الثلاثاء، 9 مارس 2010

الانتخابات عمل من أعمال الاحتلال


ألاستاذ ألدكتور كاظم عبد الحسين عباس
                أكاديمي عراقي

يجتهد الاحتلال في ايجاد وسائل لانجاح مشروعه , هذا أمر يقع في بديهيات تفكير وعمل المحتل وعملاءه, وألبديهي ايضا وبالمقابل ان يفكر المقاومون والمعارضون بسلسلة أفعال ترهق ألاحتلال وأعوانه يجب في تقديرنا ان تكون بعيدة عن النواح واللطم على أعتاب النجاحات النسبية التي يحققها الاحتلال وادواته المحلية . فالمقاومة الباسلة لم يثنها عن الانطلاق لمواجهة الاحتلال أصلا كل ادوات الموت التي يتمترس خلفها ولم تضع في حساباتها حجم القدرة الهائلة على التدمير التي تشكلها الة المحتل في البحر والبر والجو ولا عدد الدول التي ساندته ولازالت تسانده ..فاليقين ان من يحسب خطر الموج لايركب البحر ولا يصل بالتالي الى الضفة الاخرى وان عدم استسلام العراق وقيادته وعدم توقيعها لصكوك هزيمة تثقل كاهل العراق حاضرا ومستقبلا هو أحد دلالات التحدي الذي يجب ان يظل حاضرا في أية ممارسة مقاومة أو رافضة للاحتلال وكاستدلال نير على أن العراقيين قادرين على تحويل مجرى الاحداث بارادة وطنية وقومية واسلامية لاتلين.
  كيف نستثمر الانتخابات بالضد من أهدافها الاحتلالية المجرمة؟
كاي فعل أحتلالي باطل , فان الانتخابات تحت حراب الاحتلال تحمل متناقضات ومتضادات ومشاكل لايمكن للجهة المعارضة أو المقاومة أن تغفلها وهي تسير حثيثا في المشروع المقابل لاسقاط الاحتلال وطرده بصيغتيه العسكرية والمدنية. وأول هذه المفردات سايكولوجية وأعلامية بامتياز وتستند الى رصد التزييف والتدليس الذي يمارسه الاحتلال وأعوانه كسمات طافحة في العملية السياسية الاجرامية, وبما يؤدي الى تحويل جزء الارادة الشعبية الرافضة للاحتلال ولانتخاباته الى قوة ثائرة تؤمن بالسلاح حلا وحيدا أو اساسيا جوهريا لاغنى عنه  من جهة والى تفريغ شحنات الحماس التي يحملها البعض من أبناء شعبنا تجاه فكرة التغيير من داخل العملية السياسية دون ان نخسرهم بالكامل لان من واجب المقاومة ان لاتخسر أي عراقي لمجرد انه سقط واضطر للعيش وربما التعايش بهذا القدر او ذاك تحت ظروف وافرازات الاحتلال الغاشم.ويمكن لكلا الامرين ان يحصلا بهدؤ وحكمة وروية حين نفضح تهالك الاحتلال وازلامه على الانتخابات ومحاولة استخدامها كسفينة نجاة حيث يغرق هو وقردته في بحر متلاطم الامواج سببته وتسببه فصائل الجهاد الباسله. ان العمل بقوة على ابراز مساوئ الانتخابات وزيفها وعدم جدواها وبطلانها وعبثيتها يمكن أن يتم بالتركيز على ما ياتي:
1-    فضح الارقام الحقيقية للمليارات من الدولارات المستخدمة في الدعاية الانتخابية من قبل الكيانات العميلة المختلفة في الوقت الذي يعاني فيه شعب العراق من الفاقة والبؤس والعوز وانعدام الحدود الدنيا من الخدمات . ان المليارات التي انفقت للتعريف بوجوه كالحة ورموز عفنة لايعرفها شعبنا فقط بل تعرفها حتى ابقارنا وكلابنا وطيور الامام الكاظم عليه السلام كان يمكن ان تبني محطات نووية لانتاج الطاقة الكهربائية ومصانع لانتاج السيارات والمعدات الزراعية وتبني جامعات ومدارس وجوامع وتستورد الاف الاطنان من المواد الغذائية . والادهى والامر هو ان هذه الاموال كلها ستمزق وتحرق بعد يوم من الانتخابات ولن تحقق للجياع والبؤساء والتعساء من فائدة تذكر لانها في حقيقة الحال لن تكون سوى امتداد لانتخابات سابقة تقيأ شعبنا رموزها من فمه وعادت لتخترق جسده من جهة اخرى.
2-     ابراز البقاء الحتمي لنهج الاحتلال العرقي الطائفي الممهد للفدرلة والتفتيت حيث ان نتائج الانتخابات سوف لن تخرج عن معادلة ( خوجة علي ..ملة علي ) باي حال من الاحوال وسيجد العراقيون انفسهم أمام ذات الحمار حتى لو تبدل جلاله وانهم لن يحصلوا من مخاض الجبل الذي صور لهم الا على فأر حقير .
3-    ابراز احتمالات العودة الى عنف طائفي عرقي سيسيل المزيد من دماء شعبنا في حالة حصول اي عدم توازن في المعادلات الطائفية العرقية الاحتلالية الامر الذي يعني زيف الادعاءات الديمقراطية تماما . ان فضح هذه النقطة والتركيز عليها من قبل رجال القلم والفكر المقاوم سيعيد الكثير من أبناء شعبنا الى أحضان الحق والحقيقة ويدعم تغيير توازناتهم للاتجاه صوب العمل الجهادي المقاتل للاحتلال وكل تفريخاته.
4-    التركيز على عمليات  الابتزاز و التزوير والتنابز الاعلامي الذي وصل الى حد الاقتتال والتصفيات الجسدية بين اللاهثين وراء الاسترزاق الفئوي او العرقي او الشخصي عبر اكذوبة الديمقراطية تحت خيمة الاحتلال المجرم واظهار هذا التناحر المتعدد الاوجه على انه دليل مضاف لعبثية الانتخابات وعدم جدواها لمن علق عليها الامال واعتبرها دربا لاثاني له  وان كل اللاعبين بهذا العبث هم غير ديمقراطيين ولايفقهون الكنه الحقيقي للحرية والديمقراطية .
5-     ان يعلن انصار المقاومة رهانا بينهم وبين ابناء شعبنا وخاصة الذين شاركوا بالانتخابات من انهم لن يحصلوا على اي انجاز من ازلام الاحتلال لان هؤلاء كلهم هم مجرد ادوات بيد المستشارين الامريكان ولن يخطوا خطوة واحدة باتجاه وطني يخدم العراق وشعبه.
6-     ابراز الخطر الداهم و المحدق بعروبة العراق ووحدة شعبه والتي ستنتهي الانتخابات والعملية السياسية الى تمزيقها حيث العملاء يتوزعون بين السقوط في احضان ايران وبين السقوط في احضان اميركا والصهيونية.

  المقاومة واستحقاقات مابعد الانتخابات الاحتلالية:
     لابد ان نؤكد وبوضوح ان قيادة المقاومة البطلة الميدانية تقف على قدر عال من القدرات الفكرية والعملياتية والرؤى التي لاتنقصها الشمولية ولا الوضوح التكتيكي او الاستراتيجي وان ما نطرحه نحن لايعدو كونه توقعا او تحليلا قد لايلامس توجهات وخطة عمل المجاهدين وقيادتهم .
  اعلنت دولة الاحتلال البغيض على ألسنة كبار ادارتها وسفيرها بان شهورا ستمر بعد الانتخابات قبل تشكيل حكومة الطوائف الجديدة !!. وثمة مؤشرات كثيرة تدلل على ان الزمن اللاحق لاعلان نتائج الانتخابات سيشهد اضطرابات وعمل ميليشياوي واقتتال بين أطراف العملية الاستخبارية الاحتلالية السياسية . ولعل فصائل الجهاد ستجد فرصتها السانحة في انتخاب أهداف حيوية تضربها لتوجع بها جسد الاحتلال المتداعي وتقرب من لحظات انهياره وأستكمال استعداداته للهرب . وأهم من هذا هو أن تبحث الفصائل البطلة عن سبل انبثاق جبهتها السياسية الموحدة التي تتولى التصعيد المطلوب في المواجهة المسلحة وتتصدى لصياغة شكل الحكم الوطني الديمقراطي للعراق المحرر واستثمار نتائج القوة بالوحدة كيما تتحرك ضمن حاضنتها الضخمة التي قوامها 40الى 50 % من العراقيين الذين اعلن الاحتلال واعوانه انهم بصقوا على العملية السياسية ورفضوا المشاركة بالانتخابات على الاقل . وفي نفس الوقت يجب ان تتجه اقلام وفكر منظري وكتاب المقاومة بالانطلاق فورا في استثمار علل وأمراض الانتخابات وظواهرها المفضوحة أو باطنها المخبئ وشواهد فشلها اليقيني لوضع العراقيين الذين حسبوها خطأ وتصرفوا على ان الانتخابات هي السبيل لانقاذ العراق وتغيير أوضاعه وأوضاع الشعب. ان كتاب المقاومة يمتلكون حقائق لاغبار عليها يمكن لو استخدمت بذكاء وبتقنين سليم أن تضع الملايين من أبناء شعبنا أمام الحق الناصع بان الانتخابات لعبة قاصرة ولن تنفع احدا غير العملاء اللاعبين بها. واهم ما يجب الطرق عليه في هذا الاتجاه هو الطائفية المجرمة والعرقية الشوفينية التي لن تغادر العقل العفن للاحتلال وقردته وشعبنا صار يعي تماما مخاطر هذه الاجندات الطائفية والعرقية . ان قولنا ان العراق مستفيد من الانتخابات سواءا غادر قردة الطائفية او جاء قردة التخابر والتجسس الامريكي يقع في هذا الفهم ..في سياق ان العملية الانتخابية تحمل عوامل سقوطها وموتها ان تمكن المقاومين من فضحها كممارسة فاسدة لعتاة اجرام وعمالة فاسدين يحركهم الاحتلال كما البيادق الصماء وان استخدموا نتائجها التي ستثبت خلال فترة قصيرة انها قاصرة عن تحقيق ابسط طموحات المواطن العراقي وان قردة السيرك الانتخابي كذبوا على العراقيين اكثر من مرة وانهم لدغوا جحور بعض المؤمنين اكثر من مرة.

الانتخابات مثل المداهمات والاعتقالات ومثل التصفيات والاعدامات والاجتثاث والاقصاء كلها ممارسات يقوم بها المحتل وقردته ...والانتخابات من جهة أخرى (فكرة) تسقط عندما تتكرر من غير أن تحقق ايا من الاهداف المرسومة لها ودون ان تقنع لا معتنقي الفكرة ولا المراقبين او الذين يؤيدونها بهذه الدرجة او تلك دون ان يفقهوا معانيها وأبعادها او الذين يمارسونها كأمر واقع لاغير .أنها من الممكن ان تتحول الى عاصفة تجتث كل الادعياء عندما تصير مادة غذائية غالية الثمن ولايعرف من يأكلها لها طعما او مذاقا او فائدة أو قيمة غذائية..مادة غذائية تؤكل وتخرج من غير أن تؤثر على الحواس ولا تدخل في عملية هضم تام . والمؤكد ان الانتخابات الاحتلالية تقع في هكذا مسارات للوصف والتمثيل حيث انها تحمل من عوامل الفناء اكثر بكثير من عوامل الديمومة والبقاء ..ونحن من أسقط وخيب كل ممارسات الاحتلال ,,نحن من أسقطنا مهمة اضخم الة عسكرية في الدنيا ...لن يستعصي علينا وأد فكرة خائبة خاوية.

 
    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق