لصفحة هامة من تاريخنا وتاريخ قضيتنا الفلسطينية، ونضال الشرفاء منا لإبقاء جذوتها مشتعلة وحية في النفوس.
لذلك ولغيره مما لا تتسع هذه الكلمات لذكره، نقول عاشت هذه العيون والانامل التي رعت المشروع ومدته بأسباب الحياة.
عبد النور بوخمخم
الآمين العام للفيدرالية الوطنية
للصحافيين الجزائريين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق