الجمعة، 16 أكتوبر 2009

قالوا

لها كل الحقوق والواجبات التي تنزلها منزلة سامية لغتنا العربية لغة القرآن الكريم والتي لا تدعو إلي تفرقة بين مذهب وآخر بل توحد الجميع بنهج ومنهج عميق الرؤي بكل شفافية وبعيدا عن الفرقة والتمزق والتناحر علي زعامة قزمية ومناصب هزلية وجشع أعمي لا يضمن غير الذهاب إلي باب الآخرة بلا عمل صالح أو سمو عقلي وإبداع جدير بالبقاء بين أجيال تحلم بغد ومستقبل باسم ؟

وهذا ما تفشي في عالمنا العربي للأسف بين أبناء الوطن فكل يمضي بعيدا عن الآخر هذا شيعي وذاك سني وثالث لادين له ورابع ينتظر حكما من المحكمة العليا لوضعه علي رأس طائفة ما ؟

لنتحسر في أعماقنا علي المفرد العربي الذي جال وصال في العالم يوما ما باسم اللغة المبدعة التي وحدت شعوبا وأخرجته من ظلمات الجهل في أوربا نعم تجاوزت كل الخطوط بمنهج علمي قائم علي العدالة التي حرمنا منها اليوم في أوطاننا كأننا غلمانا لامرأة من كوكب آخر ؟

المعارك اليمنية مع الحوثيين في صعدة بين دولة ومواطن هو في الأساس يحمل هويتها فأين صوت العربية وعقل الناطق بها اليوم ؟

وهذا ما يحدث في العراق العربي هو رفض صورة الإبداع العربي الذي يدعو الجميع إلي وحدة صف واحد دون النظر إلي أوهام تعيد العقل والجسد والتاريخ إلي بداوته الأولي فنفقد جميعنا النطق ونتحول إلي مرتدي أوراق الشجر كما صور لنا تاريخ القدماء علي معابد الخلود ؟

فهل نجد من يلم الشمل العراقي والفلسطيني واليمني والعربي بوجه عام بعدما انتشرت الغرائب والعجائب بين الأسرة الواحدة التي فقدت لغة الحوار تماما ولم يعد لديها وقت غير رؤية عورات الآخرين وتمزيق وتفتيت وتحقير الآخر دون مناسبة وبمناسبة وهنا أجاهد معكم بقلمي المتواضع في لم الشمل العربي تحت المسمي الذي تختارونه بإرادتكم الحية ودون أملاء شروط من أحد ؟ لأنني لا أتصور عالمنا العربي بدون القدس عاصمة له وبغداد الرشيد تحضننا جميعا تحت لواء الحرية والثقافة الأصيلة التي فتنتني صغيرا لدرجة كان حلمي دائما هو الصلاة في المسجد الأقصى والشرب من مياة دجلة والفرات زيارة حديقة بابل رمز الحضارة والإبداع العراقي أي أن كانت بابلية آشورية سامرائية .. كلندانية الخ ؟

نعم لأن التاريخ جزء من ترجمة رحلة العقل لغد ومستقبل وبدونه تسقط كل سطور لاتعرف إبداع ؟

هنا بيت العود العربي الأصيل الذي يشدونا بأعذب الألحان كما تنادينا القدس دائما لنصرتها مهما كانت عملة وهوية السجان ؟

قالوا وقلنا لها لا تمرضي مهما فعل بك السفهاء ونالوا من بعض الكبرياء فمازلت عذراء الشعر والتاريخ والدين والحرف المضئ لرحلة قادمة ؟

نعم قالوا أنك حبيتي وعشيقتي الميمونة والتي حركت في وجداني مشاعر وطن كبير ؟

نعم وقلت لهم آمين آمين ؟

تذكرت رحلتي في الحوش رقم 18 في مدينة سرت الليبية وكان يضم كل ليلة مبدعي العربية من سوريا ... المغرب .. فلسطين .. مصر .. تونس .. الجزائر.. السودان .. العراق بكل طوائفه وأهله الشيعة والسنة ونحن نتفق جميعا أننا عرب لا نعرف لغة غير العربية فكان النداء عميقا ومسافرا في أغوار النفس المتعطشة إلي الترحال والمغامرة مهما كانت التحديات ؟

كان الحوار متواصلا لم ينقطع بين أبو عدنان .. وأبو نجم .. وعلي نثر سد خان .. وقيس سعيد .. ومحمود الدلاتي ... وفريد سليمان . وعبد الصاحب .. وعبدالجبار .. ونزار .. وغيث مسعود .. وشخصي المتواضع ؟

نعم كان حوار فتي فيه صوت وفلسفة وطن ؟

يضمنا مسجد واحد للصلاة يوم الجمعة ونصوم رمضان ونرفض الخوض في أعراض الآخرين ؟

نأكل الكبة العراقية .. والمسخن الفلسطيني .. والحمص السوري .. والفول والكشري المصري .. والكسكسى المغاربي .. ونلهو معا بلغة الأصدقاء وتذكرت عندما كان يمرض أحدنا تجدنا أسرة واحدة بجانبه لم نشعر بغربة ولا ضيق بل ظلت رؤية كل منا للآخر قائمة علي التقدير والمودة ؟

قالوا لا لكل الصراعات ورفض نداء الأوهام فكانت رحلة في عقل عربي وجسد له رحيق وشذي الأبطال

قالوا نعم لعروبتنا مهما حاول كل الأعداء والكسالى والمرضي تغييب السطر العربي المبدع فكنا نقرأ معا لمحمود عباس العقاد .. محمود درويش ... نزار قباني .. المهدي الجواهري ... عبدا لعزيز المقالح .. غادة السمان .. نتصفح وجوه جديدة من رحيق المبدع العربي ؟

يتجدد اللقاء ويبقي الحلم في مواصلة المشوار نحو استعادة المكون المعرفي لحضارة عربية

وقلت سوف يبقي حلمي الصلاة في المسجد الأقصى وزيارة بغداد العربية ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق