الخميس، 15 أكتوبر 2009

الويل لنا من هذا الصلف

بقلم: جدعون سامت

صحيفة معاريف - اسرائيل بصلفها وكبرها تعرض نفسها لعزلة عالمية ولخطر انقلاب الفلسطينيين جميعا عليها - المصدر.

يصيب العمى مرة اخرى مسيرة الغباء الاسرائيلية. اسرائيل تكبت تشوش علاقاتها بسائر العالم. الرئيس الامريكي يعض على شفتيه في حين يسحق رئيس حكومة صلف جهوده لاحداث حراك مع الفلسطينيين. ربما لا يضبط نفسه زمنا طويلا. فهو محتاج الى انجاز، من أجل ان يسوغ جائزة نوبل ايضا. في هذه الاثناء، صرفتنا تركيا عن المناورة الجوية كجزء من تحول استراتيجي. ويكاد ملك الاردن يتوسل لتغيير السلوك الاسرائيلي. واوروبا توبخ.

القاسم المشترك هو وقف التفاوض مع الفلسطينيين. يمكن ان نقدم الى أمم العالم ملفا ثخينا عن نصيب السلطة الفلسطينية في الذنب. لكن بنيامين نتنياهو ما زال يقود المسيرة. الحالة التركية خطرة على نحو خاص. فالتحلل أتى من قبل دولة غيرت حسابات استراتيجية عمرها عشرات السنين.

ليست تركيا مهتمة بان تحلق طائرات اسرائيلية عملت في غزة في سمائها. وانقضت شهوتها ان تواصل العلاقة الحميمة بنا وهي تصادم مجالا اسلاميا ضخما. ساعدناها على ذلك بالاستخفاف باهمية تفاوض جدي في تسوية محلية.

هل نزل بنيامين نتنياهو عن المسار؟ كم من الوقت يعتقد انه يستطيع اللعب مع الرئيس الامريكي بعد؟ خرج جورج ميتشيل من هنا معكر الوجه مرة بعد اخرى، يصحبه احتفال النصر الوهمي لنتنياهو. بين الرئيس الامريكي جيدا أنه يحتاج الى تقدم في اتصالات اسرائيل بالسلطة الفلسطينية ليسوي الامور مع تحالف اسلامي معاد. ونتنياهو يستخف بذلك. انه ينمي ثقة بالذات لا أساس لها ستزيد بالضرورة تقريبا في المواجهة في الحي العنيف.

يبذل نتنياهو حماسته في جعله التهديد الايراني مشهد كل شيء. لكنه هناك ايضا يصادم ادارة امريكية تريد ان تجد سبيلا لمحادثة طهران. قبل الغرب تنازلا بموافقة ايران على تفتيش منشآتها الذرية. اذا استمرت مسيرة الرقابة فستجد اسرائيل نفسها وحدها ايضا في قضية جعلتها في راس سلم اهتماماتها. وبعد وقت قد تدرك انها لا تملك خيار مهاجمة ايران الا اذا فعلت ذلك وحدها.

فكر بن غوريون في العلاقة بالدول وراء دائرة الجيران العرب – ايران وتركيا واثيوبيا. تنهار اللبنة الاخيرة الان بسبب عمى اسرائيلي متصل. قبل حرب يوم الغفران كان عند اسرائيل تصور لا اساس له. لكنها منذ سنين لا تملك حتى تصورا، بل رفض ان تناقش جديا مستقبل المناطق والتباكي لعداوة العالم. هذه استراتيجية امتناع مريبة. لا نستطيع ان نتمسك بها زمنا طويلا من غير أن يجبى عنها ثمن باهظ.

نتنياهو يلعب بالنار مع أدوات سياسية ضعيفة جدا. يفترض غدا أن يوقع اتفاق مصالحة بين فتح وحماس يصب على الرفض الاسرائيلي وقودا آخر. ان ما قاله رئيس الحكومة في افتتاح جلسة الكنيست كان نصا غوغائيا محلقا العدو الرئيس فيه تقرير غولدستون. يستطيع رئيس الحكومة أن يصمد – فالائتلاف صلب جدا – لكن لا احتمال له كبيرا بغير استراتيجية سياسية مختلفة ان يحافظ على تراث العلاقات الوثيقة باوروبا وامريكا.

ان صلفا كهذا افضى الى حرب يوم الغفران والى انتفاضتين. ان اوراق لعب بيبي خطرة. فهو يلعب لعبة البوكر مع اعتقاد انه سيخدع العالم كله ويأخذ الصندوق. عندما يتبين خطؤه ستتعرض اسرائيل مرة اخرى لجحيم جديد في المناطق وفي شوارع دولة معزولة تدير بلا وعي مسيرة هوادة عجيبة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق