الخميس، 8 أبريل 2010

حرب الأفاعي بين الموساد وبايدن


بقلم:غازي أبو فرحة

لقد كانت الإهانة التي تلقاها جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي في إسرائيل بالإعلان عن بناء ألف وستمائة بيت في مستوطنة بالقدس؛ كانت إهانة شديدة لو وجهت له من غير إسرائيل لكانت أمريكا قد حركت أساطيلها وطائراتها وقنابلها العنقودية وأسلحة الدمار الشامل وشنت حربا ضروس لا تبقي ولا تذر ضد هذه الدولة المارقة التي أهانت نائب رئيسها.
لقد كانت الإهانة التي وجهتها إسرائيل لأمريكا بنفس حجم الإهانة التي تلقتها الموساد من المخابرات الأمريكية عن طريق ضاحي خلفان رئيس شرطة دبي بكشفه تفاصيل اغتيال الموساد للمبحوح بفضيحة تاريخية مدوية بالصوت والصورة مسحت الموساد بالأرض  وفضحتها وعرتها أمام العدو والصديق ومراق الطريق.
إن خلفان لا ينطق عن الهوى؛ إن هو إلا وحي يوحى له من المخابرات الأمريكية سي آي أي التي تريد أن تضغط على إسرائيل لأنها رفضت وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 ، وقد وعدت أمريكا المتعاونين معها بالمنطقة بوقف الاستيطان كدليل على صدق التوجه نحو السلام !!! وتمرغت سمعتها بالوحل لعجزها وهي الدولة العظمى ذات الأساطيل؛ ولو كان خلفان يسيطر على الكاميرات والمسجلات لكان في إمكانه منع وقوع الجريمة؛ كما لو أنه كان مخلصا حقا لأشرك حماس في التحقيق لأنها ولية الدم وتملك المعلومات عن الشهيد؛ وقد أعلن المعلومات بالتقسيط المريح بطريقة لا تضر بأمريكا وتؤدي الغرض بالضغط الأمريكي المتقطع على إسرائيل كي تفهم الرسالة ولا ينفع القضية العربية إلا ظاهريا وإنه لا يستطيع أن يدلي بأي معلومة تفيد القضية لا تسمح له بها أمريكا التي هو أداة من أدواتها؛ وقد تحدته صحيفة يدعوت أحرونوت الإسرائيلية وقالت إنه يوجد ضباط إسرائيليين يعملون كمدربين لجيوش الدويلات النفطية الخليجية ويحملون جوازات سفر أوروبية؛ هل يستطيع خلفان أن يكشفهم؟ من المؤكد أنه لو رآهم سوف يؤدي لهم التحية.
إن الدويلات النفطية الخليجية هي صنيعة أمريكا وبريطانيا والغرب الصليبي من أجل نهب النفط العربي؛ وقد هندس الغرب هذه الدويلات بطريقة شيطانية لتبديد أموال النفط العربي؛ فلم يقيم مسؤلوها المصانع بهذه الأموال؛ بل أقاموا العمارات الشاهقة المكلفة والتي لا لزوم لها والتي لن تصمد أمام أي مزحة من مزحات السيد ريختر واستدانوا مليارات الدولارات لإنشائها ورهنوا إرادتهم للدائنين. إن هؤلاء الحكام الطفيليين للدويلات النفطية الخليجية يتعاملون مع أموال النفط  مثل طفل يلهو ببرازه.
إن هذه الدويلات هي منطقة نفوذ أمريكية وإن أجهزة التصوير والكشف التي استعملها خلفان في كشف الموساد وضعتها أمريكا كما يضع الكلب بوله على الحجارة التي على حدود منطقة نفوذه؛ ولقد كان وما زال الموساد الإسرائيلي يرتع في مناطق النفوذ الأمريكية والتي تغطي أكثر من ثلثي الوطن العربي؛ وكانت أل سي آي أي تقدم للموساد المساعدة في التخطيط  والتنفيذ والتخفي واستثمار الجريمة بكل إمكانياتها كمخابرات دولة عظمى ميزانيتها 300 مليار دولار أي أربع أضعاف ميزانية دولة كبرى مثل مصر سكانها ثمانين مليون نسمة؛ ويتبع المخابرات الأمريكية 250 ألف موظف وجاسوس يفكرون ليل نهار باضطهاد المظلومين كالعرب والمسلمين ومساعدة الظالمين كالموساد الإسرائيلي.
لقد اغتالت إسرائيل قبل المبحوح أكثر من مائة ضحية تنوعوا من:
 الرؤساء: ياسر عرفات 2004في رام الله، وجمال عبد الناصر1970في القاهرة، وهواري بومدين 1978 في الجزائر إلى اللبنانيين: رفيق الحريري 2005 في بيروت، وكمال جنبلاط 1977 في المختارة جبل لبنان، وعباس الموسوي 1992 ، وراغب حرب 1984 في النبطية، وعماد مغنية 2008 في دمشق، ومعروف سعد 1975 في صيدا،
 وصالح مسعود بويصير وزير الخارجية الليبي 1973 قصفت طائرته المدنية فوق مصر مع مئة راكب، فانتقمت ليبيا بتجنيد متقاعدي أل سي آي أي لاغتيال الرئيس الأمريكي ريجان فقصفت أمريكا ليبيا 1986 وأوقعت ضحايا بينهم ابن ألقذافي فانتقمت ليبيا بإسقاط طائرتين مدنيتين واحدة فرنسية فوق النيجر 1989 والأخرى أمريكية فوق لوكيربي باسكتلندا بريطانيا 1988 فحاصرها الغرب وعملاءه من الشرق عشرين سنة وفي النهاية اتفقت ليبيا معهم على التعويض فدفعت لهم ثلاثة مليارات دولار كتعويضات لأهالي الضحايا (على الصرماية – الحذاء) وكانت أول مرة يخدم فيها النفط الكرامة حيث ثارت ليبيا لكرامتها.
 وقادة حركة فتح (عندما كانت فتح مفجرة الثورة وقائدتها ليس مثل اليوم عندما أصبحت تبحث عن الرواتب والامتيازات والبحث عن فرص المال الحرام والتألق ألطاووسي الأجوف على حساب القضية): خليل الوزير في تونس 1988 ، وعلي حسن سلامة 1979 في بيروت، ومحمد طه في روما 1982، وإبراهيم عبد العزيز  1979باريس،  وسعد صايل 1982 في البقاع بلبنان، (وكمال ناصر وكمال عدوان وأبو يوسف النجار 1973 في فردان بيروت)، وكمال حسن في روما 1982، وإسماعيل درويش 1984 في روما، ومأمون الزغير وجميل عبد القادر في أثينا 1982، (وصلاح خلف وهايل عبد الحميد وفخري العمري في تونس 1990)، وعاطف بسيسو 1992 في باريس، وأحمد بوشيكي المغربي شبيه سلامة 1973 بالنرويج، 
وممثلي منظمة التحرير في أوروبا (أيام أبو عمار عندما كانت اسما على مسمى وليس اليوم عندما أصبحت تبحث عن السلام الوهمي والرواتب والامتيازات): محمود الهمشري 1978 في باريس، وموسى أبو زياد 1973في باريس، ومحمود   ولد الصالح 1977باريس، ومحمود بو دية 1973 في باريس، وسعيد حمامي 1978 في لندن، وعلي ياسين 1978 في الكويت، ووائل زعيتر   1972 في روما، وعز الدين القلق وخالد حماد في باريس 1978 ، ونعيم خضر 1981 في بلجيكا، وحسين أبو الخير  1973 في قبرص، وماجد أبو شرار 1981مسؤول الإعلام بالمنظمة، ومنذر أبو غزالة في أثينا 1986 ، وفيصل الحسيني 2001 في الكويت مسئول ملف القدس المسالم، ومحمود ألقدومي 1982 في أنقرة، وفهد القواسمي 1984 في عمان، وزياد وشاحي 1973 في قبرص، وحسين البشير1973 في قبرص، وإبراهيم عبد العزيز في قبرص 1979  ،وسمير طوقان في قبرص 1979 ، وحنا مقبل في قبرص 1984 ،وإسماعيل راجي الفاروقي 1986 في أمريكا، وزعيم الجبهة الشعبية: أبو علي مصطفى 2001في رام الله، وقبله وديع حداد 1978 ألمانيا، وباسل القبيصي 1973 في باريس، وزهير محسن 1979 مؤسس منظمة الصاعقة في فرنسا، وجهاد جبريل من الجبهة الشعبية القيادة العامة 2002بيروت، وإبراهيم النفار، ومحمد الخواجا غزة   1995،وناصر صلوحة غزة 1994 ،
 والأدباء: غسان كنفاني 1972 في بيروت، وأنيس صايغ مدير مركز الأبحاث 1972 في بيروت، ورسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي 1987في لندن، والشاعر توفيق زياد 1994 أريحا (بحادث سيارة مدبر)، والصحفي هاني عابد خان يونس 1994 ، ويوسف مبارك 1980 صاحب المكتبة العربية بباريس، والطالب عزيز مطر1981روما، وقد اتهمت الصحف الإسرائيلية الموساد بالفشل الذريع لأن جورج حبش مات على الفراش ولم يقتله الموساد.
 والمصريون: مصطفى حافظ 1956في غزة، وأشرف مروان  2007 في لندن، والليثي ناصف 1973 في لندن، وسليمان خاطر 1986 بالقاهرة (اغتاله الموساد بشنقه داخل السجن الحكومي المصري)،
وعلماء الذرة: مسعود علي محمدي 2010 في طهران، ويحيى المشد 1980 في باريس،وسمير نجيب 1967 ديترويت، ومصطفي مشرفة (أينشتاين العرب) 1950 بلندن، والدكتور سعيد السيد بدير 1988 بالإسكندرية، وسميرة موسى (كوري العرب) 1952 بكاليفورنيا، ونبيل القليني 1975 بتشيكوسلوفاكيا، وأكثر من 350 عالم ذرة عراقي واختطفت علماء ذرة إيرانيين وقتلت أحدهم، والعلماء الألمان البروفيسور ولفغانغ بيلز مشغلي مصانع الصواريخ في مصر الجديدة 1965،
وفتحي ألشقاقي 1995 مؤسس حركة الجهاد، ومروان ألكيالي وحمدي التميمي وأبو القاسم من الجهاد في قبرص 1988،
 وقادة حركة حماس: أحمد ياسين 2004 وعبد العزيز الرنتيسي 2004وصلاح شحادة 2002 ويحيى عياش 1996 ونزار ريان 2009 وسعيد صيام 2009، وإبراهيم المقادمة 2003 في غزة وإسماعيل أبو شنب 2003 في غزة،  وكمال كحيل غزة 1995 ،   وإبراهيم ياغي أريحا 1994،عز الدين الشيخ خليل 2004 دمشق،
 والمعارض المغربي المهدي بن بركة 1965 خطفته الموساد وعذبته وقتلته تحت التعذيب وأحرقت جثته بفرنسا بمساعدة أوفقير ومساعده الدليمي واشترك معهم المخابرات الأمريكية والفرنسية،  اغتيال رئيس اللجنة النووية السورية العميد محمد سليمان في 2008 بطرطوس سوريا والرئيس الأمريكي جون كندي 1963(بالتعاون مع المخابرات الأمريكية سي آي أي) وجرى اتهام السوفييت، والسويديون الثلاثة: الكونت برنا دوت (الوسيط الدولي عام 1948) وداغ همرشولد (أمين عام الأمم المتحدة عام 1961 بالتعاون مع أل سي آي أي بحادث طائرة مفتعل) وأولف بالمة 1986 (رئيس وزراء السويد المتعاطف مع المضطهدين)؛
وكانت أمريكا وأجهزتها وعملاءها وجواسيسها تساعد الموساد في اتهام الشرفاء باغتيالهم لإعادة خلط الأوراق والفتن.

   لقد كان الشهيد المبحوح آخر ضحية ولكنه لن يكون الضحية الأخيرة للموساد الإسرائيلي والذي كشفته أجهزة المخابرات الأمريكية المتموضعة في دبي وشهرت بالموساد.
إن الحرب بين المخابرات الإسرائيلية (الموساد) والمخابرات الأمريكية (سي آي أي) تبدو كحرب الأفاعي حيث يستعمل الطرفان الضربات الغير مباشرة كاللدغ السريع والملمس الحريري الناعم كجلد الأفعى وكل طرف يخدع الآخر ويكذب عليه.
لقد تعرض اليهود لعملية نصب تاريخية مدمرة بإنشاء إسرائيل في فلسطين بواسطة بريطانيا قائدة الغرب الصليبي في أوائل القرن العشرين وأكملتها أمريكا قائدة الغرب الصليبي في أواخر القرن العشرين والآن؛ لقد أراد الغرب الصليبي من إسرائيل أن تكون مشروعا نفطيا كمخلب قط للغرب في المنطقة العربية النفطية، وأنشئوا حولها مشاريع مكملة مثل الدويلات النفطية والحكام الفاسدين وجامعة الدول العربية؛ ولذلك فإن الغرب الصليبي بقيادة أمريكا يريد أن يجامل الحكام العرب المتعاونين معها والذين أيدوها على تدمير العراق وقتل رئيسه وأكثر من مليون من سكانه؛ بمكافأتهم على تعاونهم مع المجرم الأمريكي بشيء من المكاسب الصغيرة كدويلة مسخ في بعض من أراضي 67؛ إن أمريكا ذباح يذبح العرب والمسلمين وسكينه إسرائيل والحكام الخونة فمن الخطأ لوم السكين وترك الذباح.
إن اليهود المؤمنين الحقيقيين هم الآن خارج إسرائيل كناطوري كارتا؛ ولكن اليهود الصهاينة اللادينيين (العلمانيين) والمتدينين التحريفيين (التلموديين) هم الآن في إسرائيل وينظرون لإسرائيل على أنها وطن كما أقنعتهم بريطانيا قائدة الغرب الصليبي عند إنشاء إسرائيل؛ والوطن يتطلب استيطان وإن إسرائيل قامت على الاستيطان؛ فكيف يطلب الغرب منهم وقف الاستيطان؟ إذن إسرائيل أصبحت مشروع نفطي أو معسكر متقدم للغرب الصليبي لنهب النفط؛ أو كالدوبلير في السينما الذي يتلقى الضربات نيابة عن البطل.
إننا نحن العرب ونحن نتفرج على حرب الأفاعي نقول: اللهم اضرب الظالمين بالظالمين؛ لأن الطرفين يعتبراننا فريسة ويمعنان فينا الأذى والمذابح، ولا نصدق أمريكا في أنها تعمل لصالحنا لأنها ذباحتنا وإنها أساس الإرهاب وأساس الإجرام وتمارس مع العرب والمسلمين الذين يتعاونون معها تمارس معهم الدعارة السياسية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق