الأحد، 22 نوفمبر 2009

القيادي في مجموعات الشهيد أيمن جودة "أبو جمال "يرفض التخلي عن بندقيته



غزة- وكالة قدس نت للأنباء
مقاوم ، مجاهد، مقاتل، تتعدد الأسماء والهدف واحد.. شبان في مقتبل أعمارهم، امتشقوا السلاح للدفاع عن ديارهم وأوطانهم، رغم ما تحدق بهم من أخطار، حياتهم لم تعد ملكهم، وعائلاتهم تودعهم صباح مساء، اعتادوا الخوف والنوم في العراء، بعضهم فقد حياته، وإخوة أصبحوا جرحى ومعاقين ، والبعض يمكث خلف القضبان ، وآخرون ينتظرون مصير مجهول يتربص بهم.
مراسلة وكالة قدس نت للأنباء " فلسطين عبد الكريم " تلقي الضوء على حياة المقاومين القاسية، وتحاول التعرف على جزء من حياتهم اليومية والأسرية، وتسترجع ذكريات الحرب على غزة مع " أبو جمال " القيادي في كتائب شهداء الأقصى مجلس شورى مجموعات الشهيد أيمن جودة شمال قطاع غزة .
البداية كانت عندما استقلينا سيارة من الطريق العام برفقة احد الناطقين الإعلاميين باسم الكتائب ويدعى أبو عاصف ، الذي مهد لنا الطريق للحديث مع أبو جمال ، حيث لم يتوقف هاتفه النقال عن الرنين ..لقد وصلنا منطقة ما في شمال القطاع ..دقائق ونكون عندكم ، وقبل أن نصل المكان المحدد ، استقبلنا شاب في مقتبل العمر وبدأنا نسير في أزقة للوهلة الأولى تشعرك بالدوار ، دخلنا إلى حيث يتواجد أبو جمال ورفاقه " نتحفظ عن ذكر المكان لدواع أمنية "..وبدأنا الحديث بعد الاستراحة قليلا.
يقول أبو جمال في بداية حديثه وهو يرتدي البزة العسكرية ، خافيا ذلك الوجه البطولي خلف اللثام ويمتشق سلاحه بكل عزة وفخر :" المقاوم الفلسطيني باع نفسه وروحه للهدف الأسمى ، وهو تحرير الأرض والانتقام للدماء التي سالت، وروت الأرض التي ستطرح مقاومين جدد بإذن الله ".
وتحدث :" أودع عائلتي واقبل أطفالي، حيث كنت أحدثهم عن المقاومة وان إسرائيل هي من تحتل أرضنا وتنتهك مقدساتنا "، كانوا يستمعون إلى ويسألونني وكنت أجيبهم ".
وذكر "أبو جمال" أحد المواقف التي حدثت مع نجله البكر قائلا: " كنت في احد المرات أجهز نفسي للخروج إلى الميدان ، فإذا بجمال الصغير كان يجهز هو الآخر نفسه للخروج معي ، الأمر الذي جعلني ابتسم واربت على كتفيه بأنك لازلت صغير على حمل السلاح يا ولدى ".
وفي سؤال حول إذا ما كان يقبل التخلي عن سلاح المقاومة إرضاء لأحد أفراد أسرته خوفا عليه ، أضاف:" لا تراودني أبدا فكرة التخلي عن المقاومة ، هناك شهداء وجرحى من رفاقي وإخوتي سقطوا، وتركوا الأمانة في عنقي وعنق من بقي منا حياً ، لذلك لا نستطيع التخلي عن هدفنا الرئيسي ، وهذا طريق بدأناه وسنواصله ".

موقف من الذاكرة
وفي معرض رده على سؤال حول الاحتياطات الأمنية التي كان يتخذها المقاومون في حرب غزة والتي يضعونها بالحسبان دائما ، قال أبو جمال :" إن كل خطوة محسوبة علينا، خاصة خلال فترات تحليق طائرات الاستطلاع، " الزنانة" التي لا تكف عن مراقبة تحركات المقاومين ، وقصف من يظهر تحت منظورها ".
وأكد أنهم في كتائب الشهيد أيمن جودة كانوا يحرصون خلال تنفيذ مهامهم القتالية، على عدم تعريض حياة المواطنين الأبرياء للخطر، مؤكدا أن حياة كل فلسطيني تعني لهم الكثير.
وفي رده على سؤال حول أكثر المواقف تأثيرا في نفسه خلال الحرب على غزة ، قال وكأنه كان مستعدا لإجابة متوقعة بعد أن اخرج تنهيدة طويلة من بين ضلوعه :" أكثر ما أتذكره هو استشهاد احد المقاومين أمامي في محرقة غزة ، حيث سقط صاروخ استطلاع إسرائيلي على مجموعة من الشبان المقاومين ، فيما تناثرت الأشلاء وكان من بين الضحايا أطفال، حينها شعرت بمدى وحشية عدونا"، مؤكدا أن هذا المشهد أثار بداخله نار الحقد على الاحتلال وإسرائيل، وجعله يصر على الانتقام لدماء الشهداء والجرحى من أبناء شعبه ، قائلا:" كله فدا الوطن وفلسطين ، نحن لا نتطلع إلا لرضا الله سبحانه وتعالى ".
ولم تتوقف رحلة الكفاح لدى أبو جمال هنا بل حدثنا عن محاولة فاشلة لاستهدافه من قبل طائرات الاحتلال الغاشمة ، وقال:" كنت مسئول العمل العسكري في منطقة شمال القطاع التي تتصدى للاحتلال ، حيث كنت أتفقد المجموعات العسكرية هناك، وأثناء تجوالي قامت الطائرات الحربية بإطلاق صاروخين تجاهي لكن الله لم يرد لي الشهادة التي لازالت أتمناها حتى هذه اللحظة ".
وأشار أبو جمال إلى أنهم في كتائب الشهيد أيمن جودة يقومون بدعم مجموعات الكتائب من اجل أن تستمر في المقاومة ، ومن جيوبهم الخاصة ، وأنهم جزء لا يتجزأ من حركة فتح وأنهم يسيرون على نهجها النضالي والثوري حتى دحر الاحتلال ، لافتا إلى أن الإمكانيات لديهم قليلة ، ولكنهم في الوقت نفسه على أتم الاستعداد والجاهزية لصد أي عدوان إسرائيلي محتمل على قطاع غزة .
وطالب أبو جمال كافة فصائل المقاومة بالتوحد والعمل بروح واحدة والتكاتف في ظل استمرار العدوان ومواجهة إسرائيل التي تسعى لضرب الوحدة الفلسطينية ، وعدم هضم حق المقاومة في أي مكان .
انجازات الكتائب
أطلقت الكتائب منذ انتهاء التهدئة بين حماس وإسرائيل، ما يقارب من 102صاروخا و35 قذيفة هاون ، وقامت بتفجير ستة عبوات ومنزلين بقوات صهيونية خاصة وصاروخ موجه ، و5 قذائف أربي جي وستة شهداء تابعين للكتائب .
يشار إلى أن الكتائب نفذت أيضا عملية نوعية حيث قام الشهيد عبد الرحمن بوادي من سكان دير البلح باستدراج قوات إسرائيلية خاصة إلى احد المنازل شمال القطاع حيث قام بنسف المنزل وأوقع 12جندى إسرائيلي مابين قتيل وجريح وهى العملية الوحيدة التي اعترفت بها إسرائيل أثناء حرب عزة الأخيرة.
هذا ويعد القائد في الوحدة الصاروخية التابعة لكتائب أيمن جودة ، الشهيد علي حجازي أول شهيد سقط بعد انتهاء التهدئة المعلنة بين حماس وإسرائيل ، وهو بداية الانفجار بين الكتائب والاحتلال ، وعقب ذلك شنت إسرائيل حربها المسعورة على القطاع.
انتهينا من لقائنا مع أبو جمال الذي كان يرافقه صديقاه أبو العبد وأبو علاء اللذان كان وجهيهما ينطق بصدق معاني الإخوة والرباط ، وهما الآخران من رجال المقاومة الباسلة ، وكأن الواحد منا يعرفهم من سنوات طويلة رغم انه لأول مرة نلتقي ، ولكن صدق المثل الذي قال " الدم بيحن ".



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق