الاثنين، 26 أكتوبر 2009

الفرا: حماس ستوقع دون شروط وفتح لن تلجأ للقوة بإعادة غزة


غزة-النهار-

وصف محافظ خانيونس وعضو المجلس الثوري بحركة فتح د أسامة الفرا التداعيات والتشهير من قبل حماس فيما يتعلق بتقرير غولدستون على أنها كلمة حق يراد بها باطل، ولعل الأيام أثبتت أن حماس تخفت حول تأجيل التقرير للتهرب من المصالحة الفلسطينية، وكان الأولى بحماس أن تسترجع تعليقاتها على اللجنة من اليوم الأول لتشكيلها، وتنديدها بالتقرير على اعتبار أنه يساوي بين الجلاد والضحية، .

وأضاف الفرا خلال حوار مع مراسلة وكالة النهار الاخبارية أن الأمر لم يتوقف عند ذلك بل نددت بموقف السلطة المرحب بالتقرير .

وأوضح الفرا أن حماس لم تكن تتوقع أن يتم عرض التقرير مرة أخرى بهذه السرعة على مجلس حقوق الإنسان وتصويت 25 دولة لصالح القرار وهذا تناقض مع ما كانت تهدف إليه من تأجيل المصالحة بحجة التقرير. .

انتخابات

و حول خطاب الرئيس عباس قال الفرا: أن الرئيس محمود عباس أكد في خطابه على أن المرجعية القانونية للعملية السياسية هي القرارات الدولية وجدد تأكيده على ضرورة وقف الاستيطان باعتباره التزام دولي لمعاودة المفاوضات، وعبر فيه عن التزامه بالدستور من خلال الدعوة لانتخابات رئاسية وتشريعية في يناير القادم مشيراً في الوقت ذاته إلى استمرار العمل لتحقيق المصالحة الفلسطينية.

دستور

وفيما يختص برؤية حركة حماس أن دعوة الرئيس عباس لانتخابات في الرابع والعشرين من يناير القادم أنها دعوة غير شرعية وغير دستورية واتهام أحمد بحر الرئيس عباس منتحلا شخصية رئيس السلطة الفلسطينية قال دأسامة الفرا:

أولاً الدستور مكتوب بلغة عربية إلا أنه يبدو أن حماس لم تعد تجيد العربية، ولم لو يصدر الرئيس مرسوماً بالدعوة لانتخابات في يناير القادم لكان في ذلك مخالفة دستورية تنسف مضمونه ومرتكزاته، وثانياً أن الدعوة جاءت للشعب الفلسطيني ليختار قيادته ولن نستأذن هذه الدولة أو تلك في العودة إلى شعبنا، ومن يخشى قرار الشعب لا يصلح لقيادته، .

وأضاف: أما دعوة أحمد بحر لمحاسبة الرئيس بتهمة انتحال شخصية الرئيس فكان عليه أن يحدد لنا من هو الرئيس الفلسطيني الذي تم انتحال شخصيته، كي نقف على حقيقة من يحترم الدستور ومن يضرب بعرض الحائط مواده الواحدة تلو الأخرى، وإن كان لا بد من محاسبة فيجب أن يحاسب من يرفض المصالحة ويتهرب منها. .

فرصة أخيرة

وفى معرض رده على سؤال في حال رفعت مصر يدها عن ورقة المصالحة الفلسطينية ما هو مستقبل المصالحة وهل ستتحقق دون تدخل مصر قال الفرا: أنه على مدار أشهر بذلت مصر جهوداً مضنية لإبرام المصالحة الفلسطينية، وذهبت إلى ما لا نهاية لاسترضاء حماس ولعل الورقة المصرية الأخيرة حققت لحماس كافة اشتراطاتها ورغم ذلك وافقت حركة فتح عليها دون ملاحظات وهي كثيرة، وجاء الرفض أيضاً من حماس، .

ونوه الفرا قائلا : أنه لا يعتقد أنه بقي في جعبة مصر ما تقدمه لنيل قبول حماس، وقد تكون الورقة المصرية هي الفرصة الأخيرة لتحقيق المصالحة، ورفض حماس لها أو وضع اشتراطات أخرى سيجهض المساعي المصرية ،ولن تتمكن دولة أخرى من تحقيق ما عجزت عنه مصر، .

وتابع الفرا: وأعتقد أن حماس تخطيء كثيراً إذا فوتت فرصة الورقة المصرية، وإن كانت حماس دوماً تدعي بأن الرئيس يرفض المصالحة نتيجة إملاءات أمريكية، فها هو الرئيس وقع على الورقة المصرية وسلمها للقيادة المصرية، ولكن يبدو أن من يرفض التوقيع حتى تاريخه سلم إرادته لقوى إقليمية تتبجح بأن دعمها لها ما هو سوى استثمار لتحقيق مصالح ذاتية.

مماطلة

وفيما يتعلق بورقة المصالحة أردف الفرا قائلا: من يرفض التوقيع على ورقة المصالحة هو بالتأكيد من يتحمل لوحده المسؤولية الكاملة على فشلها، ولعل الموقف الذي اتخذته بعض الفصائل الفلسطينية خلال الشهور الماضية في تحميل الطرفين مسؤولية الانقسام هو الذي أوصلنا إلى هذا ، وكان الأولى بهذه الفصائل أن تحدد الطرف المعطل لها دون تسويف أو تمييع، وأعتقد أنه لا يحق لأحد اليوم استخدام نفس المصطلح في تحميل المسؤولية للطرفين، .

جرم

وعن البدائل المطروحة في حال تخلي مصر عن ورقة المصالحة قال: نأمل أن تواصل مصر جهودها لتحقيق المصالحة، ويجرم بحق شعبه من يسعى لتفويت الفرصة الأخيرة، لأن فشل الجهود المصرية سيدفع شعبنا إلى دائرة الإحباط ودفع فاتورة الانقسام بمزيد من المعاناة والألم، .

وتابع : ولن تتبقى لنا بدائل في حال تخلي مصر عن ورقة المصالحة، لأن فرض الحل العربي غير قائم لاعتبارات عدة، وبالتالي نحن أمام الفرصة الأخيرة ونأمل أن تتراجع حماس عن موقفها الرافض للمصالحة قبل فوات الآوان.

وعلى صعيد استخدام فتح القوة لإعادة غزة قال الفرا: أعلن الرئيس مراراً أن فتح لن تلجأ للقوة لإعادة غزة بأي حال من الأحوال، وفي اعتقادي أن هذا الموقف تجمع عليه حركة فتح، .

وأضاف : أن فتح أكدت دوماً على حرمة الدم الفلسطيني لا يمكن أن تحيد عن هذا المبدأ مهما كانت الأسباب، وحركة فتح تؤمن بأن إعادة غزة فقط من خلال الحوار أو صناديق الانتخاب.

تهدئة مجانية.

وعن تمسك حركة حماس الآن بتهدئة مجانية رغم رفضها تلك في السابق ، وموافقتها على حل الدولة ذات الحدود المؤقتة رغم أن السلطة رفضتها نوه الفرا:

أن التهدئة اليوم مجانية والأمر لم يكن كذلك في السابق، وآخرها قبل الانقلاب مباشرة حين تم وضع مسودة النقاط التسعة مقابل التهدئة ومنها فتح المعابر بما فيها معبر رفح وإعادة أعمار المطار ووقف الاعتداءات والتوغلات والملاحقات الإسرائيلية ورغم ذلك رفضت حماس الورقة فيما تقدم اليوم التهدئة على طبق من فضة للحكومة الإسرائيلية، والأمن الذي تنعم به إسرائيل اليوم لم يتوفر لها منذ سنوات طويلة. .

وأكد الفرا : أن قبول حماس لفكرة الدولة المؤقتة فيه تخلي عن كل الثوابت الفلسطينية التي تشكل خطوطاً حمراء لا يسمح لأحد بتجاوزها .

مستجدات

وعن توقعاته لمستجدات طارئة تحول الأمور عن مجراها قال محافظ خانيونس د أسامة الفرا: أن المرسوم الرئاسي حدد موعداً للانتخابات الرئاسية والتشريعية، والقيادة ماضية فيه تماشياً مع الدستور، وقد تعرقل حماس الانتخابات في غزة وتضع نفسها في موقع المعرقل للعملية الديمقراطية، وسينعكس ذلك من خلال تفاقم الوضع المأساوي في قطاع غزة، ولن تتمكن حينها حماس من الحديث عن شرعيتها .

وعبر الفرا بختام حديثه عن أمله أن تتراجع حركة حماس عن موقفها الرافض للمصالحة وأن توقع على الورقة المصرية دون ملاحظات أو اشتراطات جديدة، وأعتقد أن حركة حماس ستفعل ذلك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق