الخميس، 8 أبريل 2010

الوثيقة السرية حول الوضع في حماس


صحيفة الجزائر نيوز
 تنشر الوثيقة السرية حول الوضع في حماس

تنشر ''الجزائر نيوز'' الوثيقة كاملة كما تحصلت عليها، وقد اتصلت بأطراف قيادية بحماس، ونفت هذه الأخيرة مضمون الوثيقة ووصفتها بالتقارير الصفراء التي تستهدف الحركة·
بسم الله الرحمن الرحيم
والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا
الأخ الأستاذ: خالد مشعل                                                  حفظه الله
رئيس المكتب السياسي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد اجتمع مكتب الإقليم على مدار الأسبوع الماضي وتدارس أوضاع الحركة وذلك من خلال التقارير الواردة إلينا من جهات داخلية مختلفة، ومن خلال معاينتنا للأوضاع الميدانية، وخلصنا إلى جملة من الاستنتاجات نضعها بين أيديكم الطاهرة، ليكون لديكم تصور أوضح عن مجريات الأمور حتى تتمكنوا من اتخاذ ما يلزم من قرارات تقتضيها الظروف التي تمر بها الحركة في قطاع غزة·
لقد تعرّضت الحركة خلال الأسابيع الأخيرة إلى عدة مواقف وأحداث أدت إلى وقوع هزات عنيفة في الاستقرار التنظيمي الداخلي للحركة، ومن المعلوم أن هذا الاستقرار كان أحد ركائز القوة التي تتمتع بها الحركة بل أهمها على الإطلاق·
تتميز الحركة بحفاظها على وحدة الهدف والفكرة ووحدة الهيكل (الوحدة الفكرية والتنظيمية ووحدة الخطاب) والتناغم والانسجام بين قيادة الحركة في كافة أطرها التنظيمية من سمات الحركة الأصيلة التي صانتها وحمتها من كل المتأمرين عليها الكثر عربا وعجما، الأمر الذي لم يكن حال الحركة مع الأحداث الأخيرة، والتي تصادف وقوعها مع وجود ظروف وبيئة تنظيمية مضطربة تعيشها الحركة اليوم على إثر تعثر المصالحة وما رافقها من إضراب في العلاقة مع مصر، مما أدى إلى مزيد من الإرباك والفوضى والانفعالات غير المعتاد عليها، والتى انعكست في كثير من الأحيان على قيادة الحركة والناطقين الإعلاميين باسمها، وأوحت بوجود خلاف داخلي حول كثير من المواضيع· ويمكن تشخيص مواطن الخلل التي أدت إلى ذلك في أكثر من موقع وبمستويات مختلفة·
أولا: على المستوى السياسي
هناك شعور متزايد في نفوس كوادر الحركة أن الحركة فشلت فشلا ''ذريعا'' في إدارة ازدواجية المقاومة والسلطة، والمقصود هنا التناقض والفجوة التي تتسع باضطراد بين الشعور الداخلي الناتج عن الواقع على الأرض وبين الخطاب الإعلامي عن المقاومة والممانعة·
ما يزيد هذا الشعور أن المقاومة متوقفة في الضفة، ورغم الحصار المزدوج لحكومة دايتون وحكومة العدو وبطشها بالمقاومة في الضفة، إلا أن التوقف التام لأي عملية عسكرية بات يحير القواعد التنظيمية وبدأ يتسرب اليأس إلى النفوس والاعتقاد أن مشروع الحركة (المشروع الإسلامي) وكأنه انحصر في قطاع غزة مع ما عليه من ملاحظات·
أصبح هناك تساؤلات لدى كادر الحركة عن جدوى وقف المقاومة رغم عدم وجود اختراقات في قضايا مصيرية وملفات مهمة مثل ملف شاليط، وملف المصالحة، وملف رفع الحصار وإعادة الإعمار، كما لم يعزز ذلك علاقة حماس مع القوى العربية والأجنبية، حيث تراجعت علاقة الحركة مع عدد من الدول العربية مثل مصر والسعودية والأردن واليمن والإمارات، بالإضافة إلى الفشل في الرهان على دور تركي أو روسي فاعل يشكل رافعة للحركة مع محور إيران وسوريا وحزب الله·
فقدت الحركة مادة التنظير السياسي التي اكسبتها سابقا ''النفوذ والشعبية'' في الأوساط الفلسطينية وحتى العربية والإسلامية وهي:
1 - المقاومة: حيث التناقض الواضح بين الخطاب السياسي المتبني للمقاومة والممارسة على الأرض، وهنا نحذر بشدة من الإجراءات الأمنية التي قد تظهر الحركة كشرطي حدود لحماية أمن الاحتلال·
2 - نموذج الحكم الرشيد (التغيير والإصلاح)
من خلال استقراء الواقع نرى أن شرائح واسعة من المجتمع والفصائل بما فيها شرائح واسعة من كوادر الحركة، ترى أن الحركة فشلت في ترسيخ هذا المبدأ·
ويبدو الأمر الآن، وكأن الحركة تحمل المجتمع في غزة استحقاقات الحكم وتمويله من خلال فرض الضرائب والجبايات المالية المختلفة، وهذا رأي جانب كبير من جمهور غزة، والذي بدأ يتحدث بصوت أعلى من ذي قبل عن وقوع المواطن بين فكي كماشة الضرائب الحكومية من جهة، والابتزاز الناتج عن حالات الفساد المالي والإداري والأخلاقي في أجهزة الحكومة من جهة أخرى·
3 - حالة الفلتان والفوضى الأمنية:
بدأت حالة الأمن تتراجع في القطاع وسقطت مقولة أن الحسم جلب الأمن والأمان لأهل القطاع، والذي اعتبرته الحركة أحد أهم إنجازاتها التي طالما تفاخرت به، ولكن الآن بدأت تبرز جرائم القتل والسطو والتفجيرات الداخلية للمرافق التابعة للحركة وللممتلكات الخاصة، كما ازداد ترويج المخدرات والحبوب المخدرة والدعارة·
ثانيا: على المستوى التنظيمي الداخلي
1 - بدأت تظهر خلافات على السطح بشكل لم يسبق له مثيل على مدار السنوات الأخيرة حول عدد من القضايا، ولأنكم تعلمون تفصيلاتها سنوردها كعناوين أهمها
أ) الموقف من التهدئة·
ب) إعلان الدوحة عن تشكيل مرجعية فلسطينية·
ت) الموقف من المصالحة·
ث) الموقف من صفقة شاليط·
ج) العلاقة مع الدول العربية·
2 - يحاول البعض الاستقواء بالكتائب من خلال ربطها المباشر به وتوصيل التمويل مباشرة لقيادة الكتائب دون المرور بالقنوات المعروفة والمتعارف عليها، بحيث أصبح الجهاز الآن خارج سيطرة القيادة السياسية في الداخل·
هناك أموال تصل مباشرة إلى صندوق الحكومة دون المرور بصندوق الحركة كما هو متبع ومتفق عليه، وهذا أيضا يضعف تأثير الحركة على الحكومة·
3 - هناك تآكل كبير في مفهوم السمع والطاعة والانضباط، وقد تم رصد عدد من المؤشرات منها:
- رفض الكتائب الانخراط في برامج التعبئة الفكرية التي تشرف عليها الدعوة وعدم احترام نصائح وملاحظات الدعوة·
- لوحظ أن البعض يتجاوز ويخرج عن القرارات التنظيمية ويصرح بمواقف شخصية وينتقد مواقف الحركة خارج الأطر الرسمية وأمام العامة·
- لوحظ أن هناك اختراقات مهمة في أطر الحركة وتحديدا داخل القسام لصالح الجماعات السلفية واكتشاف ضلوع عدد منهم في استهداف الحركة ومصالحها·
4 - ازدواجية العلاقة بين الحركة والحكومة حيث لوحظ ما يلي:
5 - هناك عدد كبير من كوادر الحركة هجر العمل التنظيمي لصالح العمل في الحكومة، مما أدى إلى نشوء حالة فراغ تنظيمي·
- 6 استنكاف عناصر عن العمل في الحركة نتيجة تظلماتهم وشعورهم بعدم تحقيق العدالة مقارنة بمن التحق بالحكومة من حيث الموقع الوظيفي والمراتب والامتيازات·
7 - التداعيات والآثار السلبية التي تمس بالحركة والناتجة عن الأخطاء والسلوكيات التي ترتكب من قبل العناصر الحكومية·
8 - النفور بين الحركة والحكومة، حيث باتت الحكومة تتفرد بالحكم بعد استلام الأخ أبومصعب حماد وزارة الداخلية والذي أعلن استقلال أجهزة الحكومة عن الحركة ورفع شعار تطبيق القانون والنظام على الجميع، واتخذ قرارات ضد بعض عناصر القسام بعد تجاوزهم للقانون، مما أدى إلى صدام وخلاف واضح بين الكتائب ووزارة الداخلية·
الأخطار المحدقة بالحركة
1 - التيارات السلفية: ستظل التيارات السلفية هي العدو الأكبر والأخطر على الحركة الآن وخلال المستقبل المنظور رغم أن الحركة حاولت احتواءها والتخفيف من خطرها إما باستخدام القوة والضغط الأمني أو من خلال الاحتواء الفكري أو من خلال الوساطة (الاستعانة بالجيش الإسلامي لتحرير العراق)، ولكن فشلت جميع المحاولات، ولذا نتوقع اتساع المواجهة مع هذه التيارات·
2 - تنامي السخط الشعبي على الحركة وتزايد الجرأة لدى المواطن في انتقاد سلوك الحركة والمواجهة أحيانا، الأمر الذي من الممكن أن يتطور لحالات صدام متكررة قد تصل لحالة من التمرد والعصيان الشعبي·
3 - تطور المواجهة مع الكيان وصولا إلى حرب قوية، وهذا وارد على مدار اللحظة·
التوصيات
1 - اعتماد خطاب حركي موحد يؤكد على وحدانية الموقف سواء لوسائل الإعلام أو المجالس الخاصة التي تتسرب عادة للكوادر وتتناقل فيها المواقف·
2 - إعطاء الموقف من الأحداث للناطقين الرسميين فقط ويجب وقف حالة الهرولة نحو الإعلام إلا للمخولين فقط وتحت طائلة المسؤولية·
3 - عرض مواقف الحركة بشكل واضح من خلال تعاميم حركية لا يناقضها تصريحات من هنا وهناك ويكون الموقف الحركي متكاملا ومنسجما·
4 - شرح أسباب وقف المقاومة بشكل واضح لا لُبس فيه والاعتراف به علنا، بدلا من الخطاب الملتبس الحالي والذي يخلق حالة فصام داخلي لدى أبناء الحركة·
5 - التركيز في الخطاب الإعلامي أن مشروعنا الكبير أهم بكثير من تنازلات نقدمها حتى لا نستفز الكيان لمهاجمتنا، لاسيما وأن وقف المقاومة هو لأسباب تكتيكية لخدمة هدف استراتيجي كبير هو جعل غزة قاعدة للإنطلاق لفتوحات تعيد أمجاد الخلافة ويجب محاولة إقناع الفصائل بذلك حتى لا نتهم بحماية الحدود·
6 - إعادة الاعتبار للقنوات التنظيمية الصحيحة وربط تمويل الكتائب والحكومة بقيادة الحركة في الداخل حتى لا يضعف تأثير الحركة على أجنحتها·
7 - الضرب بيد من حديد على كل مظاهر الفلتان وإجراء تعديلات واسعة في صفوف أجهزة الأمن والشرطة ولاسيما بعد ظهور الفساد في صفوفها بما يذكرنا بحكومة فتح البائدة·
8 - إن هناك أباطرة جدد ضمن صفوف الكتائب تحالفت مع قوى متنفذة في الحكومة مما تسبب في وجود مراكز قوى وأباطرة الإحتكارات وتجار المخدرات وابتزاز ورشاوى لتسهيل معاملات المواطنين مما يستدعي وقفة جادة لإعادة صورة الحركة الناصعه الى سابق عهدها·
9 - يجب عدم الغفلة عن أبناء حركة فتح والأجهزه البائده رغم أن العدو الأشرس في هذه المرحلة هو السلفيه الجهادية، ولكن يجب التنبه للآخرين أيضا·
10 - يجب اجتثاث السلفية الجهادية من غزة، لأن عملية الاحتواء بالفكر والمصالحه قد فشلت وحيث أنهم خطرون يجب القيام بحمله واسعه لإنهائهم مهما كلف ذلك من دماء، لأن السكوت يعني دماءا أكثر كلما مر الوقت ·
وتقبلوا تحياتنا
وإنه لجهاد نصر أو استشهاد
إخوانكم في المكتب الإداري
قطاع غزة
5 ربيع الأخر 1431 هجري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق