الأربعاء، 4 نوفمبر 2009

نصيحة وجهت لك يا عباس

كم نصيحة قدمت لك يا عباس، وكم من موقف ذكرت به لكي ترتدع عن سياستك الحمقاء وخطوطك الأمنية الغادرة التي أصابت عمق الكيانية النضالية والقتالية للشعب الفلسطيني، كم من مرة قلنا لك أن الصهاينة يستثمرونك من توسع إلى توسع في المستوطنات.

أكثر من ستة عشر عاما ها هو العنصري القاتل ليبر مان يذكرك ويفضحك ليقول "أن السلطة الفلسطينية كانت تفاوض بدون شروط وبدون طرح تجميد أو تعليق التوسع في المستوطنات"، لعل ليبر مان أراد أن يذكرك قبل أن نبادر كعادتنا بالهجوم عليك لسياستك الحمقاء، وربما ليبر مان أصبح مقتنعا بأن لا شيء لديكم ليستثمروه.

منذ أوسلو الحمقاء وأنتم تذهبون بالشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية إلى جرف صعب ترميمه، وقال لكم الجميع أنكم تسيرون في خدمة القضايا الصهيونية وبرامجها ولم ترتدعوا.

ركبتم رؤوسكم وذهبتم إلى مؤتمر أريحا لعل أوباما قد يقدم لكم شيئا بعدما خذلكم بوش أيضا، ذهبتم إلى مؤتمر أريحا في فبركة وتزوير كآخر ضربة لكم للكيانية الحركية لمؤثراتها وعواملها النضالية، وذهبتم أبعد وأكثر لكي تسيطروا على اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وعلى أقدار حركة فتح في عملية تزوير واضحة مهد لها الكاهن الأكبر سليم الزعنون أبو الأديب، وقاد خطوط الإنقلاب الأولية في الخارج محمد راتب غنيم، لعل إجراءاتكم هذه تلقى استحسانا لكي يعطف عليكم اوباما ويحاول أن يقنع حكومة القاتل ناتنياهو بتجميد الإستيطان فقط ولو لفترة وجيزة لكي تحفظوا ماء وجهكم أمام شعبكم والشعب العربي والإسلامي، وخابت آمالكم ولم يبقى إلا ما أبقيتموه من قتل معنوي ومادي لحركة النضال الوطني الفلسطيني لتخرج من أيديكم آخر ورقة بديلة يمكن أن تعيد كرامة التجربة الفلسطينية وأصولها.

نعتقد أنك تهوى اتباع الخطوط الخلفية "feed back" هذا ما أعلنتموه مرارا في علاقتكم مع العدو الصهيوني، ولعلكم اليوم تستخدمون نفس الصيغة ونفس الأسلوب والمراوغة والمناورة لتتحدثوا أنكم لم تفشلوا في لقاء أوباما بحضور الغادر والعنصري ناتنياهو لتتحدثوا عن الإنسحاب من الأراضي التي احتلت عام 67، ويتحدث فريقكم المهزوز أن لا تفاوض بدون تجميد المستوطنات، فهل تعود إلى رشدك؟، نريد الآتي:

1- أن تعلن من داخل رام الله لكي يسجل لك يوما أنك كنت نوعا من أنواع المناضلين وأقلهم في الوصف، أن استراتيجية منظمة التحرير وحركة فتح هو اقامة الدولة الديمقراطية على الأرض الفلسطينية.

2- تفكيك جميع أدوات وهيكليات الإتصال الأمني مع العدو الصهيوني.

3- رفع الحظر عن الأنشطة النضالية والقتالية لكل فصائل المقاومة بدء من كتائب شهداء الأقصى إلى القسام إلى سرايا القدس وجميع فصائل المقاومة.

4- أن تعلن عن عقد مؤتمر وطني بناء على اتفاقيات القاهرة.

5- الإعلان عن مؤتمر حركي عام عاجل تشكل له لجنة تحضيرية محايدة يحمل اسم المؤتمر العام السادس لحركة فتح، ومكان انعقاده خارج الوطن.

6- الإعلان فورا عن قيادة مؤقتة لحركة فتح من فلسطينيي الخارج والداخل.

7- تشكيل بنية تحتية قيادية لفصائل العمل الوطني والإسلامي بصدد تشكيل أطر بلدية وقروية لإدارة مصالح الشعب الفلسطيني داخل الضفة الغربية.

8- أن تعلن بعد إعلانك تلك الإجراءات عن استقالتك من السلطة، ويفضل أن تتم الإستقالة وأنت خارج الوطن أنت ومستزلميك.

أعتقد أننا قدمنا تلك المقترحات أكثر من مرة، ولأنه لم يبقى لديك شيء لتقدمه أو لتبرره عن الحقبة الماضية وما تم استغلاله بوجودك في رئاسة الوزراء أو رئاسة السلطة من العدو الصهيوني، وكما اعترف مساعدوك وأولهم قريع بأن مفاوضاتكم كانت كاستغلال وقت من قبل اسرائيل للتوسع ومحاولة سيطرتها الكاملة على القدس، أعني الديموغرافية والمؤسساتية، ولأن ناتنياهو وأوباما لم يقدموا لك شيئا الآن، ومازال الوضع قائما كما هو عليه بالنسبة للسياسة الصهيونية في الضفة الغربية، فأعتقد أن مبرراتكم بطرحكم الانسحاب الصهيوني إلى ما قبل الرابع من حزيران عام 65 هو مجرد مناورة لها احتمالين:

الاحتمال الأول/ هو نوع من سياسة التلميع بعد ضعفكم وبعد رجوعكم بكفي حنين لتقولوا لفصائل العمل الوطني والإسلامي أنكم أصبحتم من التيار المتشدد، وهذا يؤدي إلى البطء في عملية سقوطكم وسقوط سياساتكم المدوي أمام الشعب الفلسطيني والشعب العربي والإسلامي.

الاحتمال الثاني/ أنكم طرحتم هذا البند كمناورة دبلوماسية كما تروها رفع مستوى المطالب لكي تقر إسرائيل بتجميد المستوطنات بسقف زمني، وكلا الاحتمالين لا نرى الإصغاء لهما من خلال اجراءاتكم التي مورست على الضفة الغربية وعلى حركة فتح وعلى مناضلي حركة فتح، فلم يعد يفيد طرح المبررات وسياسة اﻠ feed back، تتذكر ما طرحتموه عندما تم فضحكم من أمير قطر وقلتم وقلتم وقلتم، وبين ذلك جبنكم، والآن تقولون ان ذهابكم للقاء ناتنياهو بحضور أوباما كان بضغوط عربية، أي ضغوط هذه التي تجبر زعيم أو قائد أن يتخلى عن ثوابت شعبه؟

فكفى مهزلة يا سيادة الرئيس المنتهية شرعيته..

سميح خلف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق