الأحد، 22 نوفمبر 2009

يا بني إٍسرائيل ... لا و لن يكون بيننا عواد


 المحامي / لؤي زهيرالمدهون
عضو اللجنة الوطنية – حزب فدا



"عواد باع ارضه يا ولاد بطلوله وعرضه يا ولاد" هو مطلع اغنية طالما تغنينا بها ونحن صغار مستهزئين بصديق اراد ان يتخلى عن بعض من مقتنياته الشخصية او المدرسية لزميل او خصم اقوى واعتا منه قوة خوفا من بطشه ، والان اسرائيل تريد أن تجعل منا ومن قيادتنا الفلسطينية عوادا واكثر إلا انها فشلت كما فشلت في الماضي عندما اوجدت جماعات روابط القرى التي ما لبثت إلا وانقرضت كباقي مشاريع الاحتلال التي هدفت لايجاد بدائل عن منظمة التحرير الفلسطينية .. أن اسرائيل وحكوماتها المتعاقبة لم تتعلم من الدرس الذي لقنها اياه الزعيم الخالد ياسر عرفات عندما طالبوه بالتازل عن الثوابت الفلسطينية ولكنه أبا وقال  لهم مقولته الشهيرة أثناء محاصرته في عرينه برام الله بسبب رفضه المساومة والتفريط بهذه الثوابت في كامب ديفيد 2 "هم يريدونني اسيرا او طريدا او قتيلا وأنا اقول لهم  شهيدا شهيدا شهيدا " هذا الموقف الذي ما زال يتذكره جل شعبنا الفلسطيني وامتنا العربية مقدرين قيمة هذا الرجل الذي خسر حياته في سبيل الارض الفلسطينية والقدس  التي رفض بيعها والتنازل عنها مقابل كل المغريات بما فيها الحفاظ على حياته الشخصية  تماما كما فعل السلطان عبدالحميد اخر سلاطين الدولة العثمانية عندما قدمت له الحركة الصهيونية الإغراءات المتمثلة في إقراض الخزينة العثمانية أموالاً طائلة مع تقديم هدية خاصة للسلطان مقدارها خمسة ملايين ليرة ذهبية، وتحالف سياسي يوقفون بموجبه حملات الدعاية السيئة التي ذاعت ضده في صحف أوروبا وأمريكا ، لكن السلطان رفض بشدة وطردهم من مجلسه وقال لهم " إنكم لو دفعتم ملء الدنيا ذهبا فلن أقبل ، إن أرض فلسطين ليست ملكى إنما هي ملك الأمة الاسلامية، و ما حصل عليه المسلمون بدمائهم لا يمكن أن يباع و ربما إذا تفتت إمبراطوريتى يوما ، يمكنكم أن تحصلوا على فلسطين دون مقابل " تماما كما قالها زعيمنا الخالد " ليس فينا وليس منا من يفرط في ذرة تراب من القدس "  صدق السلطان عبدالحميد وصدق ابا عمار وصدقت القيادة من بعده وهذا ما مثله رئيس دولتنا الاخ محمود عباس ابو مازن عندما رفض ومن خلفه القيادة الفلسطينية مطلب الحكومة الاسرائيلية بإستئناف العملية التفاوضية مقابل الموافقة الفلسطينية على أن تكون فلسطين 48 وطنا قوميا لليهود وفقا للفكرة الصهيونية و رفضه كل الطروحات الاسرائيلية بتعزيز السلطة الوطنية الفلسطينية من خلال تعزيز الاقتصاد الفلسطيني مقابل التخلي عن اقامة الدولة الفلسطينية والتغاضي عن تمادي اسرائيل بإنشاء المستوطنات الاستعمارية في الاراضي الفلسطينية وتوسيع القائم منها وتهويد القدس معلنا عن مرجعيات العملية السلمية والتفاوضية رافضا كلى الاغراءات والضغوطات الدولية وجلها الضغوطات الامريكية برفضه استئناف المفاوضات الا بإلتزام اسرائيل بمرجعيات العملية السلمية رافضا بأن يكون عواد لاسرائيل وأمريكا معلنا موقفه الرسمي متحديا الادارة الامريكية متمركزا بالثوابت الفلسطينية متسلحا بقرارات المجلس المركزي الفلسطيني داعيا إلى تعزيز برنامج الحكومة الفلسطينية الهادف إلى اقامة الدولة الفلسطينية ، حيث كانت انتفاضة دبلوماسية فلسطينية لم يشهد لها مثيل منذ سنوات لجلب اكبر دعم ممكن لقبول الدولة الفلسطينية وفقا لقرارات الشرعية الدولية هذه الدبلوماسية التي جعلت الحكومة الاسرائيلية بل القيادة الاسرائيلية جمعاء من هم على سدة الحكم ومن هم خارج سدة الحكم يتخبطون في تصريحاتهم وتوعوداتهم للقيادة الفلسطينية في حالة اعلان الدولة الفلسطينية من طرف واحد فكثرت المبادرات والرؤى والخطط فكانت مبادرة موفاز ، و وقوف يوسي بيلن رجل السلام الاسرائيلي وزعيم المعارضة الاسبق بالتعاون مع فرنسا على خطة تعتمد على ايقاف العملية الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس لمدة ثلاث شهور ، تستأنف بعدها المفاوضات وفقا لمحددات الخطة ، والاخطر هو وقوف  شمعون بيرس و ايهود باراك على خطة تنفذ على مرحلتين تضمن اقامة دولة فلسطينية ذات حدود موقتة لفترة زمنية يتفق عليها بين الجانبيين على نصف الاراضي التي احتلت عام 1967م مقابل التزام اسرائيلي موثق بإنسحاب اسرائيلي من باقي الاراضي الفلسطينية وفقا لمفاوضات جادة خلال فترة قصيرة تنتهي بإعتراف فلسطيني صريح بيهودية الدولة الاسرائيلية على باقي الاراضي الفلسطينية 48 او وفقا لما يتفق عليه  بشهادة الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي والدول العربية ، حيث الخطير في هذه الخطة هو التوافق الاسرائيلي الاوروبي و الامريكي الاسرائيلي الذي كان ظاهرا من خلال محاولات الادارة الامريكية اقناع القيادة الفلسطينية بهذه الخطة ، بإعتقادي أن كثرة الخطط والرؤي الاسرائيلية ما هي الا من دواعي زر الرماد في العيون بعدما ادركت الحكومة الاسرائيلية بأنها امام رجل قوي وعنيد ، وأنه ليس من السهولة بمكان استمالته إلى شروطها في استئناف العملية التفاوضية ، ولا إغراؤه ببعض من الاجراءات المتعلقة بإزالة بعضا من الحواجز المتحركة المعيقة لحركة المواطنيين في الضفة الغربية ، خاصة موقفه الاخير المتعلق بعدم ترشيح نفسه لدورة انتخابية جديدة مؤكدا بأنه ما دام على رأس السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير سيبقى متمسكا بمرجعيات العملية السلمية رافضا تقسيم الضفة الغربية إلى كينتونات ، ومن جانب اخر أرى في الخطط الاسرائيلية خداعا للرأي العالمي بوجود شريك اسرائيلي للسلام في المنطقة  وهذا ما تحدث به وزير الصناعة والتجارة بنيامين بن اليعيزر عندما قال في اجتماع الحكومة الاسرائيلية " لا اريد ان افسد عليكم حفلتكم لكن الواقع لا يبشر بخير ويتوجب علينا استئناف عملية السلام بالقوة واذا لم يرغب ابو مازن في الحديث معنا يتوجب علينا دفع طرف ثالث حتى نجر ابو مازن للمفاوضات بالقوة وعلى الطرف الثالث حينها ان يقول بان الفلسطينيين لا يريدون التحدث الينا وليس نحن من لا نرغب في الحديث معهم " من هنا نرى حقيقة المخاوف الاسرائيلية من زيادة الدعم الدولي لفكرة الاعلان احادي الجانب عن قيام الدولة الفلسطينية الناتج عن انسداد الافق السياسي واستمرار حالة الجمود السياسي وغياب الاتفاق او امكانية الاتفاق .
وفي الختام نقول للحكومة الاسرائيلية لا ولن يكون بيننا عواد يقبل بخططكم ورؤيتكم لاقامة دولتنا الفلسطينية مطالبين  المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته اتجاه حل النزاع بإنهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية وفقا لقرارات الشرعية الدولية وضمان حق شعبنا في تقرير مصيره بإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس على حدود الخامس من حزيران عام 1967م وخاصة بعدما تنصلت الحكومة الاسرائيلية من التزاماتها الدولية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق