الثلاثاء، 9 مارس 2010

إخوان الجزائر "ضياع حلم"


زهور شنوف
صحيفة الجزائر نيوز
في السنوات الماضية الأخيرة ظهر الاتحاد العام الطلابي الحر في الجامعة الجزائرية، كتنظيم قوي وحاضر بشكل ملفت، بل أنه تفوق على غيره من التنظيمات التي عرفتها الساحة الطلابية والجامعية منذ سبعينيات القرن الماضي، وفي هذه القوة كانت ترتسم ملامح مهمة لمستقبل زاهر لإخوان الجزائر الذين علقوا الكثير من الآمال على الأجيال القادمة لخلق نخبة سياسية مشكلة من إطارات شابة مثقفة تتمتع بالولاء والتنظيم المحكم، الذين راهنوا على بدايته في الجامعة، وهو ما حدث بالفعل، فالاتحاد كان نشيطا، فعالا وتمكن من مد بساط علاقاته في مختلف الأوساط الجامعية، واستحوذ على ثقة الطالب بسبب وضعه المتوهج وظهوره كشريك ومحرك حقيقي للأحداث في الكثير من المرات·· وفي هذه الظروف كان يبدو أن حلم تيار الإخوان المسلمين  ممثلا في حركة مجتمع السلم "حمس"، المحرك الخفي، سائر نحو التجسيد على أرض الواقع وكما كان مخططا له، لكن فجأة ومنذ العام الماضي بدأ وهج التنظيم يتراجع، وتنطفئ جذوته على مختلف الأصعدة، خاصة البروز كواجهة للدفاع عن حقوق الطلبة، وقام بتأجيل عقد مؤتمره التاسع أكثر من مرة، هنا بدأت الشائعات تقدم تفسيرات حول ما يحدث داخل بيت الاتحاد وتتهم بعض مناضليه بتلاعبات خطيرة سقطت معها الكثير من الأقنعة·· ولدحض الشائعات التي بدأت تهز أركان التنظيم دُفع لعقد مؤتمره التاسع بعد تأجيل دام أكثر من ثمانية أشهر، لكن الأيدي الخفية التي تحرك الأحداث لم تتفطن إلى أنها بهذه الخطوة لن تقضي على بعض الشائعات التي تبقى مجرد أحاديث غرف جامعية، بل دفعت بأمور بيتها الحميمة إلى الواجهة، فبعد أن خسرت حمس مجموعة مهمة من إطاراتها في المعركة التي بدأت داخلية وانتهت بانشقاق هو الأخطر من نوعه في تاريخ حركة مجتمع السلم ''حمس''، خلقت جراءه حركة الدعوة والتغيير التي ظهرت في المؤتمر الوطني التاسع للاتحاد العام الطلابي كقوة منافسة استطاعت أن تفرض منطقها وتأخذ الأمور إلى الانسداد معرقلة أشغال المؤتمر الذي كان من المقرر أن ينتهي يوم 6 مارس، لكن نظرا للخلافات الحاصلة في تزكية الأعضاء وعدم الكشف عن الاسم الذي تولى منصب الأمانة العامة في الفترة المحددة، وبهذا تظهر للعيان الهشاشة والانقسام اللذين يمر بهما التيار الإخواني الجزائري اليوم، على المستويين السياسي والطلابي، خاصة وهو يفقد أهم أحلامه ويواجه ثورة عدم الولاء·

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق