الأحد، 7 فبراير 2010

حوار مع الناطق الرسمي للمجلس السياسي للمقاومة العراقية الأستاذ عبد الرحمن الجنابي


بسم الله الرحمن الرحيم

نود أن نطمئن إخواننا على حال الجهاد في العراق من عدة جوانب: الجانب الأول: هو القدرات النوعية للمجاهدين من حيث التدريب وتأهيل المقاتلين، والبناء التربوي والفكري، لأفراد المقاومة. الجانب الثاني: في تنامي قدرات الفصائل الجهادية في التصنيع وامتلاك الأسلحة المناسبة للعمل في المرحلة القادمة وخاصة الصواريخ التي تتنامى مدياتها يوما بعد يوم. الجانب الثالث: تنامي الأداء السياسي للمقاومة الذي بدأ يتكامل مع الأداء الميداني ليمثل التنظيمات الجهادية ...
مع تصاعد وتيرة الأحداث في العراق وتتابع بعض الفئات والأفراد والجماعات على العملية السياسية يبقى خط المقاومة العراقية يعمل وفق خط بياني متصاعد محققا تقدما في توحد بعض قوى وفصائل هذه المقاومة تحت لواء المجلس السياسي للمقاومة العراقية , موقع (قاوم) كان له هذا الحوار مع الأستاذ عبد الرحمن الجنابي الناطق الرسمي للمجلس السياسي للمقاومة العراقية .
س1) موقع قاوم:  متى انبثق المجلس السياسي للمقاومة العراقية ؟ وما أهمية هذا الانبثاق؟
ج1) عبد الرحمن الجنابي:
بسم الله الرحمن الرحيم.
بداية ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أتقدم بالشكر والتقدير لأسرة موقع قاوم على دعوتهم لنا للحوار مع جمهور هذا الموقع المبارك... وأحيي أبناء شعبنا المجاهد الصابر والمسلمون في العالم اجمع، واخص المجاهدين الأبطال المرابطين في ارض العراق من جميع الإخوة في الفصائل الجهادية ... وأسال الله لهم العون والسداد...
إن أبناء شعبنا وعلى رأسهم أهل المساجد انطلقوا لجهاد المحتل دفاعا عن دينهم وأداء للواجب الشرعي في الدفاع عن أرضهم وشعبهم منذ قدومه لأرض العراق في (9/4/2003)، ثم التف بعضهم حول بعض فتشكلت الفصائل العراقية المقاومة التي انطلقت لجهاد المحتل ، وبمرور الزمن تشكلت لجنة للتنسيق المشترك في عام 2004 بين كبرى الفصائل المقاومة، وبعد أربع سنوات على الاحتلال ونتيجة التغيرات والتحولات الجارية باستمرار على الساحة العراقية .. وجدت بعض الفصائل الرئيسية أن من الضروري أن تضع لنفسها كيان يرتب وينسق بين مكاتبها السياسية من اجل وضع مشروع سياسي عراقي مقاوم، فكان منها انبثاق "المجلس السياسي للمقاومة العراقية" ، فأسفرت عن إعلان المجلس في تاريخ (22- شعبان - 1428) للهجرة النبوية المباركة الموافق (4 - 9 - 2007)م ، وهو يمثل المشروع السياسي المشترك للفصائل المكونة له.. ووضعنا مشروعا سياسيا لتحرير العراق والمعلن في 14 نقطة تعد إلاطار العام لبرنامج عمل المجلس
وتبرز أهمية مشروعنا في وضعه إطار للمشروع والبرنامج السياسي للفصائل المشكلة له، يعمل على استثمار جهد الميدان وتحقيق أهداف المقاومة ويطرح فكرها ويدافع عن برنامجها، وهذا ما نهجته جميع حركات المقاومة والتحرر في العالم التي تسعى لتحقق أهداف وطموحات شعبها.    
س2) موقع قاوم: من هي القوى المنضوية تحت راية المجلس السياسي ؟ وما الذي يجمعه 
ج2) عبد الرحمن الجنابي:
الفصائل المقاومة المنضوية تحت لواء المجلس تمثل فصائل إسلامية كبيرة لها أثرها البارز على الساحة العراقية، وهي:جماعة الجيش الإسلامي في العراق وجماعة أنصار السنة (الهيئة الشرعية)     والجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية (جامع)  وحركة المقاومة الإسلامية حماس العراق، .
وتتفق الفصائل المكونة للمجلس على الكثير من القضايا، ومنها أن المقاومة تعمل بجناحين رئيسيين:
المقاومة المسلحة والمقاومة السياسية، كما تتفق على وجوب تشكيل تكتل سياسي تجتمع فيه فصائل المقاومة، له برنامج سياسي لتحرير العراق، وقد نجحت فصائل المجلس في صياغة هذا البرنامج:
فعلى المستوى القانوني: نتفق أن احتلال العراق ظلم وعدوان مرفوض شرعاً وقانوناً وعرفاً يجب مقاومته وتحرير العراق منه ومن النفوذ الأجنبي وتحقيق استقلاله الكامل حق تكفله كل الشرائع والقوانين ، ويجب إلزام المحتلين تعويض الشعب العراقي عن كل ما لحق به من ضرر مادي أو معنوي جراء الاحتلال وآثاره.
وعلى مستوى المقاومة: نتفق على أن المقاومة المسلحة تشاركها القوى والهيئات والشخصيات الرافضة للاحتلال ومشاريعه هي الممثل الشرعي للعراق، وهي من يحمل مسؤولية قيادة شعبه لتحقيق آماله المشروعة. وان أعمال المجاهدين العسكرية تستهدف المحتلين وعملاءهم ولا تستهدف الأبرياء والمستضعفين الذين يعمل المجاهدون على نصرتهم ودفع الظلم عنهم وتهيئة الحياة الكريمة لهم.
وعلى المستوى الاجتماعي والسكاني: نتفق على رفض أي تغيير في التركيبة السكانية للشعب العراقي، وفي التوزيع المناطقي لفئات الشعب، وأي تغيير في الحدود الإدارية للمحافظات، والعمل على دحر المشروع الطائفي - العرقي التقسيمي، والحفاظ على وحدة العراق أرضاً وشعباً...أما المسألة الكردية فلها خصوصية تحكم نظرتنا إليها. ويجب إعادة المهجرين إلى مناطق سكناهم وتعويضهم عما لحق بهم من أضرار مادية ومعنوية وتأمين الحماية اللازمة لهم
واتفقنا على المستوى السياسي: ألا شرعية لأي دستور أو نظام حكم أو قانون أبرم في ظل الاحتلال، وعدم الاعتراف بأية معاهدة أو اتفاق أبرم خلال فترة الاحتلال يتناقض مع حقوق العراق وسيادته وصيانة ثرواته، خاصة الثروتين النفطية والمائية، وهي ملك لكل العراقيين.
فضلا عن اتفاقنا على وجوب إلغاء القرارات والأحكام الجائرة وإطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين وتعويضهم.
كما اتفقنا على تشكيل حكومة من المهنيين، تدير شؤون البلاد خلال مرحلة انتقالية، وليس من حق هذه الحكومة أن تبرم أي عقد يتعلق بمصير العراق وسيادته وثرواته، والعمل على إعادة بناء دولة العراق على أساس العدل والمساواة ، على أن يكون العراق لكل العراقيين، وإن إقامة الحق والعدل من أهم أهدافنا، ولا نرضى لأي طرف كان استغلال المنصب أو الموقع أو السلطة لتحقيق مصالح عرقية أو طائفية أو فئوية على حساب الحق والعدل الذي أمر الله به ويضمن خلاص العراق واستقراره.
وعلى المستوى الخارجي: اتفقنا على أن العراق جزء لا يتجزأ من الأمتين الإسلامية والعربية، وأن نعمل على ترسيخ هوية العراق كدولة إسلامية عربية من أهم أولوياتنا.
وندعو العرب والمسلمين وشعوب العالم والمجتمع الدولي للقيام بواجبهم تجاه الشعب العراقي لبلوغ غاياته المشروعة ، وسنعمل على إقامة علاقات حسنة مع دول العالم مبنية على المصالح المشتركة، والتعامل مع الهيئات الدولية وفق ما يخدم المصالح المعتبرة للعراق وشعبه، وبرنامجنا السياسي ليس بديلاً عن مشروعنا الجهادي ، وإنما هو متمم له.
س3) موقع قاوم: ما هي علاقاتكم بفصائل المقاومة الموجودة الآن على الساحة العراقية ؟ وهل هناك رؤى موحدة بينكم وبين تلك القوى؟
ج3) عبد الرحمن الجنابي:
علاقتنا مع الجميع جيدة وقائمة على مشتركات كثيرة، منطلقين بذلك من القاعدة الكبرى لإعداد القوة في قوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) وتجمعنا القاعدة الإيمانية الواسعة في قوله تعالى (إنما المؤمنون أخوة).
ونحن متفقون على الأهداف الكبرى المتمثلة بإخراج المحتل وإنهاء أي نفوذ أجنبي، وبناء بلدٍ مُوَحِدٍ ومُوَحْدٍ ومستقل ومستقر.
ونعمل اليوم على تقوية هذه العلاقة مع الإخوة في الفصائل الأخرى وتعضيدها، وربما سيكون هناك اتفاق بين الفصائل الجهادية للإعلان عن بعض المشاريع المهمة والإستراتيجية، وننسق حاليا مع بعض الفصائل لوضع إطار عمل مشترك، وقد تشهد الأيام القادمة انضمام فصائل جديدة للمجلس السياسي. 
 س4) موقع قاوم: انضمام ثلاثة عشر فصيل لجبهة الجهاد والتغيير وقيام هذه الجبهة بتخويل الشيخ حارث الضاري لتمثيلها, كيف تنظرون إلى هذا التوحد في الجبهة بفصائل متعددة? وما هو رأيكم بخطوة التخويل تلك? وهل يعني ذلك أن فصائل المقاومة العراقية بدأت تدرك أهمية توحد وجهات النظر تحت مسمى واحد?.
ج4) عبد الرحمن الجنابي 
نرى أن الجهاد العراقي وحقوق العراقيين بحاجة إلى عدد كبير من الرموز يتضافرون فيما بينهم لقيادته وتمثيله. وما قام به الأخوة في جبهة الجهاد والتغيير من تفويض الشيخ حارث الضاري للتحدث باسمهم يأتي من هذا القبيل، ونحن نبارك لهم هذه الخطوة.
وندعو جميع فصائل المقاومة العراقية إلى إظهار رموزها وبما يتناسب مع قيادة الجماهير العراقية وتحقيق أهدافها.
ونعتقد أن التعددية الفكرية أمر طبيعي ومقبول، يقبله الشرع وترتضيه الفطرة الإنسانية، والتنوع في الاجتهاد أمر سائغ بل محمود، وهو من عناصر القوة في الشريعة الإسلامية.
والخصوصية التنظيمية كالتعددية الفكرية، فهي حق طبيعي لتحقيق الأهداف المرحلية والمستقبلية لأي تنظيم، بشرط أن تكون قائمة لتحقيق المصلحة العامة، بعيدة عن إلغاء الآخر والروح الحزبية الضيقة، وفصائل المقاومة ليست بمعزل عن هذا الأمر الطبيعي، وهذا التنوع في النشأة واكبته ايجابيات منذ أول يوم لانطلاقتها.
ووحدة الأهداف الاستراتيجية والثوابت الجهادية هو سمت المقاومة العراقية، والاختلافات التفصيلية لا تفسد للود قضية، والفصائل تتكامل ولا تتقاطع، ونأمل أن تكون الاختلافات بين فصائل المقاومة تدفع للتنوع والنمو لا للتضاد والصراع.
والذي يتأمل فقرات ملامح المشروع السياسي للمجلس يجد أنها تضع الإطار العام للأهداف الجهادية، ونحن ندعو جميع الفصائل الجهادية البطلة للانضمام للمجلس ومساندته، ولا ندعي لأنفسنا العصمة بل نقول ما قاله الإمام الشافعي "رأينا صواب يحتمل الخطأ ورأي غيرنا خطا يحتمل الصواب" والمعصوم من عصم الله عز وجل.
س5) موقع قاوم: ما حقيقة تفاوض المجلس السياسي للمقاومة العراقية مع المحتل الأمريكي? والى أين وصلت نتيجة تلك المباحثات? وهل هي متوقفة أم مستمرة? وهل توقفها كان نتيجة لرفض جهات في الحكومة للتفاوض مع فصائل المقاومة العراقية?.  
ج5) عبد الرحمن الجنابي: 
الإدارة السياسية للاحتلال الأمريكي حاولت مرات عديدة أن تجد لنفسها طريقا للحوار مع المقاومة العراقية من اجل أن تخرج نفسها من مستنقع إحتلال العراق، لينتهي بها المطاف بتقديم طلب إلى جهات رسمية في الحكومة التركية للتدخل في طلب التفاوض مع المجلس السياسي للمقاومة العراقية، ونحن في المجلس السياسي وافقنا على طلب ممثلي الحكومة التركية بشرط أن يكون اللقاء رسميا استكشافيا وليس تفاوضيا وبحضور الطرف الوسيط، ونحن نريد أن نؤكد أن طلب اللقاء كان من إدارة الاحتلال الأمريكي ولسنا نحن. 
وكانت هناك جلستين في الشهر الثالث والشهر الخامس من عام 2009، مثل الطرف الأمريكي دبلوماسيين عن إدارة الاحتلال الأمريكية، وهذا ما أعلنه فيليب كراولي الناطق باسم خارجية الاحتلال. وهما عبارة عن جلستين استكشافيتين تم خلالها التوقيع على بروتكول بداية التفاوض.
وما يسمى "الحكومة العراقية" لم تكن طرفا في هذه الحوارات، ونحن اشترطنا عدم حضورهم أو وجود تمثيل لهم، وتعليلنا لذلك أننا لا نريد أن نعطي مشروعيه لنظام مرهون الإرادة بيد الاحتلال واصطف معه وأعطى المشروعية له، وكذلك ارتباطها بأجندات خارجية إقليمية تسعى لتدمير العراق والهيمنة عليه، وممارساتها الطائفية وهدرها لحقوق الشعب العراقي شاهدة على ذلك، علما أن الطرف الوسيط وإدارة الاحتلال كانت تخبرهم بهذه اللقاءات وهذا ما صرح به الطرف الوسيط وما أعلنه الناطق باسم خارجية الاحتلال، وما ادعى به نوري المالكي أنهم لم يكونوا يعلموا بهذه اللقاءات، فهذه تصريحات إعلامية للدفاع عن حكومته الواهنه تدعي لنفسها الاستقلالية، وكل العالم شاهده بعد ذلك الإعلان وهو يضع أكاليل الزهور على قبور جنود الاحتلال في أميركا إمعانا بالإذعان والانقياد لهم. 
والإعلان جاء من طرفنا بعد انتهاء الجلسة الأخيرة مع إدارة الاحتلال بثلاثة أشهر فلا توجد أي علاقة لما يسمى بـ"الحكومة العراقية" بذلك. والسبب الوحيد لتوقف هذه اللقاءات هي تمسكنا في المجلس بثوابت المقاومة وحقوق شعبنا ولم نوافق على الإذعان لهم بتحقق مطلبا واحدا من مطالبهم من إيقاف إطلاق النار والدخول في العملية السياسية وغيرها.
س6) موقع قاوم: ما هو السبب وراء رفض الحكومة العراقية التفاوض مع جهات تمثل المقاومة العراقية في حين أنها تسعى في نفس الوقت إلى أن تكون هي الوسيط بين عصائب أهل الحق من جهة والأمريكان والبريطانيين من جهة أخرى? وهل وراء ذلك أسباب طائفية كون تلك العصائب امتداد لمليشيا جيش المهدي?.  
ج6) عبد الرحمن الجنابي: 
إن دخول إدارة الاحتلال الأميركي في جلسات حوار مع المجلس السياسي كان فيه تهديد كبير"لحكومة" تدعي أنها مستقلة وذات سيادة كاملة.  
ونرى أن هناك سبب طائفي واضح في طلب الحكومة العراقية للتفاوض عن "عصائب أهل الحق". 
وتزامن إعلان الحكومة التفاوض عن العصائب مع إعلان الحوار مع المجلس السياسي، لتقول أنها ليست ضد المقاومة، خصوصا بعد تصريحاتها الغير متوازنة عندما أعلن الأمين العام للمجلس عن تلك اللقاءات التي جرت مع إدارة الاحتلال، وللتغطية عما صنعه نوري المالكي في أمريكا وهو يقف على قبور جنود الاحتلال تكريما لهم لعلهم يمنحوه دورة جديدة!. وظنا منها أنها قادرة تضلل الشعب العراقي والرأي العام عندما طرحت نفسها وسيطا لما أسمته "مقاومة" ضد المحتل. 
ونحن في المجلس السياسي لم نطلب من أي طرف أن يجري أي وساطات للتفاوض مع إدارة الاحتلال. 
 ومن الجدير بالذكر، فان مليشيا عصائب أهل الحق وغيرها من هذه الأسماء لا نعرف لهم وزن حقيقي في الساحة الجهادية، وليس لهم سوى استعراضات إعلامية يهدفون بها مشاركة الفصائل الجهادية الحقيقية في هذه الملحمة التاريخية الكبرى لأهل العراق، وهم متهمون بالمشاركة في المليشيات الطائفية، ومرتبطون بأجندات خارجية. بل الشعب العراقي وجد قادتهم في صف العملية السياسية والتي منحوا فيها المحتل المشروعية (والذي فاوض عنهم سلام المالكي وهو وزير النقل السابق في حكومة الجعفري المعروفة بنهجها الطائفي ضد أبناء شعبنا، والمعروف بفساده الإداري والمالي).
س7) موقع قاوم: ما هي رؤية المجلس السياسي للبعد الاستراتيجي للمقاومة العراقية وما هي خططكم للمستقبل؟
ج7) عبد الرحمن الجنابي:
رؤيتنا الإستراتيجية وخططنا المستقبلية تنطلق من رؤيتنا ومن الأهداف الإستراتيجية للمقاومة، والتي تكمن في أن يعمل المجلس السياسي للمقاومة العراقية على تكوين جبهة سياسية تضم فصائل المقاومة والقوى الرافضة للاحتلال، لتحرير العراق وإزالة آثار الاحتلال، والقضاء على جميع أشكال النفوذ والهيمنة، وبناء مجتمع تسوده الفضيلة والحرية والعدل، في ظل دولة مؤسسات عصرية قوية وموحدة، وهي جزء من الأمة العربية والإسلامية، وترتبط بعلاقات بناءة مع محيطها العالمي.
س8 ) موقع قاوم: هل المجلس السياسي يؤمن بأهمية الحوار السياسي إلى جانب المقاومة المسلحة أم أن التوجه للمجلس يأخذ منحنى أخر ؟.
ج8) عبد الرحمن الجنابي:
أريد أن أوضح أولا أن الثقل العسكري لفصائل المجلس تشهد به ساحات المقاومة التي تعرف فصائله جيدا بنوعية العمليات وسعتها وانتشارها وأثرها والنكاية التي حققتها وتحققها، وشعبنا العراقي عايش أيام جهادنا وشاركنا فيها هو خير شاهد، بل حتى المحتل الغاصب يعرف من نحن جيدا.
والبيانات العسكرية والعمليات المصورة هي من ابرز الدلائل على حجم نشاطنا. وكل شخص يستطيع أن يشاهدها فهي موجودة على مواقع الفصائل المكونة للمجلس.
فانطلق المجلس السياسي إيمانا منه بأهمية الحوار وضرورته بالجهاد السياسي بالجنب مع الجهاد المسلح المتمثل بالفصائل المكونة له، وهما خطان يعملان بتوازن ولا يتقاطعان إذا التزمت السياسة بالثوابت الشرعية والجهادية. ونحن نعتقد انه لا بد أن يكون للسيف الذي يضرب لسان ينطق بحقوق شعبه وأهله، وهذه قضية لم نستحدثها، أنما هي من صميم شرعنا وفكرنا الإسلامي.
س9) موقع قاوم: ما هو الحل برأيكم لخروج العراق مما هو فيه وكيف يتحقق ذلك؟ 
ج9) عبد الرحمن الجنابي:
نحن نرى أن خروج العراق من دائرة الأزمات وانتقاله إلى مرحله جديدة متمثله بالاستقرار والبناء وأداء الرسالة الحضارية لا يكون إلا بجملة أمور:
أولا: لا يمكن أن يكون هناك حل للقضية العراقية إلا بعد الخروج الكامل للمحتل، وزوال آثاره.
ثانيا: انهاء التدخلات الأجنبية لأي دولة في الشأن العراقي، على أن يدخل العراق في دائرة التعامل والمصالح المشتركة مع جميع الدول بعيدا عن النفوذ والهيمنة أو التبعية لمرجعيات دول خارجية.
ثالثا: المقاومة التي قدمت وضحت بكل شئ من أجل حرية العراق واستقلاله ووحدته وسيادته وغير مرتهنة الإرادة وغير مرتبطة بأجندات خارجية، وهي الجهة الشرعية الممثلة للشعب العراقي فيجب أن يتعامل المجتمع العربي والإقليمي والدولي معها وهي التي تستأمن على مصالح العراق الكبرى.
رابعا: إبطال جميع الاتفاقيات التي أبرمت في ظل الاحتلال والتي زورت فيها إرادة الشعب العراقي، وتهدد حاضره ومستقبله.
خامسا: القضاء على المشروع الطائفي والعنصري في العراق فمن حيث الأصل ليس هناك انقسام بين أبناء الشعب على اختلاف ألوانهم وأشكالهم. والجهات التي تقف وراء هذه المشاريع معروفة.
سادسا: بناء دولة المؤسسات القائمة على أساس الحرية والحق والعدل بعيدة عن الطائفية والفئوية. 
سابعا: يجب أن تدخل الدول العربية والإسلامية على المعادلة العراقية وتؤدي دورها وواجبها العروبي والإسلامي تجاهه وتصطف مع شعبه والممثلين الشرعيين له. 
س10) موقع قاوم: ما هو رأيكم بالانتخابات البرلمانية القادمة وهل ستكون لكم مشاركة فيها أم أن الحل برأيكم يكمن في مقاطعة تلك الانتخابات ولماذا ؟ 
ج10) عبد الرحمن الجنابي: 
نحن في المجلس السياسي للمقاومة العراقية نؤكد موقفنا الرافض لكل هذه العملية السياسية القائمة في ظل الاحتلال، والتي خرجت من رحمه وبدعمه ومباركته. ولبنائها القائم على أسس خاطئة، وبهذا فنحن لا نعترف بهذه الانتخابات أو نتائجها. 
ونحن في المجلس في الوقت نفسه نتفهم أن مصالح الناس في أمورهم الحياتية أو خدماتهم تحتاج إلى من يسعى بها أو يدافع عنها، والمجلس بهذا المعنى لا يقف بوجه من يريد المشاركة في الانتخابات من المواطنين، مع علمنا أن المحتل يمسك بخيوط اللعبة السياسية ويتصرف بها بما يحقق مصالحه الإستراتيجية.
س11) موقع قاوم: أين دوركم في مقاومة المحتل في الوقت الحالي? نشعر بضعف كبير للغاية من أعمال الجهاد والمقاومة فما السبب وهل سيكون المستقبل أسوأ أم أفضل ولماذا?.  
ج11) عبد الرحمن الجنابي: 
لا يوجد هناك ضعف في الفصائل الجهادية وانما هو تغيير في التكتيك والعقيدة القتالية التي تتبناها المقاومة العراقية ويأتي ذلك نتيجة لتغير طبيعية الظروف التي تعمل فيها، وردنا على ذلك الادعاء بالعمليات المصورة لفصائل المقاومة وإصداراتها في الأشهر الأخيرة، ونعتبر أن هذا الادعاء يأتي ضمن الحرب الاعلاميه التي يروج لها أعداء العراق والمقاومة خدمة لمشاريعهم وتطويقا للمقاومة وحصارها دعائيا حتى يقال أن يقال أن مشروع المقاومة انتهى في العراق. 
والذي يقرأ الساحة الجهادية في العراق يجد أن انخفاض حركة قوات الاحتلال العسكرية على الأرض اثر على عدد العمليات وحجمها، وكذلك أن النسبة الغالبة في عمليات المقاومة اليوم هي الصواريخ تناسبا مع التواجد الأكبر لقوات الاحتلال في القواعد فعند ذلك يكون اعلان الخسائر من طرف واحد وهو المحتل. 
والمقاومة العراقية حريصة الا تستنزف كل قدراتها العسكرية تحسبا لأي انعطافات مستقبلية على الساحة العراقية ولإدامة معركة استنزاف طويلة مع المحتل. 
ونود أن نطمئن إخواننا على حال الجهاد في العراق من عدة جوانب:
الجانب الأول: هو القدرات النوعية للمجاهدين من حيث التدريب وتأهيل المقاتلين، والبناء التربوي والفكري، لأفراد المقاومة.  
الجانب الثاني: في تنامي قدرات الفصائل الجهادية في التصنيع وامتلاك الأسلحة المناسبة للعمل في المرحلة القادمة وخاصة الصواريخ التي تتناما مدياتها يوما بعد يوم.  
الجانب الثالث: تنامي الأداء السياسي للمقاومة الذي بدء يتكامل مع الأداء الميداني ليمثل التنظيمات الجهادية، وما نلاحظه اليوم من إبراز المقاومة لرموزها وحراكها السياسي الداخلي والدولي، هو خطوة ستتبعها خطوات لاحقة بإذن الله تعالى.  
س12) موقع قاوم:  كيف هو احتضان الشعب العراق لكم؟
ج12) عبد الرحمن الجنابي:
المقاومة العراقية انطلقت من رحم الشعب العراقي المجاهد الصابر، وهي جزء منه وليست حالة غريبة عنه، نبتت في تربته وتربت في مساجده وتعلمت في مدارسه وجامعاته.
 وأبناء المقاومة هم من أبناء المجتمع العراقي ببيوتاته وعشائره ومدنه وقراه، فكيف إذا تكون طبيعة العلاقة بين المقاومة وشعبها وهي جزء منه؟!، والشعب العراقي ليس له أمل إلا بالله أولا ثم بالمقاومة أن تدافع عن حقوقه ومصالحه.
 والمقاومة العراقية اليوم تتعرض لحملة تشويه وخلط في الملفات وتغييب كبرى تواطأ عليها الأعداء على اختلاف أشكالهم لعزل المقاومة عن حاضنتها الجماهيرية، مما اثر شيئا ما على تلك العلاقة. 
ونحن اليوم ساعون إلى كسر الحصار الدعائي الذي يضربه الأعداء على المقاومة والله ولينا وهو حسبنا، والواجب على المسلمين جميعا وأحرار العالم عموما أن يساندونا وينصرونا في معركتنا هذه.  
س13) موقع قاوم: خلال السنة الماضية ما هي منجزاتكم ؟ 
ج13) عبد الرحمن الجنابي: 
هذا سؤال مهم ولا يسع هذا المقام لشرحه وتوضيح آثاره بشكل مفصل ولكن أشير إلى ذلك بنقاط مختصرة: 
أولا: من أهم ما حققناه على المستوى السياسي في السنة الماضية: تتركز في انتزاع اعتراف بالمقاومة العراقية من إدارة الاحتلال الأمريكي وكذلك فضح النوايا الأمريكية لمستقبل العراق، عبر ما تحقق من جلسات حوارية بين إدارة الاحتلال والمجلس السياسي بوساطة تركية التي نظمت اللقاءات، وكذلك ما قمنا به من حراك سياسي شعبي ودولي مع مختلف الدول لإيصال رسالة المقاومة العراقية وبرنامجها السياسي للجميع.
وكذلك في سياق المسار العام لا يمكن قراءة التغيرات السياسية الداخلية في الرئاسة الأمريكية وانتقالها من الحزب الجمهوري إلى الحزب الديمقراطي بعيدا عن حرب العراق والأثر البارز للمقاومة فيه، والناظر إلى برنامج اوباما في حملته الانتخابية يجد أن الانسحاب من العراق وما نتج عنه يتصدر ذلك.  
ثانيا: ومنجزات فصائل المجلس على المستوى العسكري يشهد بها العدو قبل الصديق، والعمليات المصورة في إصدارات جميع فصائل المقاومة العراقية وبياناتها العسكرية وحملاتها في أحداث غزة والذكرى السادسة لاحتلال العراق وحملاتها في رمضان وغيرها كلها مبثوثة للجميع على مواقعها الالكترونية، وليس هذه دعاوى ندعيها بل مراكز دراسات إدارة الاحتلال المتخصصة تقول ذلك ومنها معهد (www.brookings.edu/iraqindex). 
ثالثا: وما تركناه من اثر على المستوى الفكري والمتمثل بحفاظنا على منطق وثقافة الجهاد والمقاومة في استرداد حقوق شعبنا رغم كل التحديات والضغوط التي تواجه المقاومة العراقية حتى يتحقق الانجاز النهائي بتحقيق المقاومة لأهدافها. 
رابعا: وممكن أن ننظر إلى الأثر الكبير لنفقات تمويل الحرب على العراق وان كان ذلك يمتد إلى ابعد من عام 2009 يمثل شاهدا على ذلك، ولا أزيد على الأرقام التي ذكرها كتاب "حرب الـ3 تريليونات دولار" للباحثين الاقتصاديين جوزيف ستيغليتز الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد ، وليندا بيلمس المحاضرة في جامعة هارفارد آذار 2008، اذ قدر الباحثان كلفة ما تكبده الاقتصاد الأميركي من خسارة جراء غزو العراق 3 تريليونات دولار ( أي 3 آلاف مليار دولار )، وان كلفة العمليات العسكرية الأميركية في العراق تزيد بنسبة الثلث على كلفة حرب فيتنام التي استمرت 12 سنة، وتبلغ أكثر من ضعفي كلفة الحرب الكورية، وعشرة إضعاف ما كلفته حرب الخليج الأولى، وضعف كلفة الحرب العالمية الأولى، وهذه الكلف لا تتضمن حتى الكلف البعيدة المدى مثل رعاية قدامى المحاربين المصابين. 
كما ذكر الكتاب، أن الحرب الوحيدة في تاريخ أميركا التي كلفت أكثر من حرب العراق هي الحرب العالمية الثانية عندما خاض 16،3 مليون جندي أميركي القتال على مدى أربع سنوات ، كانت الكلفة لكل جندي أقل من 100 ألف دولار، بالمقارنة مع ذلك، تصل كلفة الحرب في العراق إلى 400 ألف دولار لكل جندي. 
وكل ما ورد من أرقام ودلائل موجود في تقارير مراكز الدراسات وتصاريح قادة الاحتلال أنفسهم، وهي معلنة. أما أرقام المقاومة الحقيقية فهي أضعاف ذلك. 
وفي الختام اسأل الله تعالى السداد في المقصد والسداد في القول والسداد في الرأي والسداد في الرمي، وادعوا المسلمين جميعا إلى أداء الواجب الشرعي تجاه إخوانهم في العراق من وجوب العون والنصرة، وأدعو جميع الحكومات العربية وقفة حقيقية تجاه تغيير هوية العراق، وأدعو أبناء شعبنا العراقي إلى الوقوف مع أخوانهم في فصائل المقاومة والذين ضحوا بدمائهم وكل ما يملكون في سبيل قضيتهم والدفاع عن أهلهم.
"حقوق النشر محفوظة لموقع "قاوم"، كتب وحاوره أ. سارة علي*   
22/01/2010  "


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق