السبت، 27 فبراير 2010

الولاءات بالمسدسات


حازم عبد الله 
حين يكون الحاكم واثقا بما قدمه لشعبه من منجزات وتنفيذه لتطلعات الناس في الحرية والكرامة والامن فانه ليس بحاجة لان يستجدي رضى هذا الشعب لانه سيمنحه ثقته بالتاكيد ويعلن له ولاءه وتجاوبه وتعاونه معه في استكمال المشوار الوطني الى اخر اشواطه تحقيقا للطموحات وانجازا للمتطلبات . لكنه يبدو ان الكثير من السياسيين العراقيين الذين خاضوا تجربة الحكم خلال السنوات الاربع الماضية واحتلوا مراكز رسمية لم يكونوا اهلا لها ومكنتهم منها ظروف العراق الاستثنائية واوضاعه المتازمة يدركون الان وهم على بداية الطريق نحو الرحيل انهم قد فشلوا فشلا ذريعا في خدمة بلدهم ومواطنيهم وعجزوا عن تقديم كل ما من شانه ان ينقذ البلاد من اوضاعها المزرية امنيا واجتماعيا وخدميا ولذلك فأنهم يستقتلون الان من اجل الحفاظ على كراسي حكمهم المتهاوية مستخدمين ابشع الوسائل وارخصها في سوق النخاسة السياسية التي اعتادوا ان يروجوا فيه لبضاعتهم الفاسدة والكاسدة مبادئ مزيفة . فهؤلاء السياسيين الفاشلين ادركوا فجاة ان لهم شعبا يعاني وان لهم ناسا لهم مطالب وتطلعات نحو حياه امنة رغيدة وان لهم بلدا يحتاج الكثير ليخرج من ازماته القاتلة فبداوا وعلى حين غرة يتقربون من الناس بوعود مكشوف زيفها والاهداف الخبيثة التي تقف وراءها متصورين ان الناس الذين يتوجهون اليهم الان على درجة من الغباء التي تنطلي عليهم مثل هذه الوعود الكاذبة التي يطلقها لهم اولئك السياسيون الفاشلون . ففي اخر وسيلة تؤكد عقم السياسات وتهافت وساءلها واهدافها والتيقن بالفشل فقد لجا رئيس الوزاء نوري المالكي الى وسيلة لايمكن وصفها الا باستجداء الرضا ومعه الاصوات مع قرب موعد الامتحان الحقيقي لتوجه العراقيين الى صناديق الاقتراع لوضع خياراتهم فيها والذي سيكرم فيه سياسيون ويهان اخرون .. لجأ الى اهداء مسدسات الى رؤساء العشائر من اجل كسب اصواتهم وابناء عشائرهم علهم يبعدونه عن موعد الرحيل الذي ازفت ساعته . لكن هذا العمل المفضوح الاهداف والمرامي يتناسى ان رجال العشائر العراقية هم من الوعي والادراك العاليين مايمكنهم من التفريق بين المخلص الحقيقي من المسؤولين وبين مدعي الاخلاص زيفا منهم وبين القريب من تطلعاتهم وامالهم وبين البعيد عنها وغير القادر او غير الراغب فى تنفيذها . ان استخدام اسلوب الهدايا في اغراء الناخبين مع قرب الموعد المنتظر للاختيار الانتخابي اسلوب يؤكد ادراك اصحابه لفشلهم في قيادة العراق وابنائه نحو بر الامان والشروع في التخلص من مخلفات الماضي والبناء على ركامها منجزات واعدة للشعب المظلوم الذي عانى الكثير من الويلات والمصاعب في زمن النظام البائد الذي فشل الحكام الجدد في تجاوز سلبياته الكارثية وتدشين عهد جديد بمعناه الحقيقي عملا وانجازا وليس مسميا يتمشدق به الحكام الذين تسلطوا على مقدرات الناس ليذيقهم عذابات والاما . لقد كان الاجدى من اتباع هذا الاسلوب المفضوح الاهداف في محاولة لكسب الاصوات من خلال هدايا المسدسات هو تنفيذ تطلعات ابناء العشائر في الحياة الحرة الرغيدة . ان عملية تقديم هذه المسدسات لاغراء وكسب رضى الناخبين تدخل تحت طائلة استخدام المال العام والذي هو قوت الشعب .. وذلك لاهداف حزبية وشخصية يعاقب عليها القانون . فالامر يتطلب تحرك المؤسسات المعنية بهكذا ممارسات مثل هيئة النزاهة والمفوضية العليا للانتخاب للاعتراض على ذلك ومحاسبة القائمين عليه والاعلان للشعب عن الاجراءات المتخذة ضد القائمين عليها واعادة الاموال لاصحابها العراقيين الذين يعاني سبعة ملايين منهم من الفقر الذي يعيشون تحت خطوطه الحمراء المنذرة بكوارث اجتماعية خطيرة . على السياسيين الذين يفهمون من السلطة مجرد المكاسب المادية التي يجنونها من وراءها انهم ليسوا بحاجة لاي مغريات يقدمونها لكسب اصوات الناس غير العمل الوطني المخلص الذي يمنحهم الثقة والقبول الحقيقي لدى المواطنين __________________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق