الأحد، 28 مارس 2010

توني بلير.. صلات نفطية سرية في الشرق الأوسط


ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد
     هنا في الولايات المتحدة، عندما يذكر المرء حرفي UI، يتصور معظمنا أن الأمر يتعلق بمسألة تأمين البطالة Unemployment Insurance، لكن الموضوع ليس كذلك بالنسبة إلى رئيس الوزراء البريطاني السابق: توني بلير..
     في نهاية الأسبوع الماضي نشرت صحيفة  UK Daily Mail فضيحة كبيرة. على مدى ثلاث سنوات بعد تخليه عن رئاسة الوزراء، جمع بلير أكثر من ثلاثين مليون دولار من الإيرادات النفطية في سياق تعاملاته وسمسرته السرية من الكونسورتيوم الكوري الجنوبي UI Energy Corporation. ورغم أنه بذل أفضل الجهود لإبقاء سمسرته للكونسورتيوم سرياً، فالفضيحة أخذت  بالانتشار كالنار في الهشيم على مستوى المملكة المتحدة..
     قد يرى البعض بأنه لم يعد في الحكومة، وعنده شركته الخاصة: شركاء بلير Blair Associates.. إذن لماذا يهتم أي شخص بطبيعة عمل بلير أياً كان؟ جيد.. للعارفين، بلير يعمل أصلاً مبعوثاً للغرب إلى الشرق الأوسط.. ومحل اهتمام السياسيين البريطانيين أيضاً.. هل هذا هو رئيس الوزراء البريطاني السابق الذي صار كالحجارة الصامتة بشأن وضعه على قائمة رواتب شركة نفط دولية متخصصة في الاستكشافات النفطية في العراق، ويرى نفسه في وقت واحد في الجزء الصعب الآخر من الكرة الأرضية علاوة على "رباعيته" في الشرق الأوسط!؟
    لكن هذا لا يدعو إلى الاستغراب عندما نعلم أن بلير ليس السياسي البارز الوحيد على قائمة رواتب UI. فهناك أخرون: رئيس الوزراء الاسترالي السابق  
Bob Hawke، كما يُقال، علاوة على سياسيين أمثال عضو الكونغرس J. Solarz، وزير دفاع سابق Frank Carlucci، سفير سابق في مصر Nicholas A. Belites، وقائد أمريكي سابق في الشرق الأوسط General John P. Abizaid.. وهذه مجرد بعض أسماء يتعاملون كسماسرة في مجال النفط..
     مرشح للرئاسة لدورتين Ross Perot، مدرج على قائمةUI   حسب موقع ويب الشركة وكجزء من عائلة المؤسسة النفطية.. للمرء ان يتعجب فيما إذا كان رؤساء أو مرشحو  رئاسة آخرون ضمن عائلة الشركة الكورية الجنوبية.
     في حين أنها دخلت هذا المجال منذ عشرين سنة فقط، فإنها لم تتطلب من UI  وقتاً طويلاً لتسريع عملياتها. في رسالة إلى موقع النت للمؤسسة النفطية، تقول بأنها مهتمة بتطوير موارد ما وراء البحار مثل الشرق الأوسط وأفريقيا. وخاصة في العراق، حيث من المتوقع تطوير مجالات متعددة..
     تعتبر UI  من بين أكبر الجهات المستثمرة في منطقة كردستان العراق الغنية بالنفط بعد أن حصلت على "الحكم الذاتي" بعد حرب/ احتلال العراق..
     يجادل البعض أن بلير يحقق منافع ضخمة من ارتباطاته التي خلقها أثناء حرب العراق. ولكن قد يكون هناك طريق أخر.. إن قراره بالتعاون مع الولايات المتحدة في المجازفة العسكرية military adventurism في العراق كان محسوباً باتجاه بناء ارتباطات (نفطية شرق أوسطية) من قبل كلا رئيسي البلدين..
     ووفق ملاحظات الصحيفة البريطانية Daily Mail، فالسرية هنا حالة شاذة لأن مؤسسة الطاقة UI مولعة بتبجحها وافتخارها بوجود سياسيين استشاريين عاملين لديها، "مَنْ غير هؤلاء يمكن أن يتواجدوا في المؤسسة كمستشارين سياسيين سريين؟
     مسألة واحدة ذات أهمية لمؤسسة نفطية تقوم بـ "تطوير" الطاقة في العراق، ذلك عندما يكون المستشار مبعوثاً إلى الشرق الأوسط.. نعم، قد يكون ذلك تعبيراً عن مصالح متناقضة، لكن تضارب المصالح تتضاعف عندما يكون المستشار رئيساً للوزراء..   
     فضيحة بلير تلقي الضوء بشكل فاضح على الطبيعة الدقيقة للتحالف الذي قام بين رئيسي بلدين- قاما بهندسة حرب العراق- بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق وبوش الرئيس الأمريكي السابق..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق