الجمعة، 19 مارس 2010

لا طريق إلا المقاومة

مع حملة الخضوع الرسمي العربي لإرادة الكيان الصهيوني وأمريكا ، يتصاعد التعنت الصهيوني حتى وصل ذروته في مباشرتها تهويد مدينة القدس العربية ، فمع تخويل مجلس الجامعة العربية حكومة السلطة في رام الله المنغمسة في مسار سياستها المرسومة لها في دوائر النفوذ الدولي والتي تطلق عليها "السلام خيارنا" ، تقوم حكومة العصابات الصهيونية بقيادة الارهابي بنيامين نتنياهو وعضوية وزير خارجيته ليبرمان الصهيوني المتطرف ووزراء وقادة حربه الارهابية ، بإتخاذ قرارات في غاية الصلف والعنجهية ، مما يندى له الجبين العربي بسبب المواقف الرسمية العربية المخزية، ففي هذا الوقت الذي تتوسل فيه الانظمة العربية بتسويق بضاعتها البالية بما يسمى المبادرة العربية فإذا بالقرارات الصهيونية وكأنها صفعة على وجه النظام العربي ، الذي أصبح صنوان العدو في قبوله الاهانة بمزيد من القبول والهوان .

فالنظام العربي الرسمي لايزال يراهن على الولايات المتحدة بأنجاز ما يسمى الآن "حل الدولتين" ، بينما تعجز هذه الدولة الكبرى ولأسباب عدة في تحقيق ادنى مستويات عهودها التي وعدت بها أثناء حملتها الأنتخابية وبعدها، ولعل الكيان الصهيوني وهو يملك اللوبي الصهيوني الذي يلعب الدور الرئيسي في السياسة الامريكية يعرف جيداً ان هذه الادارة بغالبيتها الصهيونية أو المتصهينة عاجزة عن استخدام الضغط ضد الكيان الصهيوني لأعتبارات عدة منها إن الولايات المتحدة لاتزال تعتبر الكيان اللقيط القاعدة الأساسية له في المنطقة بعد ان تأكدت من هشاشة وضعها ووجودها في المنطقة وأستحالة مطاولتها على الاستمرار في مواجهة الرفض والمقاومة الشعبية لهذا الوجود، فبين كابول وبغداد وحولهما ... بؤر من المقاومة و التصدي للمشروع الصهيوني ــ الامريكي ــ الامبريالي لم ولن تتمكن مختلف الأساليب والوسائل من إخماده ما لم تتحقق اهدافها في الحرية والأستقلال.

إن التجارب العربية العديدة والطويلة مع قوى الأستعمار منذ مئات السنين، وتجربة الصراع العربي ضد الأستعمار الأستيطاني الصهيوني أكدتا بما لا يقبل الشك ان سياسة(حرب المبادرات السياسية) وحدها وإلغاء دورالبندقية المقاتلة ، لن تجدي نفعاً مقابل النجاح الباهر والنتائج الواضحة التي حققتها المقاومة العربية، ولعل المطلع يفهم ان مايسميه النظام الرسمي انجازات في (تحرير سيناء) وتوقيعها لأتفاقيات (سلام) مع الكيان الصهيوني ، او قيام ما يسمى بالسلطة الوطنية الفلسطينية والإنسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، لم تكن لتتحقق لولا إرادة المواجهة والقتال للمواطن العربي وإرادة الكفاح المسلح للمقاومة العربية .

إن التيار العربي في العراق يرى إن على النظام الرسمي العربي الذي يملك مؤسسات عسكرية هائلة ، وامكانيات اقتصادية كبيرة ، وجماهير مؤمنة بقضيتها، ان ينهي عقود سياسة الاستسلام والمذلة التي استمرت لما يقارب الاربعة عقود دون ان تحقق السلام الحقيقي ودون ان يتراجع الكيان الصهيوني عن غطرسته وجرائمه وتمدده على الاراضي العربية، وأعتماداً على طبيعة هذه الأنظمة، إذ ليس بالإمكان دعوتها الأستعداد للمواجهة العسكرية مع العدو، أو تحويلها من مواقفها الباهتة إلى موقفٍ حقيقي داعم للمقاومة، فإننا ندعوا إلى سحب (المبادرة العربية)، وأمتناعها عن المساهمة بشكلً مباشر او غير مباشر في حصار المقاومة أو التآمر عليها نيابة عن الكيان الصهيوني وملاحقة أعضائها أو بناء السدود والأسيجة الفولاذية وغير الفولاذية، ووقف التعاون مع أجهزة الأمن الصهيونية وعدم تقديم المعلومات لها والتي تيسر عمليات الأغتيال كما حدث في عملية أغتيال الشهيد المبحوح.

كما يرى التيار العربي في العراق، إنه مع وجوب تحمل الامة الاسلامية لمسؤولياتها في الدفاع عن المقدسات الاسلامية وفي مقدمتها اولى القبلتين وثالث الحرمين ، المسجد الاقصى الذي اسرى له نبي المسلمين محمد (ص) فإن المسؤولية منوطة بالامة العربية بكل افرادها وأطيافها وأديانها، مسؤولية كاملة في الدفاع عن الارض العربية عموماً وفلسطين بشكل خاص، وعليه فإن التيار العربي يدعو القوى المناهضة للأحتلال بكل تسمياتها إلى توحيد جهودها ووسائلها وألياتها وفق مفهوم المعركة العربية الواحدة وإن تعددت أزمانها وأماكنها ومشاهدها لأنها في خاتمة المطاف معركة وجود الأمة أوعدم وجودها، كما يدعو التيار جماهير امتنا العربية إلى الألتفاف حول المقاومة وأعتماد ثقافتها وخياراتها، باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد والحقيقي لها .

والله أكبر والعزة والقوة والنصر لأمتنا العربية ...

وعاشت فلسطين عربية حرة .

بغداد المحتلة

18 أذار مارس 2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق