الأحد، 7 فبراير 2010

خلفاء المبحوح قد يجعلوا الاحتلال يندم على اغتياله



قبل نحو 14 عاما أعلنت دولة الاحتلال أنها "باتت تتنفس بشكل أفضل بعد إعلان وفاة اخطر رجل ، ألحق الأذى بالعديد من الإسرائيليين، كان يعيش على السيف وبالسيف مات»، هكذا لخص موشيه شاحل الذي كان يشغل منصب وزير الأمن الداخلي في الحكومة الإسرائيلية الأجواء بعد اغتيال المهندس يحيى عياش، والذي كان مجرد ذكر اسمه كفيلاً بجعل الإسرائيليين يرتعدون.
مظاهر الفرح والارتياح  التي سادت الأوساط السياسية والحزبية، حكومة ومعارضة على حد سواء يوم اغتيال عياش  تشبه الى حد كبير رد الفعل على اغتيال  القيادي العسكري في حماس محمود المبحوح في العشرين من يناير الماضي .
المعلق العسكري لصحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية يرى أن  تصفية المبحوح في دبي أوضحت لحماس مدى عرضتها للاختراق والى اي مدى تعتبر علاقتها مع إيران معروفة ومكشوفة.
اليكس فيشمان تحدث في مقال له بلغة تشف مشيرا إلى  أن الأضرار بدأت تتضح من الآن, منوها إلى ان تصفية المبحوح تقطع- لفترة ما - قناة الأكسجين الضرورية للقطاع.  وللتذكير فان تصريحات وتحليلات مماثلة وأكثر صدرت أيضا عقب اغتيال عياش منهم على سبيل المثال, يهودا باراك الذي كان يومها وزيرا للخارجية، حيث قال في تعليقه بأن عملية اغتيال عياش ستمنع المزيد من سفك الدماء على المدى البعيد.
بينما كان أفرايم سنيه أكثر جرأة حين عبر عن سعادته لغياب المهندس قائلاً: «أنا فرح لأنه قتل ولم يعد موجوداً في هذه الحياة, وأما وزير الأديان الإسرائيلي، شمعون شتريت، فقد أشاد بالمسؤولين عن تنفيذ الاغتيال.
خلال السنوات التي تلت اغتيال المهندس اكتشف قادة الاحتلال الأمنيين والسياسيين إلى أي مدى كانوا مخطئين ... فقد كان عياش النسخة الأولى من المهندسين ..البداية ..ولاحقا واجهوا النسخ المعدلة من المهندسين الذين طوروا أسلحة كتائب القسام ,  وتشكل لاحقا قسم التصنيع العسكري في الكتائب ,حيث أصبح أكثر مهنية وفتكا وتطورا .
في دولة الاحتلال هناك من يعلم هذه الحقيقة بل ويحذر من الإفراط في التفاؤل من نتائج سياسة الاغتيال مثل  يوسي ميلمان  الخبير العسكري الذي ذكرهم  في مقال له في  هآرتس ان سلسلة الاغتيالات  لابي جهاد من فتح (1988)، ولزعيم الجهاد الاسلامي فتحي الشقاقي (1995) ولعماد مغنية من حزب الله (2008)، التي وجهت ضربات شديدة الى منظماتهم، لم تجعلها تنهار , كيف يكون الأمر والرجل المغتال من طبقة متوسطة كالمبحوح.
وأضاف: "لكل نشيط (إرهاب)، مهما يكن رفيع المستوى، وريثا ينهض سريعا يكون أحيانا أفضل منه وأكثر تجربة".
النتيجة التي توصل لها ميلمان حاضرة دائما في حماس ...تجربة الحركة في أكثر من محطة كانت تقول ان الورثة في الغالب أفضل.
المبحوح لم يكن شخصية سرية بعيدة عن الأضواء, بل كان ضابط اتصال أكثر منه شخصية عسكرية سرية، لذا فان ورثته غير المعروفين من المتوقع أن يديروا الحرب السرية مع الاحتلال بطرق أكثر حذرا وحرفية نظرا لطبيعة النتائج التي خلفها اغتيال القيادي المبحوح.
حماس التي تحدثت عن الثأر لاغتياله في موجة غضب وردة فعل آنية ..ربما تجد أفضل طريقة للثأر في تطوير عمل ومشاريع المبحوح وتترك لنتائجها الرد ,بدل ان تدخل في فخ الانتقام والثأر.
       يوسي ميلمان يرى ان أجهزة أمنهم ربما تكون دخلت الشرك الذي نصبته لحماس ويقول : يبدو أحيانا ان (إسرائيل) في شرك يصعب عليها الخلاص منه. لا تستطيع كبح جماحها , هذه النشاطات وعلى رأسها الاغتيالات لا تؤثر في الأمد البعيد في ميزان القوى. سيكون لانصراف المبحوح تأثير هامشي في الصراع بين حماس و(إسرائيل) وسيوجد له أيضا بديل ملائم.
ويضيف:"دخل المبحوح ولايته بنجاح كبير على أثر اغتيال سلفه الشيخ خليل في دمشق في 2006. ولهذا يوجد لعملية اغتياله تأثير تكتيكي فقط".
الأمر المؤكد انه في اليوم التالي لاغتيال المبحوح استطاعت حماس إيجاد البدلاء وليس بديلا واحدا ليحل مكانه, سوف يدرسون تركة المبحوح ويراكمون عليها  لتظهر  مهارات وقدرات أفضل, وإذا كان المبحوح هو المسئول عن إيصال السلاح والصواريخ الى غزة فمن الصعب التكهن الآن ماذا يمكن يقدم خلفاء المبحوح. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق