السبت، 20 مارس 2010

بيان حول الأحداث الجارية في فلسطين


ما انفك جيش الاحتلال الصهيوني يُصعد عدوانه على الفلسطينيين في القدس المحتلة وغزة وتشن مقاتلاته الحربية هجمات جوية على المناطق السكنية، مما أسفر عن إصابة عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين، بالإضافة لإحداث دمار هائل في المناطق المستهدفة. ويأتي هذا التصعيد العسكري في أعقاب الإعلان عن بناء 1600 مسكن جديد في إطار مخطط استيطاني واسع وتكثيف عمليات تهويد القدس وبناء كنيس جديد على مقربة من المسجد الأقصى.
إن الجرائم التي اقترفها الكيان الصهيوني في الأسابيع الأخيرة في حق الشعب الفلسطيني والمقدسات العربية والإسلامية تدل على تحديه السافر للعرب والمسلمين واستخفافه بالقوانين والشرائع الدولية وطبيعته الحربية العدوانية. وما إصراره على فرض حصار لا إنساني على غزة استنكره جميع الأحرار في العالم، بعد حرب شنيعة دمر خلالها البيوت والبنية الأساسية والمرافق الاقتصادية والاجتماعية، ولم تسلم منها حتى المستشفيات، سوى دليل آخر على أنه لا يعرف التعامل مع الفلسطينيين إلا بهذا الأسلوب المتعجرف.
إن الحزب الديمقراطي التقدمي الذي يعيش مناضلوه على وقع الهجمة الجديدة التي تستهدف القدس وغزة، يعبر عن استنكاره الشديد لهذا العدوان على هوية القدس وعلى الفلسطينيين في غزة وفي المدينة المقدسة، ويطالب باتخاذ إجراءات عربية رادعة لوقف هذه الهجمة الاستيطانية والعسكرية على شعبنا الفلسطيني.
كما يؤكد مجددا على غلق السفارات والبعثات الإسرائيلية في الدول العربية ووقف كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني ومن بينها التطبيع الذي تمارسه الحكومة التونسية بصيغ مختلفة. ويطالب برفع الحظر عن التظاهرات السلمية في تونس وكافة البلدان العربية كي تخرج الجماهير إلى الشوارع مُعبرة عن سخطها على مشاريع التهويد والضم والاستيطان ومؤازرتها للأشقاء الفلسطينيين في نضالاتهم البطولية اليومية لمقاومة الاحتلال.
إن التحديات الخطرة التي تواجه القضية الفلسطينية اليوم في ظل هجمة الاستيطان الواسعة وحملات التهويد المتصاعدة تُحمل الحكومات والشعوب العربية والإسلامية مسؤوليات خاصة من أجل تشكيل قوة متحدة تضغط على صناع القرار على الصعيد الدولي لعزل الكيان الصهيوني في العالم، وإجباره على التراجع عن مخططاته الاستيطانية وحملاته العسكرية، وتفسح المجال لملاحقة مجرميه الذين بات العالم مُدركا أنهم مجرمو حرب وليسوا قادة دولة.
ويُشدد الحزب الديمقراطي التقدمي على أن القمة العربية المقررة خلال أيام ينبغي أن تكون فرصة لانتفاض الكرامة العربية ونُصرة الشعب الفلسطيني بالأعمال وليس بالأقوال وتحمل المسؤولية في لجم العربدة الإسرائيلية وتقريب الفلسطينيين من نيل حقوقهم التاريخية غير القابلة للتصرف في وطنهم وأرضهم.
تونس في 20 مارس 2010
الأمين العام المساعد
رشيد خشانة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق