الخميس، 8 أبريل 2010

والسفهاء يتبعهم احمد منصور


أحمد الفلو – كاتب فلسطيني           
      مهما حاول متسلق جدران الإعلام أحمد منصور أن يخفي عيوب الثوب الذي ارتداه فإنه لم ولن ينجح، فكلما شاهدته على شاشة الجزيرة يخطر على بالي أهزوجة شعبية من بلاد الشام تقول ((ما بيلبقلك ما بيلبقلك)) فالثوب الذي يرتديه واسع عليه جداً، قناة إعلامية كبيرة ورصينة لها جماهيرية يتولى فيها شخص كل مؤهلاته أنه وقح متغطرس لا يصلح إلاّ لوظيفة بواب أو جامع قمامة على مدخل تلك القناة، ولكن يبدو أن أحيميد هذا عندما استيقظ ذات يوم ووجد نفسه في ذلك الموقع قد صدّق نفسه أو هكذا تهيأت له الصورة، فنسي نفسه وتناسى حجمه القزم ليهاجم من يشاء متباهياً مزهواً بلسانه القذر.
     ولعلي هنا أتمكن من معرفة حقيقة هذا الإنسان وكيف يفكر، فلقد شاهدته على الشاشة عندما كان يجري لقاءً مع شيخ الشهداء أحمد ياسين واضعاً رجلاً على الأخرى دون أي احترام وتقدير ويخاطب فضيلته بكلمة شِيخ بكسر الشين، كما رأيته وهم يجري لقاءً آخر مع زعيم الجماعة الإسلامية الباكستانية الشيخ قاضي حسين وهو رجل عجوز وقور فيخاطبه باسمه قاضي حسين دون أي احترام، وهكذا الحال مع كل الذين يقابلهم من غير المصريين، بينما يخاطب من يجري معهم اللقاءات بأفخم العبارات عندما يكونون من المصريين مثل حسين الشافعي أو سعد الدين الشاذلي أو أي مسئول مصري آخر، حتى لو كان هؤلاء على النقيض من توجهات منصور السياسية، ولكن يبدو أن معيار الاحترام للناس بالنسبة له هو كونهم مصريون أو غير مصريين.
   ولتوضيح الصورة الحقيقية لهذا الموتور فإنني اختصرت ما يعانيه هذا المزيف من عقد نفسية واضطرابات في نقاط محددة :
  أولها: عندما وجد منصور نفسه في موقع إعلامي متميز وفي وظيفة كبيرة جداَ على إمكانياته فإنه أراد أن يملأ هذا الموقع من خلال استضافة كبار الشخصيات ومن ثَمّ اعتماد أسلوب مقاطعة الضيف قبل أن يكمل كلامه، ثم الهجوم عليه بأسئلة سريعة لا يسمح للضيف من خلالها الإجابة لينهي هذا الأجوف كلامه بصيغة المنتصر على الضيف، وهو من خلال تلك الطريقة يريد إقناع المشاهدين بقوة شخصيته، ولعل النتيجة أن المشاهد لم يستمع لكلام الضيف بل يستمع للثقافة الاستعراضية التي يتمتع بها أحمد العبقور.
ثانيها: ظنّ منصور أنه بنهجه العنصري المعادي لسورية يمكن أن يؤثر على دول الخليج عموماً ودولة قطر خصوصاً تجاه الشعب السوري بوصفه للشعب السوري ( مش واقعي، ده شكله شعب عاطفي وينضحك عليه ) وهذا بحد ذاته يتماشى مع سياسات الكثير من أصحاب الاتجاه الفرعوني الذين لا يطيقون رؤية أبناء الشعب السوري والفلسطيني والأردني يطلبون الرزق في أنحاء الخليج، وهنا نود أن نذكّر المشار إليه أن أبناء سورية العربية وبقية بلاد الشام أكثر ثقافة ودراية من المذكور ,انهم يعتزون بانحياز عواطفهم تجاه الوحدة العربية، وإذا كان منصور يعتقد أن تكريم الشعب السوري لعبد الناصر كان تعاطفاً مع شخصه فهو واهم لأن الشعب العربي في سورية مستعد دائماً للموت من أجل الوحدة، وأن الذي فصل القطرين وألغى الوحدة بين البلدين هو باختصار تلك النزعة المستعلية المتعفنة التي يحملها الضباط المصريون والتي يتمتع بها منصور نفسه تجاه قلعة الصمود العربي سورية بالأمس واليوم وغداً.
ثالثا ً: وهو الأهم إن التيار المعادي لسورية الذي هو نفس التيار المعادي لحركة حماس وأيضاً للمقاومة العراقية الباسلة واللبنانية، وهي ذات الاتجاهات التي دفعت بهذا التيار إلى التآمر على سورية وعقد التحالفات مع الساقطين واللصوص وأدعياء الشعوبية والأحزاب الانفصالية في لندن إضافة إلى التعاون مع القوى الانعزالية اللبنانية في وقت تواجه فيه سورية أعباء حجمها بحجم الأمة العربية وهي التي تدعم بكل ما أوتيت من قوة حركات المقاومة ، وأن الذي يقف مع الفلوجة وأهل الفلوجة هي سورية وليست الدموع الكاذبة التي أسالها احمد منصور عليهم عندما ذهب إلى هناك.
رابعا ً: ليس جديداً على أحمد منصور أن يشتم الشعوب العربية فقد ألّف كتاباً عن سقوط بغداد يتهم فيه شخصيات عراقية وطنية بالتعاون مع المحتل الأمريكي بعضها استشهد وبعضها داخل السجون حتى الآن، ويبدو أن هوايته هي أن يثبت أن الشعوب العربية محشوة بالعيوب والآثام، وقد قام بتسويق كتابه هذا ليتكسب ويرتزق على حساب الشعب العربي في العراق.            
خامساً : إن الشعب العربي السوري وكما نعيش كل يوم ونشاهد هو شعب نبيل ومفعم بالكرامة والنخوة العربية وهو شعب يكفيه عزاً وفخراً أن الأمهات السوريات يرضعن أبنائهن كراهية العدو الإسرائيلي مع الحليب كما أن الإنسان السوري يتنفس الوحدة العربية وعبيرها كل لحظة ويكفي السوريين اعتزازا ً حبهم لفلسطين والقدس الشريف، كل عربي يزور سورية يشعر أنه في وطنه وبين أهله الطيبين الكرام والأذكياء في ذات الوقت، منصور أنت غير مهني فاترك عنك الإعلام أيها الشتام.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق