الخميس، 15 أكتوبر 2009

نداء الوحدة

اللجنة الاعلامية للقدس في الجزائر

لم يكن غريباً ما حدّثني به صديقٌ مولعٌ بكرة القدم, وقد توجّه إلى إستاد البليدة لمشاهدة المباراة الأخيرة لكرة القدم, وهي مباراة حامية وحرجة, حيث فاضت المدرجات بأنصار الفريق الجزائري, ولم يكن صديقي الفلسطيني يتوقع ما رأى, وأفاق على نفسه غير مصدّق فكأنما هو في ملعبٍ لكرة القدم في فلسطين إذ الأعلام الفلسطينية تلوح في سماء البليدة وتدوّي الهتافات للقدس وفلسطين, إذ لا فرق بين معارك الكرامة والانتصار وبين ميادين الكرة وميادين النار, الميدان واحد والساعي للغلبة والمجد والعزة لا يفرق بين ميدانٍ وميدان, توحّدت القلوب وتناغمت الهتافات, والتفت أرواح كل الجزائريين حول الفريق الوطنيّ داعية له بالنصر فيما يشبه الصلاة,

لكنّ للمشهد قراءةً أخرى يجيدها الضمير الجمعيُّ للشعوب, عند اشتداد الكرب في برهة عبقرية الشعب, يرسل رسالته التي يعني إلى ضمير المعني, فكما جرى عام سبعةٍ وستين حين تنحّى عبد الناصر وخرجت الجماهيرُ ترفض الهزيمة وتناديه في رسالة واضحة فيما يشبه البيعة على العهد, لعلّ ما يجري في القدس وأكناف القدس يلهم الإنسان العربي فيما يشبه النداء إلى أهلهم والقائمين على شأن قضيتهم, نداءً برجاءٍ من غير لومٍ ولا تثريب, حرصاً على حقٍ يُستلب, وإنقاذا لمسيرة ونضال, نداءً فيه ما فيه من رجاءٍ لِتجاوزِ كلّ القضايا العابرة الصغيرة لإنجاز الوحدة الكبيرة وتوقيع المصالحة في قاهرة المعز من أجل الهدف الأكبر, نداء على الطريقة الشعبية الجزائرية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق