الخميس، 29 أكتوبر 2009

لا لتهويد القدس

النفطي حولة

منذ أن اغتصبت فلسطين سنة 1948 من طرف العصابات الصهيونية الارهابية والعدو الصهيوني يرتكب الجرائم تلو الجرائم ضد أبناء شعبنا العربي بفلسطين. فلم يترك مدينة ولا قرية ولا تلة ولاواديا ولاغابة الا وترك فيها آثار جرائمه البشعة ضد البشر والشجر والحجر . فحربه ضد الأمة العربية تكتسي طابعا شموليا . فهي حرب على الأرض وعلى المياه الموجودة في الأنهار أو الينابيع الجوفية وعلى التراث النباتي والانساني والعمراني والاجتماعي والتاريخي والحضاري . وها هو لا يزال يحول مدينة االقدس العربية الى مدينة يهودية . فأخضع كل خرافاته القبلية التي وردت في التوراة من أجل تبديا معالم المدينة والمسجد الأقصى . ففي كل مرة يزعم فيها أنه يبحث عن هيكل سيدنا سليمان يدمر ما اعترضه في طريقه من بيوتا آهلة بالسكان يشرد أهلها فيتركهم للعراء يفترشون الأرض المغتصبة ويلتحفون السماء الداكنة السوداء لعلها تبكي لحالهم وترثيهم وقد أنهكهم التعب من شدة ما استصرخوا بني جلدتهم من العرب والمسلمين أجمعين . وتشير الدراسات التاريخية التي قام بها علماء الآثار الانتروبولوجيا أنه لا وجود لشيء اسمه الهيكل .وأول قرار كان في عصبة الأمم اثر ثورة البراق التي قادها الفلسطينيون مسلمين ومسيحيين جنبا الى جنب سنة 1929 حيث حاول الصهاينة في تلك الفترة تدنيس المسجد الأقصى لما أرادواقتحامه والقيام بحفلات دينية عند حائط البراق .

ونتيجة لتلك الاضطرابات والتحركات السياسية التي صاحبتها شكلت عصبة الأمم لجنة دولية للتحقيق في ملكية الحائط‏،‏ وأعدت تقريرها الذي نشر عام‏ 1930،‏ وجاء فيه ما نصه‏:‏ "تصرح اللجنة استنادًا إلى التحقيق الذي أجرته بأن ملكية الحائط وحق التصرف فيه‏‏ وما جاوره من الأماكن المبحوث عنها في هذا التقرير‏،‏ عائد للمسلمين‏،‏ ذلك أن الحائط نفسه ملك المسلمين‏ لكونه جزءاً لا يتجزأ من الحرم الشريف‏..‏ والرصيف الكائن عند الحائط‏‏ حيث يقيم اليهود صلواتهم‏،‏ هو أيضًا ملك للمسلمين"‏.

وفي عام 1969 قامت العصابات الارهابية الصهيونية باحراق المسجد الأقصى انظر هنا

قد أتى حريق المسجد الأقصى عام 1969 في إطار المحاولات اليهودية لهدمه وإقامة هيكل سليمان مكانه، ففي يوم 21/8/1969 قطعت سلطات الاحتلال الإسرائيلية المياه عن منطقة الحرم ومنعت المواطنين العرب من الاقتراب من ساحاته، في الوقت الذي حاول فيه أحد المتطرفين اليهود إحراق المسجد الأقصى.

.استنكرت معظم دول العالم هذا الحريق، واجتمع مجلس الأمن وأصدر قراره رقم 271 لسنة 1969 بأغلبية أحد عشر صوتاً وامتناع أربع دول عن التصويت من بينها الولايات المتحدة الأميركية، والذي أدان إسرائيل ودعاها إلى إلغاء جميع التدابير التي من شأنها تغيير وضع القدس. وجاء في القرار أن "مجلس الأمن يعبر عن حزنه للضرر البالغ الذي ألحقه الحريق بالمسجد الأقصى يوم 21/8/1969 تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي، ويدرك الخسارة التي لحقت بالثقافة الإنسانية نتيجة لهذا الضرر".
وذكر بيان مجلس الأمن الدولي بقرارت الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاصة ببطلان إجراءات إسرائيل التي تؤثر في وضع مدينة القدس، وبتأكيد مبدأ عدم قبول الاستيلاء على الأراضي بالغزو العسكري، ونص على أن "أي تدمير أو تدنيس للأماكن المقدسة أو المباني أو المواقع الدينية في القدس، أو أي تشجيع أو تواطؤ للقيام بعمل كهذا يمكن أن يهدد بشدة الأمن والسلام الدوليين ".

ومنذ ذلك الوقت تأسست العديد من الجمعيات اليهودية المتطرفة وكان من أبرزها جماعة أمناء الهيكل التي بدأت عملها منذ 1967 من أجل تهويد مديبنة القدس

من أهم الجماعات الدينية الإسرائيلية المتطرفة التي تعمل على إعادة بناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى جماعة تطلق على نفسها اسم "أمناء جبل الهيكل". وقد بدأت هذه الجماعة عملها منذ عام 1967 بالحفر تحت البيوت والمدارس والمساجد العربية المحيطة بالحرم بحجة البحث عن هيكل سليمان، ثم امتدت في عام 1968 تحت المسجد الأقصى نفسه، فحفرت نفقاً عميقاً وطويلاً تحت الحرم وأنشأت بداخله كنيساً يهودياً.

ولا تزال محاولات الجمعيات اليهودية المتطرفة التي تدعمها العصابات الصهيونيبة بالمال والأجهزة والعتاد لتبديل معالم مدينة القدس العربية والاعتداء على المقدسات المسيحية والاسلامية . ولا ننسى أن انتفاضة الأقصى سنة 2000 انما كانت في جوهرها رد من أهلنا في فلسطين المحتلة على الانتهاكات التي قام بها مجرم الحرب شارون عندما قام باقتحام ساحة المسجد الأقصى . وها هم القطعان الصهاينة لا زالوا يدنسون حرمة المسجد الأقصى ويحاولون اقتحامه من جديد غير عابئين بمشاعر العرب والمسلمين ظنا منهم أنهم باغتصابهم لفلسطين سيغتصبون وجدان الجماهير العربية وعقولها . الا أن الرد كان ولا يزال على الفورمن أهلنا بفلسطين وفي بيت المقدس خاصة الذين تعودوا أن يكونوا دائما في الموعد مع التاريخ ضد كل ما يمارسه العدو من انتهاكات وجرائم احتلال . فكما كانت انتفاضة الأقصى المجيدة التي فتحت الباب واسعا للمقاومة المسلحة ضد المحتل وأكدت أن المقاومة هي الخيار الوحيد للتحرير فان أي انتهاكات تطال المقدسات المسيحية والاسلامية في مدينة القدس ستزيد من براكين الغضب وزلزال المقاومة وتشعل نارالحرب تحت أقدام الصهاينة الأوغاد . ذلك لأن الجماهيرفي فلسطين مؤمنة بقدرها في الثورة ضد الاحتلال والاستيطان الصهيوني وزادها الانتصار الأخيرلصمود المقاومة في غزة ايمانا بقدرها على تحقيق النصر ولوبعد حين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق