الخميس، 29 أكتوبر 2009

بيان حول الانتخابات


المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدم

تونس في 27 أكتوبر 2009

بيان حول الانتخابات

عاشت بلادنا في الأيام الأخيرة محطة هامة في الحياة السياسية تمثلت في انتخاب رئيس الجمهورية وأعضاء مجلس النواب.

لقد اعتبرت المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدم هذه الانتخابات محطة نضالية استثنائية وفرصة تفتقد البلاد لمثيلاتها في سائر الأيام، فرصة لإسماع الشعب صوتا مغايرا للصوت المهيمن الذي يحاول إيهام الناس بأنه الصوت الوحيد، وأنه ليس بالإمكان أبدع مما كان وأن لا بديل عن الحزب الحاكم ورجالاته.

وعلى الرغم من العراقيل الجمة التي بدأت بالقوانين الانتخابية التي اعترض عليها نواب حركة التجديد وإسقاط العديد من القائمات وحجز جريدة "الطريق الجديد" ومنع البيانات والمعلقات لأيام عديدة في بداية الحملة الانتخابية، والتصرف المنحاز في توفير فضاءات الاجتماع العمومي والصنصرة لعديد المقاطع في المداخلات الإذاعية والتلفزية لعدد من رؤساء قائمات المبادرة وانتهت بعديد التجاوزات والإخلالات التي حصلت يوم الاقتراع والتي رفعنا في الإبان ملاحظات بشأنها إلى المرصد الوطني للانتخابات.

وعلى الرّغم من كل ذلك، فقد تمكنت المبادرة الوطنية من إثبات واقع حاول بعضهم إنكاره، وهو أنها تمثل فعلا حركة معارضة جدّية ومسؤولة تقدم أفكارا ورؤى بديلة مغايرة للسائد، مدروسة وقابلة للتطبيق - أو هي تشكل على الأقل قاعدة صلبة لإجراء حوار وطني شامل حول الاختيارات العامة في البلاد - وأن هذه البدائل يحملها نساء ورجال وطنيون أكفاء، لا يجرون وراء مال أو جاه، ولا يعتمدون إلا على القوى الذاتية لشعبهم، وهمهم الوحيد وضع طاقاتهم وتجاربهم وخبراتهم في خدمة مصلحة البلاد ورقي الشعب.

وقد كان بالإمكان أن تشكل هذه المحطة فرصة لتطوير الأوضاع السياسية في اتجاه نظام سياسي يتماشى مع حاجات الشعب وطموحات الشباب للشروع في تنفيذ إصلاح يكرس حق المواطن في اختيار قياداته بكل حرية ويجسم ثراء الساحة السياسية بما تزخر به من طاقات عديدة مستعدة لتسخير إمكانياتها لمصلحة الوطن ورقيّه.

لكن الإصرار على إبقاء هيمنة الحزب الحاكم على جميع مظاهر الحياة السياسية والاجتماعية قد فوّت هذه الفرصة للإصلاح، وهو أمر يؤشر على نيّة لدى البعض في جعل الفترة المقبلة من حياة بلادنا مطابقة لما كانت عليه الفترة السابقة إن لم تكن أكثر انغلاقا. لذا فقد جاءت النتائج الانتخابات المعلن عنها لا تعكس حقيقة موازين القوى السياسية في المجتمع، ولا حجم التعاطف الواسع الذي لقيته المبادرة الوطنية ومرشحوها في الرئاسية والتشريعية لدى عموم المواطنين، بل أتت لتكرّس سيطرة الحزب الحاكم والأحزاب الموالية للسلطة والقريبة منها، في محاولة لإحباط وتهميش المعارضة الوطنية والديمقراطية المسؤولة.

إن المبادرة من أجل الديمقراطية والتقدم تعبر عن اعتقادها بأن مستقبل تونس واستقرارها ومناعتها يمرّ عبر سياسة اجتماعية عادلة وإصلاح سياسي شامل يكرّس مبادئ النظام الجمهوري وقيم المواطنة والمساواة، وسيادة الشعب التي يمارسها عبر انتخابات حرّة وشفاّفة فعلا، ويثري الحياة السياسية ويمكن الأحزاب المدنية التي عبّرت عن رغبتها في العمل القانوني من حقها في ذلك، ونخص بالذكر منها حزب العمل الوطني الديمقراطي.

وإننا في المبادرة لعازمون في المرحلة القادمة على توطيد ائتلافنا على أساس أرضية واضحة تقدمنا بها للرأي العام يوم الإعلان عن ترشيح الأستاذ أحمد إبراهيم، واعتمدناها خلال كافة مراحل الحملة الانتخابية.

كما أننا عازمون على مواصلة تطوير اللقاءات التي حصلت أثناء الحملة لقطع أشواط جديدة نحو تجميع أكبر قدر من الطاقات وبناء حركة ديمقراطية وتقدمية قوية وفاعلة، قادرة على التأثير على مجريات الأمور للمضي قدما بتونس وأبنائها وبناتها نحو الأفضل.

ولا يفوت المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدم بجميع مكوناتها من مستقلين وحركة التجديد وحزب العمل الوطني الديمقراطي أن تتقدم بالشكر إلى كل المواطنات والمواطنين الذين صوتوا لمرشحها للرئاسة الأستاذ أحمد إبراهيم ومرشحيها للانتخابات التشريعية، وهي تعرب عن امتنانها للشعب التونسي الذي احتضن اجتماعاتها في جميع جهات البلاد، وواكب لقاءاتها وأبدى اهتماما بأفكارها واقتراحاتها، متخطيا بذلك حواجز اللامبالاة وشتّى الضغوط.

كما تعرب المبادرة الوطنية عن تقديرها وتهانيها الحارّة لمناضليها وأصدقائها وأنصارها لما أظهروه من نضالية وحزم وحماس أثناء الحملة الانتخابية، وما أثبتوه من سلوك مسؤول جعلهم يتجاوزون العراقيل والضغوط، سواء تلك التي تدفع إلى الاعتكاف في البيوت والاحتجاج على الورق أو تلك التي تدفع إلى الخضوع إلى الأمر الواقع والاستسلام أمام الترغيب و الترهيب.

كما تسجّل المبادرة الوطنية عدم إقصاء حركة التجديد من مجلس النواب حيث ستكون ممثلة بنائبين يتحملان مسؤولية الإصداع بمواقف المعارضة الجدّية.

كما تعبّر المبادرة الوطنية عن تقديرها لكل من ساند مرشحها للرئاسة الأستاذ أحمد إبراهيم ونخص بالذكر منهم حزب "التكتل من أجل العمل والحريات" وقائمات "الإصلاح والتنمية"، كما تجدّد تضامنها مع حزب "التكتل من أجل العمل والحريات" إزاء ما تعرّض له من إقصاء في هذه الانتخابات.

وتعبّر المبادرة عن امتنانها لعديد الشخصيات التونسية في تونس وفي المهجر وعديد المثقفين والفنانين والكتاب والأطباء والمحامين والجامعيين والنقابيين والحقوقيين الذين عبروا عن مساندتهم للمبادرة ومرشحيها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق