الاثنين، 1 مارس 2010

قمة دمشق ودروس السيادة والاستقلال


عبد الحميد عباس دشتي
منذ سقوط الدولة العثمانية وقيام دول سايكس بيكو وضياع فلسطين ونحن ننتقل من ضعف إلى ضعف ومن ذل إلى ذل كمسلمين وعرب، إذ تحول مصيرنا بيد الاستعماريين بعد أن كنا من أكثر الأمم قوة وعنفوانا ولو باسم الخلافة لا باسم القومية العربية
ومنذ النكبة ونحن نتساءل عمن يحمي عواصمنا، ومنذ النكسة ونحن نحلم بالمحرر الذي يعيد إلينا الكرامة والقوة والقدرة على الإحساس بالأمان أمام مخاطر احتلال إسرائيلي أو أميركي رديف، ومنذ سقوط الاتحاد السوفيتي ونحن نتخوف من العصر الإسرائيلي الأميركي الذي لا راد له ومنذ سقوط بغداد التي أفرحنا فعلا ذهاب الطاغية صدام عن سدة حكمها ولكن أقلقنا كثيرا أن تسقط بيد المحتلين، منذ تلك اللحظة ونحن نفكر في كيف نمنع سقوط عواصم أخرى في براثن إرادات أجنبية ما انفكت تجد سبل السيطرة على بلادنا في السر والعلن وبطرق مباشرة أحيانا وبطرق ملتوية وغير مباشرة في أحيان أخرى
وما ترمز إليه قمة دمشق الأخيرة هو حقا ما رمزت إليه الثورة العربية الكبرى في بداية القرن في تماثل ما رمزت إليه الثورة السورية الكبرى والثورة الدستورية في إيران والثورة العراقية في العشرينيات وثورة رشيد عالي الكيلاني في الثلاثينات وثورة عبد الناصر في الخمسينيات، وهي قمة الاستقلال العربي والإسلامي المسنود بالقوة والإعداد العسكري والسياسي والعلمي والاجتماعي، وهي ثورة الموقف المصر على استقلالية القرار وعلى رفض الهيمنة والاستعمار، وهي حقا قمة بداية نهاية الهيمنة الاستعمارية على الشرق الذي على دوله، ومن ضمنها الكويت ودول الخليج، أن تسارع إلى الالتحاق بمحور القوة والاستقلال، وأن تسعى لبناء نفسها عسكريا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا على قاعدة التكامل مع العرب والمسلمين وعلى قاعدة السيادة الحقة التي تقول لا للأميركي لأنها تستطيع أن تحمي تلك «اللا» دون تهور
سورية انتصرت سياسيا بدعمها القوي للمقاومة اللبنانية وللمقاومة الفلسطينية، وإيران انتصرت حين دعمت المقاومة العربية ولم تكن سورية لتقدر على ما تقوم به الآن من فعل سياسي تاريخي وإيران لم تكن لتقدر على مواجهة ما يواجهه شعبها الآن، لولا اتحادهما في إستراتيجية المقاومة والممانعة في وجه قوى الهيمنة، ولولا أن المقاومة العربية اتكلت في كفاحها على سورية وعلى إيران لم تكن لتنتصر ولما تحولت فلسطين إلى بعض محتل وبعض محرر، ولكنا رأينا المد الصهيوني يطغى من كل فلسطين إلى أراضي العرب، ولولا اتكال المقاومة اللبنانية على دعم سورية وإيران لم يكن لبنان ليصبح ندا في العسكريتاريا لإسرائيل ولو بوسائله الخاصة حاميا نفسه من عدوان الصهاينة بقوته لا بضعفه
أيها العرب لديكم فرصة لتلتحقوا بالمقاومين فافعلوا تستقلوا وتصبح لكم السيادة على قراركم وعلى بلادكم فماذا تنتظرون ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق