الجمعة، 19 مارس 2010

أطفال الحجارة.. هل من عودة؟!


حسن محمد الأنصاري
        قبل زمن ليس ببعيد كان العدو الصهيوني لا يتجرأ بالاعتداء على أهلنا في فلسطين المحتلة إلا أن يكون الشعب العربي من الخليج إلى المحيط في غفلة يسبح في سبات عميق، وما ان يستيقظ هذا الشعب من سباته حتى يجد أن هناك من تهجر من أرضه بعد أن فقد أهله وبيته، وقد تقطعت به السبل بعد أن غابت غيرة الأنظمة لينتشر سرطان الاستيطان الصهيوني على الأرض العربية في فلسطين. أما اليوم فأصبح هذا العدو أكثر شراسة وعداء وجبروتا وطغيانا، بينما اختلطت بين أجفاننا أوقات الغفلة واليقظة وأحلام السبات حتى أخذ يستهين بنا ولا فرق عنده إن كنا في يقظة أم نوم لنراه يزداد عبثا ودمارا وقتلا وتشريدا واستيطانا. فالأنظمة المخدرة لم تترك للشعب العربي إلا خيار الاستماع للأخبار لما يحدث لأهلنا في الأراضي المحتلة وفقط عبر وسائل الاعلام الأجنبية! اليوم وفي ظل هذا الخزي والعار الذي يلبسنا أصبحت خجلا أن أقف على أعتاب أبطالنا الماضين لكي أناديهم واستصرخهم للنصرة والعون.. أصبحت متردداً حائراً في أمري لأدعو الأولياء في صلاتي أن ينزل الله النصر بعد أن أصبح العار والذل رداء لنا فلم أجد إلا أن أصرخ في أطفال الحجارة الأبرياء وأناديهم لعلهم يستيقظون!
أطفال الحجارة الذين لطخوا وجه العدو وسلبوا منه الكبرياء والجبروت، أطفال الحجارة الذين ايقظوا الشعب العربي من سباته ليعيش في نشوة العزة والشموخ، أطفال الحجارة الذين غسلوا العار والخزي من بعض القيادات التي تتربع اليوم فوق العروش، أطفال الحجارة الذين رسموا تاريخا بطوليا لا يقل شأنا عن تاريخ أبطالنا الماضين. وإن كان «توفيق زياد» في الماضي وجه نداءه للذين في المهجر فذات النداء أوجهه لأطفال الحجارة: «أناديكم.. أشد على أياديكم.. أبوس الأرض تحت نعالكم وأقول أفديكم». أناديكم يا أبطال الحجارة لعلكم ترجعون ولعلنا نستيقظ لكي نعيش زمنا من الكرامة المفقودة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق