الجمعة، 19 مارس 2010

في ذكرى -استقلال-تونس 20 مارس 1965


فرع قليبية قربة
هل الإستقلال كلمة؟

لعل البعض من شبابنا لم يحسوا بالضغوط الإستعمارية على بلادنا وعلينا إلاّ من خلال الدروس التاريخية التي تلقوها في المدارس، ولعلها،لقلة الوعي أو انعدامه، تدخل من " أُذْنٍ" وتخرج من أخرى، وأحيانا ربما هي لم تدخل أبدا، وإنما نُسِخت في وُريقات صغيرة للغش بها في الفروض والإمتحانات ( وفي جميع مستويات التعليم، لأسباب غير خافية، تعود بالأساس إلى السياسة التعليمية التي توخذاها النظام السياسي، سواء منه البورقيبي أو النوفمبري.
ونحن في هذا المجال لا نريد، في الرابطة، أن ندخل في جدال عقيم: هل أن التحول السياسي الذي حصل ببلادنا في 20مارس 1956 هو استقلال أم لا؟ وإذا كان استقلالا فهل هو استقلال أول أم ثانِ أم ماذا؟.
لكننا في الرابطة، وبواقعية رابطية، نقول إن هذا التحول، لم يكن هدية من أحد، بل كان ثمرة لنضال الشعب التونسي، دفع فيه الثمن غاليا من دمه وروحه. ونحن إذ نحيي ذكرى 20 مارس 56، فإن ذلك يدعونا إلى تذَكّر شهدائنا وكل من ضحى في سبيل هذا الوطن بداية من العربي زروق، الذي وقف في المجلس الكبير ليرد على بايْ تونس محمد الصادق( وهو لم يكن محمدا ولا محمودا ولا صادقا بل كان خائنا وضعيف) حيث قال، وهو يمرّر لحيته، :" أيرضيكم ان تتلطّخ هذه اللحية بالدم؟" فقال له العربي زروق:"لئن تتلطخ لحية واحدة، خير من أن تتلطخ كرامة شعب بأكمله" لكن لحية واحدة، في وجه ملك يملك كل شيء في البلاد، فضلت أن تستكين تحت المستعمِر الغاشم مقابل أن يبيع الشعب والوطن والتاريخ له، يستبيح بلاده، ويُذل أبناءه، ويتحكم في مصيره ويسلب إرادته وكرامته، ويستحوذ على خيراته، بأبخس الأثمان ثم يُصَنّعها ثم يبيعها له غالية. هذا هو الإستعمار وهو ليس مجرد كلمة تُقل وتحملها الرياح، وإنما هم سياسة شاملة إقتصادية، بشرية، اجتماعية، ثقافية، سواء مارسها، ضد الشعب مسيو " جيرار" أو السيد الحاج فلان الفولاني.
أما الإستقلال فهو أيضا ليس كلمة وإنما هو سياسة شاملة تجعل الشعب حرا ويمارس حريته حسب ما تمليه عليه إرادته الحرة، دون خوف ولا ضغط من أي قوة. أما أن يحلّ العلمُ الوطني محل العلم الفرنسي، والنشيد الرسمي التونسي محل النشيد الفرنسي مع بقاء الحرمان من الحقوق والحريات، وانتشار الظلم والإستبداد فلن يكون هذا إستقلالا حلم به الشعب وقُدّمت فيه الأرواح والتضحيات. الإستقلال هو انتشار العدل والمساواة واحترام المواطن وضمان حقوقه واختياراته الفكرية والسياسية والعقائدية ، وحماية منظماته من كل اعتداء سواء من الدولة أو أي قوة مالية او سياسية أخرى. وفي الإستقلال ، المحَقٌّق بدماء الشعوب، لن تكون الدولة المستقلة رهينة" لحية" واحدة يبيعها متى شاء مقابل سلامته الشخصية وسلامة كرسيذه وحاشيته.. فلنتذكر أيام الشباب الماضية ولنردّد ما كان يردّده ،حلما بحياة حرة آمنة، يحكم الشعب فيها نفسه بنفسه ولصالح نفسه :" من جبالنا طلعْ صوت الأحرار ينادينا للإستقلال لاستقلال استقلال وطنينا" فهل يجوز أن يخرج صوتُ الأحرار من الجيال ثم يتحقق الإستقلال، وتبقى تلك الجبال مهمّشة ومنسية من ثمار الإستقلال؟ . إسألوا قفصة والمتلوي ومن شابههما.
20
مارس2010 .
رئيس الفرع : عبد القادر الدردوري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق