الاثنين، 12 أكتوبر 2009

سرقة وانتهاك لأجسادالشهداء الفلسطينين من قبل إسرائيل وعدم وجود أي رد فعل عربي أو غربي

أشارالصحفي السويدي دونالد بوستروم خلال مؤتمر صحفي عقده في دار البعث بدمشق الأحد لنوبلزنيوز إلى أنه لم يجد أي رد فعل غربي على مقالاته حول قيام إسرائيل بسرقة أعضاء مواطنين فلسطينيين والمتاجرة بها وأوضح بوستروم أن الكثير من وسائل الإعلام العالمية في مختلف دول العالم من بينها الدول الإسكندنافية أجرت معه لقاءات حول هذا الموضوع ، وقد أجرت وكالة ال CNN معه لقاءاً للوقوف عند هذا الموضوع ولكنها لم تتطرق إلى معاداته للسامية، وقاموا بالبحث في عمق المسألة مشيراً إلى أن وسائل الإعلام الفرنسية ستجري لقاءات معه لأنها بصدد إعداد فيلم حول متاجرة إسرائيل وانتهاكاتها لأجسام الفلسطينيين، معلناً أنه بصدد زيارة لفرنسا بعد انتهاء جولته المقررة على بعض الدول العربية، وأكد بوستروم لنوبلزنيوز أنها لا توجد أي ردة فعل من الغرب وهذا ما قام به العرب أيضاً وأشار إلى أنه مصدوم فعلاً، وبالطبع فإن الأمر يحتاج إلى وقت طويل جداً مشدداً أنه علينا الاستمرار بالكتابة، ويعد حالياً لمقالة ثانية تتناول هذا الموضوع من خلال صحيفته السويدية.

وكشف الصحفي السويدي دونالد بوستروم " أنه تعرض للتهديد هو وعائلته إثر نشره مقالا في صحيفة "أفتون بلادت " السويدية في السابع عشر من آب الماضي، مؤكداً أنه تعرض لمئات رسائل التهديد من بينها ثلاث رسائل الكترونية تهدده بالقتل لكشفه سرقة الاحتلال الإسرائيلي لأعضاء من جثامين الشهداء الفلسطينيين والمتاجرة بها.

وأضاف "تم نشر الكثير من الأكاذيب علي بسبب التحقيق الذي نشرته والذي بدوره خلق لي الكثير من المصاعب وجعل من الصعب أن أجد عملا في أماكن أخرى أو أن أكلف بمهمة أخرى من قبل صحيفتي".

وقال الصحفي السويدي دونالد بوستروم إن إسرائيل حطمت رقماً قياسياً في انتهاكها للقانون الدولي دون أن تواجه عواقب للجرائم التي ترتكبها بحق الفلسطينيين لأنها محمية من قبل الولايات المتحدة وبمثابة طفلها المدلل.

وأضاف "للأسف لا يوجد قانون دولي بل مصالح سياسية يطبق من خلالها القانون الدولي" موضحا ً أن إسرائيل انتهكت القانون الدولي في موضوع السرقة من ثلاثة جهات أولها قتل الشخص بدون محاكمة والثانية أنها سحبته أمام عائلته والثالثة أنها أعادته وقد شرح وسرقت أعضاءه، وبالمحصلة إسرائيل محمية من الولايات المتحدة الأمريكية ولكن علينا كصحفيين أن نشرح ما يجري"،لافتا إلى أن "أي شخص يتهم بمعاداة السامية يحرم من زيارة دول كثيرة مثل الولايات المتحدة"

وشرح بوستروم في المؤتمر الصحافي تفاصيل سرقة الأعضاء وقال "الأمر على شقين أولا يقوم الإسرائيليون بشراء الأعضاء من الفلسطينيين الفقراء وبيعها في نيويورك، والشق الثاني أنهم يسرقون أعضاء الفلسطينيين الجرحى أو القتلى".

وأضاف "قابلت عشرين عائلة قالت إن أفرادا منها سرقت أعضاءهم ولكن لا دليل ثابت، كما تمت سرقة سائح اسكتلندي، وهناك سرقة ثالثة وهي بدافع علمي حيث تستخدم جثث الفلسطينيين في دروس العلوم في المدارس الإسرائيلية".

وكشف بوستروم عن وجود "أربع مقابر في الضفة الغربية يوجد فيها أشخاص غير معروفين إحداها موجودة في الجولان".

وأوضح أنه عمل على موضوع كشف الجرائم الإسرائيلية منذ عام 1992 وأورد هذه الحقائق في كتابه إن شاء الله الصادر عام 2001 إلا أن ذلك الكتاب لم يلق الاهتمام المأمول مضيفا أنه عاد ونشر مقالا في صحيفة افتون بلادت في آب الماضي أثيرت حوله ضجة كبيرة ما أدى بالسلطات الإسرائيلية ودوائر غربية موالية لها إلى نشر الكثير من الأكاذيب واتهامه بمعاداة السامية.

وطالب بوستروم سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالكشف عن مصير الأعضاء البشرية التي سرقتها موضحا أنه قابل العشرات من العائلات الفلسطينية التي أكدت أنها استلمت جثامين شهدائها ناقصة بعض الأعضاء منها وقال إن من حق أهالي الضحايا معرفة الحقيقة وما جرى لأبنائهم وأعضائهم المسروقة.

وتساءل الصحفي السويدي عن أسباب إثارة هذه الضجة الإعلامية الكبيرة إثر نشر تحقيقه في آب الماضي مشيراً إلى أنه سبق ونشر مواد عن عمليات الاتجار التي تتم في دول أخرى دون أن يلفت ذلك انتباه أحد.

كما وأعرب أنه أصيب بخيبة أمل تجاه الحكومات العربية بشكل عام والسلطة الفلسطينية تحديدا فهي لم تقم بأي رد فعل ولم ترفع الأمر إلى الأمم المتحدة كما أشعر بخيبة أمل خاصة حيال السلطة التي لم تفعل شيئا تجاه العوائل الفلسطينية".مشيرا إلى "الموضوع كان معروفا لدى قادة السلطة وياسر عرفات والصحف الفلسطينية كانوا يعلمون بالموضوع الذي ظهر ثم اختفى".

وأوضح بوستروم "قادة السلطة لم يعملوا على إخفاء الموضوع ولكنهم لم يعملوا على إثارته، لم يتكلموا عن الموضوع وعندما أخبرتهم أهملوه، والحقيقة ليس لدي تفسير لما يحدث".

وتابع "هذه هي المرة الأولى التي أهدد فيها .. أما المستقبل فلا أعرفه ولكن سيكون هناك ثمن وستكون الكلفة باهظة، ومثلما ازداد عدد أصدقائي بعد نشر المقال ازداد أيضا عدد أعدائي".

وقال بوستروم: لست نادما على ما نشرته وأعمل حاليا على إعداد ملف آخر حول الموضوع نفسه وأصبح لدي الآن أصدقاء أكثر في العالمين العربي والغربي مما كانوا قبل نشر هذه المقالات.

يشار إلى أن دونالد بوستروم بدأ ممارسة العمل الصحفي منذ العام 1984 وبدءا من شهر ديسمبر من العام 1985 بدأ بالكتابة عن الشرق الأوسط وعن الصراع العربي الإسرائيلي حيث كتب العديد من المقالات وألف خمسة كتب بالإضافة إلى تقديم العديد من البرامج التلفزيونية.

وأكد الصحفي السويدي أنه من الصعب أن تكون صحفياً في عالم اليوم، خاصة أنه في عالم اليوم يتدخل الاقتصاد وتتدخل السياسة وعوامل مختلفة تحاول أن تؤثر على الإعلام لتظهر آرائها أو توجهاتها، وباعتبار أننا في مجتمع المعلومات هناك أطراف مختلفة تريد منه أن يكون صوتاً لها، ويقول أن الصحفي يملك مفتاحاً أساسياً في هذا العالم وهو أن يكتب عن الناس ، ولذلك فإنه يتحدث عن نفسه ويرى أن الوظيفة الأساسية المطلوبة منه هي أن يقوم بالكتابة عن الناس وما يعانونه وهذا أمر شاق فعلاً.

ويقول أن الموضوع الأساسي الذي يجب أن يتكلم حوله الصحفي هو الحقيقة، وهنا عندما أن يتكلم عن المنطقة فهناك صراع وكل طرف من أطراف الصراع يريد منه أن يظهر جانبه الخاص به ولكن المشكلة أن المعلومات التي تقدم له تكون احياناً خاطئة أو غير صائبة وأحياناً تمنع عنه بعض المعلومات وفي أحيان أخرى يجب عليه يتأكد من المعلومات التي تقدم إليه مما يجعله تحت الرقابة الذاتية وعندما يقوم بالكتابة فإنه أعلم بأن هذه المقالات التي سوف يكتبها إما ستجعل هناك طرفاً سعيداً وإما أن تجعل طرفاً آخريطلب منه أن يعيد النظر بها غير سعيد وفي نهاية الأمرعندما يكتب مقالاً، فإن عدداً كبيراً من الناس لن يكونوا سعداء بها وفي النهاية فإن مهمة الصحفي شاقة جداً وهناك نتائج ستترتب على كل ما ستكتب.

وتوجه للإعلاميين بالقول إن الصحافة مهنة شاقة لكنها المفتاح لكشف الكثير من الأمور مستعرضا ما كشفه ونشره عام 1998 حول مقتل نحو عشرة آلاف شخص في الهجوم الذي شنته أثيوبيا على إريتريا ما جعلها تسحب قواتها من ذلك البلد وكيف أنه تعرض لضغوط من إثيوبيا لستة أشهر.

وكان الأمر مخجلاً بالنسبة لأثيوبيا أن تقوم دولة صغيرة بهزيمتها لذلك منعت الصحفيين من تصويرالأحداث أو القدوم إليها، ويقول: بأنه نجح بأن يصل إلى أثيوبيا عبرإريتريا واستطاع الوصول إلى منطقة الصراع واكشتف 10 آلاف جثة من بينها أطفال تتراوح أعمارهم بين سن ل 12 - 15 فذهب مباشرة بعد التصوير إلى السويد وقام بطرح مقالاته في الصحف الصادرة في ذلك اليوم، وثم قام بعرض تقرير تلفزيوني يعرض لما شاهده فكان من أثيوبيا أن ثار غضبها وأحدث ذلك الأمر عاصفة شديدة بالنسبة لها، ولكنها لا تماثل ما حدث له بموضوع الكتابة عن تجارة الأعضاء في فلسطين ولكنه بقي تحت التهديد لمدة ستة أشهر.

وكان بوستروم نشر تحقيقا في صحيفة "أفتون بلاديت" السويدية تحت عنوان "أبناؤنا نهبت أعضاؤهم" كشف فيه عن تعمد إسرائيل قتل فلسطينيين عزل وسرقة أعضاءهم والمتاجرة بها، فج في آب الماضي أزمة في العلاقات بين السويد وإسرائيل وخصوصا بعد الرفض السويدي للاعتذار عما جاء في المقال.

يشار إلى أن بوستروم صحفي وكاتب ومصور سويدي الجنسية اشتهر بكتاباته المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي وضم كتابه إن شاء الله 200 صورة التقطها في فلسطين المحتلة رصد من خلالها معاناة الفلسطينيين اليومية بسبب الاحتلال الإسرائيلي.

خاص نوبلزنيوز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق