الجمعة، 16 أكتوبر 2009

يا للعار

النفطي حولة : ناشط سياسي ونقابي : 16 أكتوبر 2009

منذ أيام قليلة عرض تقريرقولدستون في مجلس الأمن للتصويت عليه .وكان قادة العصابات الصهيونية الارهابية قد أصابهم ما أصابهم من حيرة وقلق. فقد توجسوا خيفة باعتبار أن ما جاء في التقرير يصل الى حد تجريمهم ومحاكمتهم كمجرمي حرب ضد الانسانية حسب قوانين الأمم المتحدة ومنها خاصة قوانين جينيف الدولية وخاصة منها اتفاقية جينيف الرابعة . ولكن تجري رياح العربدة الصهيونية بما لا تشتهيه سفن محمود عباس اللاهثة وراء ربان القيادة الصهيونية حفاظا على سلطة وهمية على كانتونات معزولة لا سيادة وتأتمر بأوامرمن الكنيست والبيت الأبيض . ففي حين قولدستون اليهودي الأصل يبحث في حقيقة الجريمة الصهيونية العنصرية ويصل الى ادانة ومحاكمة قادتها فها هو رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يهديها صك البراءة والتسامح . فهل تعد سلطة وطنية هذه التي تفرط في محاكمة العدو المحتل بل وتعمل من وراء الستار على ملاقات قادة العدو في واشنطون لتمكنهم من حبل النجاة مقابل وعود واهية بما يسمى باطلا باحياء مفاوضات السلام المزعوم ؟. فهل تعد سلطة وطنية هذه التي لا تحاسب ولا تحاكم من كان سببا في التنكيل بشعبها ؟ فكيف تكون سلطة وطنية هذه وقد قامت بالأمس قبل اليوم برفض استقبال أعضاء لجنة التحقيق الدولية التي تأسست من أجل دعم أهل غزة الأبية وفضح الجرائم الصهيونية ؟ فكيف تكون سلطة وطنية هذه التي تلهث وراء الحفاظ على المعاشات والأتاوات من الرباعية وتنسى أو تتناسى التمسك بالثوابت الوطنية أو حتى بالحد الأدنى الوطني كحق العودة والتمسك بالقدس عاصمة لفلسطين وانهاء الاستيطان ؟ فكيف تكون سلطة وطنية هذه حينما تتهم المقاومة الوطنية المسلجة بأنها تطلق الصواريخ العبثية وأنها تقوم بعمل مغامر ؟ فهل الوطنية تتمثل في التمسح على أعتاب الحجر الأبيض وتقبيل أيادي من لطخ أبناء شعبنا بالدماء وقام ولا يزال بالعديد من المجازر الوحشية والاعتقالات العشوائية وتهديم المسجد الأقصى ؟ فأين الصرخة الوطنية والقومية والدينية ضد من يقومون بتهويد بيت المقدس ؟ فأين هي السلطة الوطنية مما يجري لأهلنا في القدس وما يتعرضون له من تطهير عرقي بكل المقاييس فاق كل التصورات؟ فهل هذه السلطة الوطنية لها عين واحدة تنظر بها وهي الامتيازات والوظائف والرشوة مقابل القيام من حين لآخر بدور شكلي في جلسات تفاوضية ماراطونية صورية الغاية منها تبرير تسلطهم على رقاب أبناء صلاح الدين في فلسطين ؟ فهل لا يكفينا في الوطن العربي جلبيي العراق حتى نصنع جلبيين جدد ؟ ألا يكفينا كرزاي أفغانستان حتى نصنع كرزاي رام لله ؟ ألا يعد من يبررالمحتل على جرائمه المفضوحة في وضح النهار خائنا لأمانة الشعب؟

فأين صلاح الدين ؟ وأين أبناء حطين ؟

و أين وأين عباس من قضية شعب فلسطين ؟

فيا للعار على من شاب قرناه وهو على الحق يساوم

فيا للعار على من مد يده للعدو وظن أنه يقاوم

فيا للعار على من لا يحس لا بالندامة ولا بالعار .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق